خبر دغان فكر، بردو سيقول .. معاريف

الساعة 09:23 ص|07 يناير 2011

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: السؤال هو اذا كان من يفكرون بشكل مختلف عن دغان ولا سيما في القيادة السياسية، سيشعرون بحرية أكبر لان يقرروا الان، حين يكون رئيس الموساد القوي وذو الصلاحيات، لم يعد يجلس امامهم - المصدر).

على المستوى العملياتي، سيكون تمير بردو خليفة مناسبا لمئير دغان. بردو قديم في الموساد، ملأ جيدا بطاقة العمل، لن يحتاج الى فترة تعلم كي يحرك دواليب عمل الجهاز. وينبغي الامل في أنه في الطريق الى الخارج ترك له دغان بعضا من حظه السعيد الذي رافقه معظم سنواته في الموساد، ورأسه يحتاجه بقدر لا يقل عما يحتاج الى العقل، المعرفة والتخطيط.

السؤال المشوق حقا  أنه بعد ان يعلق دغان سترة الجواسيس هو من سيرثها في غرفة اتخاذ القرارات، حيث اكتسب لنفسه مكانة مشرفة. درج البعض على وصف ولايته في الموساد بتعابير "سكين بين الاسنان" ولكن دغان كان ايضا رجل يصيغ اراءه دون مواربة، والجميع أنصت له.

مكانته أخذت في التعاظم مع السنين كلما كثرت نجاحاته العملياتية ولا سيما بعد حرب لبنان الثانية. شعبة الاستخبارات العسكرية لم تتميز في الحرب، على اقل تقدير، بينما اسرة الاستخبارات والموساد، حسب منشورات اجنبية كانت مسؤولة عن الانجاز الاساس – الاستخبارات التي سمحت بالضربة الجوية على السلاح بعيد المدى لحزب الله – واتخذت صورة جيدة بالنسبة لمستوى الجيش. كما أن الحرب حددت نقل مركز الثقل من المناطق، حيث لا تعمل الموساد، الى مجالاتها الحيوية الطبيعية في بلدان العدو، ومن ينفذ بالضرورة ينال الزخم والمكانة. دغان ونظيره من المخابرات يوفال ديسكن، رغم اختلافهما في المواقف في الشؤون المختلفة، تحدثا بصوت واضح ولم يتخذا ابدا موقف "انتم تقولون لنا ما تريدون ونحن سنعرف كيف سننفذ، هذا الموقف الذي ميز غير مرة رئيس الاركان اشكنازي. وفي الختام جاءت التجربة المتراكمة: دغان كان في منصبه لثماني سنوات، ومثّل معرفة وسياسة استمرتا منذ عهد شارون.

ماذا سيقول بردو؟ في الموضوع المركزي على جدول الاعمال، المسألة الايرانية، من المعقول الافتراض بانه ينسجم مع دغان. منذ أن كلفه شارون بالمهمة في 2004، قاد دغان مفهوم "خطوة إثر خطوة": دمج خطوات احباط ثابتة، مع ضغط دولي وعقوبات ناجعة.

كان هذا في نظره الطريق الافضل لتجسيد ثمن توجه النظام نحو النووي، وكسب الوقت الذي يخلق الفرص للحل.

حسب المعلومات القليلة المعروفة، بالفعل تحقق تأخير، واليوم لم يعودوا يتحدثون عن القنبلة كشيء سيحصل في غضون سنة – سنتين. محافل امنية وسياسية رفيعة المستوى تهزأ علنا من القول ان 2011 هي "سنة الحسم". يحتمل بالتأكيد ان يكون بردو يفكر مثل دغان؛ واضح ان على الاقل في المرحلة الاولى لن تكون لاقواله القوة التي تميز بها سلفه.

حسب مصادر مختلفة، شكك دغان بصوت عال بنجاعة المفاوضات مع سوريا، بدعوى أن هذه لن تهجر حلفها مع حزب ا لله وايران – الامر الذي في نظره هو الشرط الاسرائيلي للاتفاق تماما مثلما يصر السوريون مسبقا على استعادة هضبة الجولان كلها. وقد عارض بشكل قاطع صفقة شليت في صيغتها الحالية.

موقف بردو في هذه المواضيع ليس معروفا: ولكن سيمر وقت الى أن يسمع صوته في الغرفة بذات القوة وبذات التأثير الذي كان لدغان. السؤال هو اذا كان من يفكرون بشكل مختلف ولا سيما في القيادة السياسية، سيشعرون  بحرية أكبر لان يقرروا الان، حين يكون رئيس الموساد القوي وذو الصلاحيات، لم يعد يجلس امامهم.