خبر عدة كلمات اخرى فقط -يديعوت

الساعة 11:16 ص|05 يناير 2011

 

عدة كلمات اخرى فقط -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

1. انتهت الكلمات  تماما: مئات الاف الكلمات التي كتبت وبثت في قضية الرئيس السابق موشيه قصاب جعلت الكثير من القراء يملون القضية. رغم ذلك، ها هي امامكم عدة ملاحظات قصيرة:

2. الاستماع: الان، بعد أن فرت كل الجياد من الاسطبل، وابراهام هيرشيزون، وزير، يجلس خلف القضبان وشلومو بنزري، وزير، يأكل في كل سبت "حمين" (طبخة السبت) في السجن وموشيه قصاب، رئيس، سيذهب – يا للفظاعة! – في اعقابهما، يتذكر سياسيون وصحفيون فكرة "الاستماع". بمعنى، ان يظهر المرشحون المختلفون للمناصب الكبيرة أمام لجنة في الكنيست او في أي مكان آخر، ليثبتوا امام النواب بان لا شائبة في ماضيهم وانهم مؤهلون للمناصب المختلفة. ونحن بتنا منذ الان نسمع اصوات الجمهور المؤيدة لهذه الفكرة الرائعة. هكذا هو الحال في واشنطن، وهكذا سيكون في القدس ايضا.

        أويد. أويد الاستماع جدا. ولكن في الواقع الاسرائيلي ليس له تقريبا أي قيمة. فقبل كل شيء، لا يضمن أحد في أن رجلا نظيف اليدين نقي القلب حتى التعيين، لا يخطىء في اليوم التالي لاقرار التعيين. الفساد، بشكل عام يأتي مع الابهة وبعد التعيين المنشود. سبب وجيه آخر لعدم انتهاج الاستماع: الانسان المعقول الذي يعرف شيئا عن احد ما لن يفكر بـ "فتح الفم" لخوف حقيقي من أن يعين الرجل رغم ذلك في المنصب المنشود فيحاسبه على ما فعله. وسبب ثالث، وليس أخيرا: ليس هناك من لا يمكن ايجاد شيء ضده. في الاجواء الاعلامية الحماسية لليوم لا يوجد أي احتمال حتى لمن في سن السادسة لعب مع ابنة الجيران لعبة "الطبيب والمريضة". ومن، بشكل عام، الغبي الذي سيوافق على استماع من هذا النوع؟

        لا تخافوا: قريبا سيقبلون بفكرة الاستماع. ففي التزلف للناس نحن الافضل.

3. كفى! بعد 63 سنة في دولة مستقلة، مزدهرة ونامية كدولة اسرائيل، بعد محاولة غير مسبوقة على مستوى عالمي لدمج الطوائف والشتات، حان الوقت للكف تماما عن التشخيص في موضوع اصل ومصدر الانسان الذي انتخب او عين لمنصب معين. كفى! 63 سنة مرت، جيلان وأكثر، ولا مجال او سبب للاشارة بانفعال الى أن موشيه قصاب كان الرئيس الاول من ابناء الطوائف الشرقية، ورئيس البلدية الاول ولا يوجد أي حاجة في العالم للتأكيد المبطن: انظروا الى أين وصل.

في دولة سبق أن عينت رؤساء أركان، وألوية، وقضاة، ورؤساء بلديات، ورئيس من ابناء الطوائف الشرقية، هذه مسيرة طبيعية، جزء من واقعنا، ولا تحتاج الى أي اعتراف، تقدير وذكر في وسائل الاعلام. كفى!

4. حساب النفس: رغم الادانة الجارفة وقدرة وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية على أن تبرر الان كل قولها، لن يكون صحيحا المرور مرور الكرام الى القضية البائسة التالية، دون حساب للنفس وتعلم الدروس. رأينا: في قضية موشيه قصاب، مهما كانت خطيرة، تجاوزت وسائل الاعلام كل "الخطوط الحمراء". عمليا، لم يكن لديها أي "خطوط حمراء". فقد استخدم الصحفيون واُستخدموا في هذه القصة الصعبة من قبل عائلة قصاب واصدقائها، محاموه، الشرطة، النيابة العامة للدولة، وكأن المنصة المطبوعة والمبثوثة هي المحكمة. صحفيون اجتازوا الخطوط، تحيزوا بشكل واضح ولم يتركوا لدى القراء والمستمعين أي شكوك. وبشكل طبيعي يميل "الشارع" تقريبا دوما ضد رجال السلطة. والدليل هو أن استطلاعا اجري قبل قرار الحكم قضى بان الرأي العام يعتقد بان موشيه قصاب مذنب حتى لو قررت المحكمة خلاف ذلك. حقيقة أنه هذا ما حصل لا يخفف من خطايا وسائل الاعلام. بل ربما العكس.

5. المستوى الرفيع. اذا كان هناك تعبير مادي، حقيقي، واقعي للقول "من المستوى الرفيع الى العمق السحيق"، فهذا دون شك، هو قصة موشيه قصاب.