خبر جومز يعتزل: الخسارة لنا جميعا -إسرائيل اليوم

الساعة 09:11 ص|04 يناير 2011

جومز يعتزل: الخسارة لنا جميعا -إسرائيل اليوم

بقلم: يعقوب احيمئير

(المضمون: اعتزال اورون سيحزن الكثيرين في الكنيست وفي الجمهور، وليس فقط من اليسار. فهو محبوب جدا، انسان حميم، انساني. ومستقيم - المصدر).

        اعتزال حاييم اورون المرتقب من الكنيست، وبما ينطوي عليه ذلك من اعتزال للسياسة ايضا، يجب أن يحزن كل من يعتقد بان الحياة السياسية غير ملزمة بان تكون مصابة بالمقاييس البشعة التي تبعد عنها الناس الطيبين. صورة اسرائيل، في نظر الاجانب بل وفي نظرها نفسها، توجد الان في درك أسفل عميق. ادانة موشيه قصاب بجرائم خطيرة جدا مست بصورة الساحة العامة لاسرائيل بل وانزلتها الى الاعماق. صحيح، لسنا "كلنا مذنبون"، ولكننا كلنا نتلقى الضربة ونعاني من الامها.

        من الصعب الا نربط بين كيان اعتزال اورون وبين قرار الحكم في قضية قصاب: فها هو رئيس سابق يوشك على أن يدخل لسنوات طويلة الى السجن، والساحة السياسية يوشك على ان يهجرها، بالمقابل، طواعية، وليس عقب قرار قضائي، واحد من مستقيمي الدرب. حاييم اورون لم تبرأ ساحته ابدا في أي محكمة، وذلك لانه لم يضطر الى الامتثال امامها.

        لا حاجة لان يكون المرء من الموالي لميرتس كي يحسوا باحساس عميق بالحزن على قرار اورون. الكنيست سينقصها عضوا مثله. نعم، في السياسة ايضا جدير بمن يعنى بهذه المهنة، ان يكونوا، اولا وقبل كل شيء، انسانا. هكذا كان اورون السياسي: انسانا أكثر مما هو سياسي.

        إذا ما قسنا فقط اورون السياسي، فلا مفر من القول ان نجاحه لم يكن لامعا: فقد قاد ميرتس، في الانتخابات الاخيرة للكنيست، نحو درك عميق: ثلاثة نواب فقط يعملون، عمليا، كل واحد منهم ككتلة بحد ذاته. من الصعب ايضا تمييز طريق ميرتس بعيدا عن كونها جزءا من اليسار المتقلص في اسرائيل. من الصعب القول الى اين تسير وجهتها، الى اين تسعى، او كما درج على السؤال: "ما هي اجندتها؟" هل هو مجال حقوق الانسان ام السعي الى الانفصال عن الفلسطينيين، وربما التطلع الى تقليص الفوارق الاجتماعية – الاقتصادية إذ ان اورون، الكيبوتسي، سعى الى الاشتراكية؟

        معظم الوقت شدد اورون على المواضيع السياسية، على السعي الى حل الدولتين، اسرائيل وفلسطين الى جانبها. ولكن هذا البرنامج، كما يجدر التشديد، "سرق" تماما من اليسار، يسار اوري افنيري، مئير فلنر وآخرين، من جانب المركز السياسي بل وجرى تبنيه (في ظروف معينة) من جانب بنيامين نتنياهو في خطابه في بار ايلان. اورون، كزعيم لميرتس، لم ينجح في تصميم وجه ايديولوجي واضح للثلاثي القائد. وهو يعتزل حين يكون حزبه يقف على مفترق طرق وهو يقف أمام اشارة ضوئية مكتوب عليها: "ان تكون أو لا تكون؟". وقد تصرف كبرلماني متفانٍ، كمبعوث مخلص للجمهور الذي انتخبه، وكان مخلصا للعمل القاتم، ولكن الهام والمؤثر جدا على كل واحد منا، كعضو في لجنة المالية في الكنيست.

        شخصيا، قدرت جدا كفاحه، الذي لم ينجح، بالنسبة لحاجة كنيست اسرائيل، كنيست دولة اليهود، بان تعترف اخيرا بقتل الشعب الارمني. اعتزال اورون سيحزن الكثيرين في الكنيست وفي الجمهور، وليس فقط من اليسار. فهو محبوب جدا، انسان حميم، انساني. ومستقيم، كما سبق أن قلنا.

        من يدري، قد يضاف اسم "حاييم اورون" لاسم الولي. كما يقال عن اعتزال اورون المرتقب من الكنيست بالفعل بانه خسارة عامة كبرى.