خبر المطاردة كبديل عن السياسة- هآرتس

الساعة 10:06 ص|06 يناير 2011

 

المطاردة كبديل عن السياسة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

كلما تعاظمت عزلة اسرائيل في العالم كنتيجة لتملص حكومتها من المسيرة السلمية، فان احزب اليمين بقيادة اسرائيل بيتنا توجه أساس نشاطها لاسكات الانتقاد الداخلي. ومن المفارقة ان ذات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان – المسؤول عن عدة أزمات أدت الى نزع الشرعية عن اسرائيل – هو الذي يقف على رأس موجة الاسكات والمطاردة لمحافل اليسار وحقوق الانسان في اسرائيل؛ موجة بلغت أمس ذروتها بالمبادرة الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية "تحقق" مع محافل مثل "نحطم الصمت"، "يوجد حد"، "بتسيلم" وغيرها، بدعوى أن هذه "تمس بشرعية اسرائيل".

المفارقة هي ظاهرا فقط، وذلك لان الامور تسير معا، كما هو معروف من التاريخ: زعامة كدية، تحاول – انطلاقا من الايديولوجيا او نزعة التهكم – تثبيت حكمها بنشر الخوف، جنون العظمة تجاه العالم بأسره – لن تتوقف عن تخريب العلاقات الخارجية. نتائج اخطائها  ستطمسها بالتهديدات الداخلية، بـ "الطابور الخامس". ويشهد على مدى تهكم اليمين السياسي حقيقة ان مطالبتهم "بالتحقيق في التدخل الاجنبي في الشؤون الاسرائيلية" موجه فقط لمحافل اليسار، بينما النبش "الاجنبي" لمؤيدي وممولي الجمعيات الاستيطانية على أنواعها يبقى مخفيا ومخبأ بالغمز.

لا جديد في المواقف المناهضة لنشر المعلومات او الاراء التي لا تكون دائما مريحة للرواية الامنية – الوطنية السائدة. الجديد هو في شدة "مطاردة اليسار" التي أصبحت ليس فقط موضع خلاف، بل بديلا عن كل سياسة كانت. الذنب في هذه الموجة يجب أن يعود الى سياسة "اقعد ولا تفعل شيئا" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يحتفل – رغم الضريبة الكلامية التي يدفعها هنا وهناك – بانتصار الرواية القاتلة والمتشائمة؛ تلك التي تعتقد بان الصراع مع العرب غير قابل للحل، ولا يتبقى سوى ادارته.  وكحجم الوهن والهزال لهذا "الخط الاداري"، هكذا هي شدة المحاولات للتصدي لكل معلومات تهدد بسحب البساط من تحته.

مطاردة الخصوم السياسيين الداخليين لن تقنع احدا في العالم بعدالة طريق حكومة اليمين برئاسة نتنياهو وليبرمان، بل ستضعضع أكثر فأكثر الديمقراطية الاسرائيلية.