خبر في الشيخ جراح أسسنا اليسار الجديد -هآرتس

الساعة 09:26 ص|03 يناير 2011

في الشيخ جراح أسسنا اليسار الجديد -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: حركة "التضامن": "نحن نذهب الى الطيبة أو الى الدهامشة (قرية غير معترف بها في منطقة اللد) انطلاقا من الايمان بأن الشراكة اليهودية العربية هي خشبة الانقاذ للديمقراطية الاسرائيلية" - المصدر).

        أساف شارون وافنر عنبر التقيا قبل عشر سنوات، في نشاط لجنة الطلاب ضد الاحتلال في الجامعة العبرية. ومنذ ذلك الحين درسا لشهادة الدكتوراة في الفلسفة السياسية في جامعات اعتبارية في الولايات المتحدة. شارون ابن 35، متزوج وأب لاثنين، ولد في تل ابيب لعائلة متدينة؛ عنبر من مواليد القدس، ابن 31، متزوج. في صيف 2009 عادا الى البلاد، في الطريق الى حياة مهنية اكاديمية هادئة. ولكن مشهد عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح في شرقي القدس، والتي أُلقي بها من منازلها الى الشارع، غيّر حياتهما.

        منذ ذلك الحين وهما يمتثلان بدقة، كل يوم جمعة، أمام حواجز الشرطة في مشارف الحي الفلسطيني، يوزعان الملصقات والمناشير ويشاهدان برضى الجمهور المتزايد من رجال اليسار الذين ينضمون الى الاحتجاج. الثنائي الحاصل على الدكتوراة، التل ابيبي المتدين والمقدسي العلماني، اكتشفا بأن الكفاح في سبيل الشيخ جراح أصبح أداة انعاش لليسار الاسرائيلي وجسر جديد يربط بين اليهود والعرب. وقد اجتُذبا الى الفراغ الكبير الذي تركه حزب العمل الفاشل، ميرتس المشوشة و"السلام الآن" الغافية في القاطع بين كديما وحداش. السياسيون ونشطاء السلام القدامى يتابعانهما بحسد مخلوط بالقلق. واليوم هما ينقضان على الحرم الجامعي. رفاقهما يقولون انهم لن يتفاجأوا اذا ما هجم شارون وعنبر على الكنيست في السنة القادمة.

        "اليسار الاسرائيلي نسي ان السياسة ليست فقط الاعراب عن موقف أو الاحتجاج في الميدان، بل وايضا كفاح ملموس في سبيل الشارع، في الاماكن التي يُحاق فيها الظلم"، يقول شارون. وهو يعتقد بأن الكفاح في الشيخ جراح كشف بكامل وحشيته التمييز ضد العرب، المستند الى الاعتقاد بأن اليهود يستحقون حقوقا زائدة: "نحن نمثل عمليا كيف يمكن اقامة شراكة حقيقية بين الشعبين"، يقول عنبر. "التحدي الأكبر لليسار الاسرائيلي اليوم هو صياغة رؤيا مدنية يهودية عربية، تقف حيال الرؤى والهذيان العنصري والاصولي الذي يبيعه اليمين".

        في الاشهر الاخيرة تحولت حركة "التضامن مع الشيخ جراح" الى حركة قطرية تسمى "التضامن"، كأسم حركة الاحتجاج التي أقامها ليخ فالنسا في بولندا قبل ثلاثين سنة. المظاهرات الاسبوعية في الحي الصغير بدأت تنتقل الى أحياء اخرى في شرقي القدس. في الشهر الماضي أقاموا مسيرة في العيسوية، احتجاجا على تنكيل السلطات بالسكان، وفي الاسبوع الماضي وقفوا في سلوان للاحتجاج على إبعاد نشيط عن القرية. مؤخرا بدأت الحركة تعمل ايضا في نطاق الخط الاخضر: في الطيبة، في وادي عارة، في اللد، في العراقيب وفي بيسان. في هذه الايام يقيم عنبر، شارون ورفاقهما ثلاث خلايا طلابية – في بئر السبع، في تل ابيب وفي القدس – تحت شعار "التضامن ضد الفاشية".

        تطلعهما هو لبناء حركة ميدانية. منذ اليوم حجم نشاط الحركة يضرب ارقاما قياسية. كل اسبوع يُجرون مظاهرات، جولات، اجتماعات ولقاءات في كل أرجاء البلاد. وقد فوجئوا على نحو خاص من الاستجابة الهائلة للنشاط اليهودي – العربي في البلدات العربية في اسرائيل.

        "طبيعة عملنا هي ان نعرض  على الناس الواقع تحت السطح"، يروي شارون. "الاغلبية في اسرائيل ليست واعية لحقيقة انها تدوس على الأقلية". وهم يأخذون الناس في جولات في الاماكن التي هي في رأيهم يقع فيها الظلم، ويزودونهم بالكثير من المعلومات والقليل من الوعظ.

        مؤخرا جاء نحو 150 من نشطاء الحركة للتضامن مع سكان مدينة الطيبة، الذين يعانون برأيهم من تنكيل السلطات، والذي يُذكر بالسياسة تجاه الشيخ جراح: مصادرة الاراضي، هدم المنازل، الاهمال واجراءات التخطيط من فوق رؤوس السكان. ويروي عنبر وشارون بأن تأثر السكان لوجود ثلاثة باصات مليئة باليهود من القدس ومن تل ابيب أوضح لقادة حركة التضامن بأن الارضية جاهزة لاقامة حركة يهودية – عربية قطرية.

        "نحن لسنا رومانسيين ولسنا منظمة مساعدة أو منظمة حقوق انسان. نحن لا نأتي للمساعدة، بل للعمل معا"، يُجمل شارون الامر. "نحن نذهب الى الطيبة أو الى الدهامشة (قرية غير معترف بها في منطقة اللد) انطلاقا من الايمان بأن الشراكة اليهودية العربية هي خشبة الانقاذ للديمقراطية الاسرائيلية".