خبر جدل بين الصحافيين...النقابة معنا أم علينا

الساعة 01:59 م|04 يناير 2011

جدل بين الصحافيين...النقابة معنا أم علينا

فلسطين اليوم: رام الله

أثارت مقاله نشرها الصحافي الفلسطيني " حسام عز الدين" بعنوان " نقابة الصحافيين بين المهنية و الشرطية" تحدث فيها عن تحركات تقوم بها بنقابة الصحافيين الفلسطينيين لتعزيز "مكانتها" كمرجعية للصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية تحديدا.

فقد توجهت النقابة مؤخرا، بحسب الصحافي عز الدين، إلى وزارة الإعلام الفلسطينية وطلبت إليها عدم منح أي صحافي بطاقة صحافية من الوزارة إلا بعد حصوله على بطاقة من نقابة الصحافيين.

وقبل مدة، توصلت نقابة الصحافيين إلى اتفاقية رسمية مع قيادة الشرطة، تقضي بان تقوم الشرطة بتسهيل عمل الصحافيين فقط ” لمن يحمل بطاقة نقابة الصحافيين الفلسطينيين”.

و اعتبر الصحافي ان النقابة باشتراطها عضويتها "فإنها تسعى إلى تجسيد نفسها مؤسسة رسمية من ضمن مؤسسات السلطة التنفيذية أكثر من كونها ائتلاف نقابي يدافع عن الصحافيين ومهنة الصحافة في الأراضي الفلسطينية أولا وأخيرا".

وقال عز الدين في مقالته:" أصبح الانتساب للنقابة " نوعا من الإجبار الشُرطي للصحافيين على الانتساب لها " وليس طوعا"، مشيرا إلى أن النقابة تتجه في عملها إلى ابعد من السماح بالتدخل الحزبي، بل تتجه لتكون مؤسسة رسمية تنفيذية تفرض على الصحافيين الانتساب إليها وهو ما يتنافى قلبا وقالبا مع فلسفة وجود نقابة للصحافيين".

هذه المقالة و التي وزعت على "إيميلات" الصحافيين في منتدى الكتروني "قوائم بريد بانكوف" أثارت جدلا لديهم، وكانت الردود و التفاعل مع هذه المقالة.

فمن الردود التي وصلت على المقالة ما كتبه الصحافي بلال غيث من وكالة وفا، حيث أبدى استغرابه من هذه الخطوات، متسائلا "هل ستقدنا النقابة إلى حرية صحفية كاملة أم أنها ستعمل على فرض مزيد من القيود البيروقراطية على الصحفيين".

وتابع غيث:" على أي أساس تقوم النقابة التي بالأصل دورها يتمثل في الدفاع عن الصحفيين أمام أرباب العمل بمطالبة الصحفيين بالدخول إليها بالقوة عبر إغلاق الأبواب أمامهم لدفعهم إلى الانتساب إلى النقابة".

و شدد غيث على أن الأجدر بالنقابة العمل على تسهيل عمل الصحفيين والوقوف إلى جانبهم بدل من البحث عن قوانين تدفع الصحفيين للانضمام إلى النقابة، من خلال خطوات تشجيعية وليست قائمة على الإجبار للدخول إليها".

من جانبها قالت خلود مصالحة من مركز إعلام الناصرة، انه بالرغم من أهمية بناء مؤسسات مستقلة ومهنية وهي خطوة مهمة لبناء المجتمع، و بالتوازي يجب الحفاظ على مهنية واستقلالية الصحافة والصحافيين.

و اعتبرت مصالحة انه من المهم نقاش الشروط التي وضعتها نقابة الصحافيين، فإذا كانت الشروط أخلاقية أم لا".

من جانبه استهجن الصحافي صالح مشارقة عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين و الذي رد على المقالة عبر المنتدى الالكتروني أيضا، ما جاء في المقالة و خاصة أن كاتبها "حسام عز الدين" هو عضو لجنة عضوية في النقابة وانه مع فريق إعادة تأسيس النقابة واستعادة أدوارها التي أخذت منها في الفترة السابقة". على حد ما قال مشارقة.

و فيما يتعلق بإصدار النقابة البطاقة قال مشارقة:" إن إصدار بطاقة المهنة للمهندس او للمحامي أو الصحفي أو الطبيب أو الصيدلاني هي مهمة النقابات وليس الوزارات ... وبالنسبة لبطاقة وزارة الإعلام فلا النقابة ولا غيرها سيمنع الصحفيين من الحصول عليها".

وتابع مشارقة:" المحير فعلا في رأي حسام انه لا يقبل بالشرطية التشريطية التي يتحدث عنها على اعتبار أنها "رسمنة" للعمل المهني ولكنه يدافع عن "رسمنة" تخص جهة رسمية أخرى هي وزارة الإعلام".

وبالنسبة  للشرطة  قال مشارقة إن مذكرة التفاهم جاءت بعد لجوء عدد كبير من المصورين تحديدا للنقابة لحل الإشكالات التي يتعرضون لها فالمذكرة حلت أزمة مهمة تواجه الزملاء يوميا.

فيما ذكر الصحفي فتحي صباح مراسل الحياة اللندنية في غزة الكاتب حسام عز الدين بجملة من الحقائق من أهمها أن الأمانة العامة ومن قبلها المجلس الإداري والانتخابات برمتها التي تم تنظيمها في شباط فبراير الماضي غير شرعية وغير قانونية واستثنت قطاع غزة منها.

موضحا أن الأمانة العامة تفتقر إلى الشرعية القانونية والنقابية من مئات الصحافيين الفلسطينيين، لا سيما في غزة، لذا هي تبحث عن "شرعية" من قبل جهات لا تملك منحها إياها.

وأكد الصحفي صباح أنه كصحفي يعمل في قطاع غزة يرفض وبإصرار أن يحصل على بطاقة من وزارة الإعلام وقال :" أفشلنا توجها من هذا القبيل وتم إلغاء طلب الحصول على بطاقة من الوزارة.

وأضاف الكاتب والصحفي صباح ان الأمانة العامة وبدلاً من أن تبحث عن حلول للمعضلات والأزمات المتفاقمة في الجسم الصحافي وبدلاً من أن تستجيب لدعوات الحوار الشامل التي عرضناها عليها في مرات عدة لإعادة توحيد الجسم الصحافي وإصلاح أوضاع النقابة من خلال انتخابات موحدة وحرة ونزيهة وشفافة لتعود بيتاً لكل الصحافيين بدلاً من كل ذلك تبحث الأمانة العامة وراء أشياء لا تقدم بل تؤخر عملية تطوير العمل الصحافي والنقابي، وتبحث عن شرعية لا يمكن اكتسابها إلا من خلال الانتخابات.

ودعا الصحفي صباح الأمانة العامة للعودة أى مائدة الحوار لكي يتم التجاوز عن كل مآسي الماضي ونخلق معاً نقابة موحدة للصحافيين الفلسطينيين تستطيع أن تقف في وجه كل الانتهاكات والاعتداءات وتكون ممثلاً حقيقياً لا صورياً لأعضائها المنتسبين إليها طوعاً كما قال الكاتب حسام عز الدين في مقالته .

ونادى الكاتب صباح الكل المهني والوطني لبناء نقابة جديدة موحدة قبل فوات الأوان.