خبر الأبطال الستة .. ياسر الزعاترة

الساعة 10:32 ص|08 يناير 2011

الأبطال الستة .. ياسر الزعاترة

بعد أسابيع من إضرابهم عن الطعام، وتدهور حالتهم الصحية، أفرجت أجهزة السلطة في رام الله عن الأبطال الستة الذين تعرف العالم على قضيتهم، وذلك إثر وساطة من أمير قطر جاءت بعد حملة تضامن واسعة النطاق معهم من قبل سائر الأوساط الفلسطينية، بل ومن قبل جهات عربية ودولية أيضاً.

 

الأبطال الستة للتذكير هم: وائل محمد البيطار، اعتقل بتاريخ 15/9/2008، وسام عزام القواسمي، اعتقل بتاريخ 8/10/2008، مهند محمود نيروخ، اعتقل بتاريخ 9/10/2008، وأحمد محمد العويوي، اعتقل بتاريخ 15/9/2008، ومجد ماهر عبيد، اعتقل بتاريخ 11/10/2008، وهم جميعاً من أبناء محافظة الخليل: وأمضوا حوالي 28 شهراً رهن الاعتقال. أما السادس فهو محمد أحمد سوقية من محافظة جنين، واعتقل بتاريخ 6/2/2008، حيث أمضى 35 شهراً رهن الاعتقال.

 

اللافت في القضية أن المعتقلين الستة قد صدرت بحقهم جميعاً قرارات من أعلى هيئة قضائية في السلطة، وهي محكمة العدل الفلسطينية العليا، والتي قضت بعدم قانونية احتجازهم.

 

في سياق المحاولات الرامية للإفراج عن الرجال الستة، كانت الجهات المعنية تصر على الرفض، فيما كان الناطق الإعلامي يصر على القول إن سجون السلطة ليس فيها معتقلين سياسيين.

 

جاءت المفاجأة ممثلة في قيام سلطات الاحتلال باعتقال خمسة من الرجال بعد ساعات من الإفراج عنهم، وهم أبناء الخليل، وبالطبع لأنهم من مناطق ب، حيث السيطرة الأمنية لقوات الاحتلال، بينما السادس من جنين (مناطق أ)، مع أن قوات الاحتلال لا تتورع عن دخولها واعتقال من تشاء، ما يعني أن السادس في انتظار الاعتقال أيضاً. وفي ذات السياق قتلت قوات الاحتلال خال زوجة وائل البيطار (عمر القواسمي) في غرفة نومه اعتقاداً منها أنه وائل البيطار الذي اعتقل أيضاً.

 

والحق أن مأساة الرجال الستة التي أثارت الناس لم تكن سوى واقعة رمزية تختصر مأساة المؤمنين بخيار المقاومة، وبخاصة من حركة حماس (هناك معتقلون من الجهاد أيضاً)، لا نعني الدفعة الموجودة حالياً في السجون وتقدر بحوالي 700 معتقل، وإنما سائر الذين مروا على المعتقلات ولا زال أكثرهم يعيش هاجس الاعتقال في كل ليلة.

 

لا قيمة بالطبع لحكاية الانقلاب التي يتشدق البعض بها، لأنها محض كذبة لفقوها ولا أعتقد أنهم صدقوها، فالضفة الغربية ليست مثل غزة حتى يتركها الاحتلال (غزة تحت الاحتلال أيضاً، وإن خرج منها الجيش الإسرائيلي)، وهو لا يتركها عملياً للسلطة، فكيف يتركها لحماس؟.

 

أما مساواة بعض الاعتقالات الهامشية في قطاع غزة (نرفضها إذا كانت سياسية) بما يجري في الضفة، فهو محض تزوير تتورط بترويجه وسائل إعلام كثيرة.

 

هذا هو الواقع، لكنه سيتغير بعون الله، فشعب فلسطين العظيم لن، لن يسكت على مسلسل الاستيطان والتهويد الذي ينسف حكاية التسوية والمفاوضات برمتها.

 

صحيفة الدستور الأردنية