خبر اعتداء رجال شرطة على «غزّيين» يضع حملة حماية المواطن على المحك

الساعة 01:54 م|04 يناير 2011

اعتداء رجال شرطة على «غزّيين» يضع حملة حماية المواطن على المحك

فلسطين اليوم  - فتحي صبّاح- الحياة اللندنية

انهال عدد من رجال الشرطة التابعة للحكومة في قطاع غزة بالضرب المبرح على المواطن غسان أبو نصر من مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة مساء السبت الماضي عندما سألهم عن سبب اعتقال جار له.

 

وبعدما تساءل أبو نصر عن الحملة التي اختتمتها الشرطة نهاية العام الماضي ورفعت شعارات من قبيل «هيبة الشرطي وكرامة المواطن»، و«شرطي حكيم ومواطن كريم»، رد عليه أحد رجال الشرطة المعتدين بالقول: «مواطن صرمة (حذاء) وشرطي نمرود (متمرد)».

 

واعتقل رجال الشرطة أبو نصر مع جاره شادي ذياب وأخذوهما الى منطقة بعيدة عن منطقة سكنهما واعتدوا عليهما مجدداً بالضرب المبرح قبل أن يتوجهوا الى أحد مراكز الشرطة حيث انهال عدد آخر من رجال الشرطة عليهما بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق.

 

وأصيب أبو نصر بحسب تقرير طبي حصلت «الحياة» على نسخة منه، بكسر في مفصل ركبته اليمنى وكدمات في ذراعيه الأيمن والأيسر والفخذ، فيما أصيب ذياب برضوض في أنحاء متفرقة من جسمه، كما أصيب بإغماء عند فجر اليوم التالي، فاضطر رجال الشرطة الى نقله الى مستشفى قريب استناداً الى شكوى تقدمت بها عائلته الى وزير الداخلية في الحكومة وحصلت «الحياة» على نسخة منها. ولم يتسن لـ «الحياة» الحصول على تعقيب من الناطق باسم وزارة الداخلية أو الناطق باسم الشرطة.

 

قصة أبو نصر ليست سوى واحدة من الكثير من الاعتداءات على مواطنين «غزيين»، ومن بينهم صحافيون أيضاً، وتنجم غالباً عن تسرع وضيق صدر رجال الشرطة في التعامل مع المواطنين.

 

ويرى كثير من الناس أن شعار «الشرطة في خدمة الشعب» لم يعد له أي وجود اليوم، كما لم يكن موجوداً خلال سنوات طويلة خلت.

 

وعلى رغم بعض النجاح الذي حققته الحملة الأخيرة، إلا أن كثيراً من المواطنين ما زال يشكو التعامل الفظ والغليظ لرجال الشرطة معهم.

وعلى رغم أن هذه التعليقات السوداوية فيها قدر من المبالغة المقصودة، إلا أن المواطنين يردّون بسرد قصص كثيرة من الانتهاكات وأحياناً الجرائم التي يرتكبها رجال شرطة أو أمن تابعين للحكومة التي تقودها حركة «حماس».

 

وأكد مسؤولون في الحكومة لـ «الحياة» في مرات سابقة أن الحكومة لديها تعليمات مشددة لرجال الشرطة والأمن بالتعامل الجيد والايجابي مع المواطنين. كما أشاروا الى أن وزارة الداخلية عاقبت عشرات من رجال الشرطة، على خلفية اعتداءات من هذا النوع، إما بالطرد من الخدمة أو الحبس أو الحسم المالي من الراتب وغيرها من العقوبات. لكن مع استمرار الاعتداءات، وأحياناً بشاعتها كما حدث مع أبو نصر، يظل «الغزيون» يشككون في صدقية هذه العقوبات وجدواها.