خبر سخافة مخيفة- يديعوت

الساعة 11:16 ص|05 يناير 2011

سخافة مخيفة- يديعوت

بقلم: بوعز اوكون

(المضمون: املاءات السلطة لما هو مسموح وما هو محظور على التفكير، النبش في الدعم المالي، قوائم منظمات ونشطاء مرفوضين أو "عديمي الولاء" – كل هذه خطيرة ومهددة على الدولة أكثر بكثير من أي انتقاد يأتي من الاسفل - المصدر).

¬      "هراء خطير" – هذا هو التشخيص المناسب للسعي المغرض لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية تفحص حملة نزع الشرعية، المزعومة، التي تجرى لجنود الجيش الاسرائيلي من قبل منظمات اسرائيلية.

        هذا هراء، وذلك لانه مع أن من حق الكنيست أن تشكل لجنة تحقيق، ولكن اللجنة البرلمانية غير مزودة بأدوات  التحقيق، ونتائجها عديمة المعنى الحقيقي. "القانون الاساس: الكنيست" وان كان يخول النواب تعيين لجنة "للتحقيق في أمور قررتها الكنيست" – ولكن القانون لا يسمح للكنيست بان تمنح مثل هذه اللجنة صلاحيات حيوية: الزام الشهود بالمثول أمامها، تحذيرهم او مطالبتهم بعرض الوثائق. ليس للجنة التحقيق البرلمانية الادوات لتقصي الحقيقة. الاحتمال في ان يمتثل أي شخص جدي طواعية امامها يقترب من الصفر.

وفضلا عن ذلك: يجدر بالذكر بان تركيبة اللجنة البرلمانية تأتي حسب موازين القوى في الكنيست بحيث أن اللجنة تكون مسبقا مصابة بالتحيز الحزبي، ذات اعتبارات سياسية، وتعوزها الادوات لادارة تحقيق موضوعي ومصداق.

حق الكنيست في تشكيل لجنة تحقيق، ستكون عديمة الاسنان، يشبه قليلا الحق الذي للخنازير في ان تطير – اذا ما استخدمنا النموذج الساخر من قصة "اليسا في بلاد العجائب": قد تطير الخنازير، ولكن احتمال ذلك متدنٍ.

ومع ان هذا هراء عديم المعنى العملي، فان الفكرة التي تحرك اقامة اللجنة هي مع ذلك خطيرة. يوجد في هذا الاقتراح كل العناصر الفاسدة للاضطهاد وسد الافواه.

وبدلا من التصدي بشكل موضوعي للانتقاد الموجه لافعال اسرائيل في المناطق وفي معاملة الاقليات والاجانب – على اساس القاعدة الديمقراطية المعروفة في أنه "اختبار الحقيقة الافضل هو قدرة الفكرة على المنافسة في السوق" – يحاولون تخويف من يسبح ضد التيار. وبدلا من التباهي بوجود هيئات مثل جمعية حقوق المواطن، يوجد قانون وبتسيلم، يحاولون قمعها.

وبشكل عام، بدلا من الاهتمام بما يوجد لدى الناس ليقولوه، يحاولون مطاردتهم استنادا الى التعميمات، الشائعات، التشهيرات، مضاف اليها عدة تلميحات غامضة لمحاولة خلق صورة خيانة أو عدم ولاء.

الحقيقة مختلفة. املاءات السلطة لما هو مسموح وما هو محظور على التفكير، النبش في الدعم المالي، قوائم منظمات ونشطاء مرفوضين أو "عديمي الولاء" – كل هذه خطيرة ومهددة على الدولة أكثر بكثير من أي انتقاد يأتي من الاسفل.