خبر علموا وانتخبوا- معاريف

الساعة 09:32 ص|03 يناير 2011

علموا وانتخبوا- معاريف

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: علم الساسة الذين اختاروا موشيه قصاب للرئاسة بجميع أفعاله وأباطيله واختاروه على علم ولهذا يجب ألا يُترك انتخاب الرئيس القادم لاعضاء الكنيست بل يجب أن يُنقل للجمهور نفسه - المصدر).

        في تموز 2000، عشية انتخاب موشيه قصاب رئيسا للدولة، نشر كاتب المقالات ب. ميخائيل مقالة تحت عنوان "من يعلم لماذا". تساءل ميخائيل عن الاسباب التي جعلت الساسة يؤيدون ترشيح قصاب. "كان قصاب وزير سياحة سيئا ووزير نقل عام اسوأ"، كتب ميخائيل، "سيصعب حتى بعدسة تكبير ومصفاة لطيفة ان نجد كلاما ذا شأن كتبه هذا الرجل أو قاله أو خطبه أو انشأه. إن ذروة حياته المبتعدة كانت ولايته رئاسة بلدية صغيرة جدا".

        نافس موشيه قصاب آنذاك شمعون بيرس. كان كل اعضاء كتلة الليكود الـ 19 الذين أيدوه وبينهم روبي ريفلين وتسيبي لفني وموشيه آرنس وليمور لفنات وعوزي لنداو وميخائيل ايتان يوافقون ب. ميخائيل على كل كلمة. فقد علم الجميع أن قصاب آخر من يستطيع أن يكون الرئيس الثامن. وعلموا جميعا ان قصاب رجل متوسط، ولا يوجد من ورائه مشروع حياة أو ماض عسكري مجيد، وليس رمز علم أو ثقافة عبرية أو يهودية مجيدة. كان في الحاصل العام نشيط حزب يدعو الى الملل. كيف أعلم ما اعتقده كبار مسؤولي الليكود: لان هذا هو ما قالوه لنا عن قصاب دائما.

        والى ذلك، علم الجميع بأفعاله، وكان ذلك قبل ان أمسّ الجنايات الجنسية التي نفذها في العاملات معه. علم الجميع ان قصاب بطل التعيينات السياسية في مكاتبه (كان أحد التعيينات تعيين دافيد مينع في منصب المدير العام لجهاز العمل. يحتفظ المحامي مينع لقصاب بالاخلاص حتى اليوم). وعلم الجميع ان قصاب عيّن للمناصب ايضا طرزا مشتبها بها وجد بعضها نفسه في السجن. وقد علم الجميع بصلته بعائلات مخالفين للقانون.

        لم يكن ذاك سرا. كانت التعيينات السياسية بطاقة زيارة قصاب. فقد افتخر بها في كل فرصة. وهي التي قادته الى اماكن اولى في الانتخابات الداخلية في مركز الليكود مرة بعد اخرى. وقد ساعدته هذه التعيينات على صنع صفقات مع معسكرات اخرى. ولم تخفَ عليهم بيئته الاجتماعية ايضا. شارك قصاب إذ كان رئيسا في احتفالات خاصة لأبناء عائلة ما قرأنا عن افعالها الجنائية بلا نهاية في الصحف. وقد جاء الى هذه الأفراح بهدايا حسنة من خزانة الدولة بمقتضى القانون.

        هل علم الساسة الذين انتخبوا قصاب رئيسا بتحرشاته الجنسية؟ نعم في رأيي. أنا أتجول منذ سنين طويلة في أروقة السلطة. والجميع يعرفون الجميع. والجميع يتحرون أخبار الجميع. والوزراء يعرفون ما يحدث عند رفاقهم أفضل من الصحفيين. وكذلك ينتقل العمال والعاملات من مكتب الى مكتب وتتدفق المعلومات. عملت أ. من وزارة النقل العام التي شهدت في المحاكمة بعد ذلك مع بنيامين نتنياهو. وعملت أ. من وزارة السياحة بعد أن اغتُصبت عند تساحي هنغبي في وزارة حماية البيئة. وموظفات قصاب السابقات في مكتب الرئيس يعملن اليوم مع جدعون ساعر ووزراء آخرين.

        علم الساسة الذين انتخبوا قصاب من الذي يعاملونه ولن يساعدهم شيء. فهم ليسوا سُذجا. لقد قرأوا وسمعوا وتحدثوا. لماذا انتخبوا رجلا غير مناسب رئيسا؟ أولا لم يريدوا مخاصمته. وكان كثيرون منهم مدينون له بالفضل بعد أن أيدهم في صراعاتهم الداخلية؛ وثانيا اهتموا بأنفسهم. فقد علم اعضاء الكنيست من الليكود انهم اذا ضربوا شمعون بيرس فانهم يضربون ايضا رئيس الحكومة آنذاك اهود باراك ويُقربون بذلك نهايته ويُقربون أنفسهم من السلطة. بعد انتخاب قصاب بنصف سنة عاد الليكود برئاسة اريئيل شارون الى الحكم.

        وثم استنتاج عملي من هذه القصة ايضا. بعد ثلاث سنين ونصف سيُرشح رئيس آخر للانتخاب. ذُكر روبي ريفلين وفؤاد بن اليعيزر وداليا ايتسيك باعتبارهم مرشحين. لا يجوز أن يعود فيلم تموز 2000 مرة اخرى. ولا يجوز أن يُترك الانتخاب لاعضاء كنيست أُصيبت أكثريتهم الغالبة باعتبارات سياسية ومصالح شخصية. يجب أن ينتخب الشعب الرئيس القادم لا الكنيست. بيد أن هذا ايضا لن يحدث لأسفي. فلن يصادر اعضاء الكنيست قوة الانتخاب من أنفسهم وينقلوها الينا. إحلموا.