خبر من هنا الديماغوجي- معاريف

الساعة 09:21 ص|03 يناير 2011

من هنا الديماغوجي- معاريف

بقلم: آفي ناؤور

رئيس جمعية "ضوء أخضر"

 (المضمون: بدلا من التصدي للارتفاع في الموت على الطرقات، يشوهون المعطيات ويقولون اننا "نرقص على الدم". رد على غابي افيتال – المصدر).

        مع نهاية العام 2010، يتبين كامل ثمن القصور في الامان على الطرقات. فبدلا من تخفيض بنحو 6 في المائة من 350 قتيلا في 2009، نحصي 386 قتيلا – ارتفاع بنحو 8 في المائة. أمامنا، إذن، حقيقة بسيطة يفهمها كل رضيع: من جهة تقلص ميزانيات الامان على الطرقات من 550 مليون شيكل الى 313 مليون، ومن جهة اخرى طرأ ارتفاع حاد في عدد حالات الموت على الطرقات: 36 قتيلا أكثر مما في العام الماضي. ترك السلطة الوطنية للامان على الطرق على مدى سنة ونصف السنة دون مدير عام، تقليص نصف ميزانية شرطة حركة السير وقرابة نصف ميزانية دائرة الاشغال العامة لاصلاح مقاطع خطيرة على الطرقات، الغاء واجب دراسة المواصلات في المدارس وغيرها – كل هذه تعطي مؤشراتها.

        الطريقة التي يتصدى فيها وزير المواصلات والامان على الطرقات، مقربوه ومؤيدوه للصرخة الجماهيرية في ضوء هذا الفشل، تتشكل من عنصرين: الاول هو الادعاء بان في واقع الحال لا يوجد هنا اخفاق في مكافحة حوادث الطرق بل نجاح بالذات، والثاني هو اتهامنا، نحن جمعية "ضوء اخضر" بـ "الرقص على الدماء" لدوافع سياسية.

        الادعاء بالنجاح وليس بالفشل يسنده دعائيو الوزير الى معطيات بموجبها وان كان قتل قدر اكبر من الناس، الا أنه بالتوازي ازداد ايضا عدد السيارات على الطرقات، وعليه فان الارتفاع في الاعداد يحتسب خارج سياقه، وليس سوى خطأ بصريا. إذن في واقع الامر نجحنا هذه السنة؟ في ظروف معينة، 386 قتيلا هم أقل من 350 قتيلا؟ تحية. حسنا. الوزير ينسى (ربما لا يعرف؟)، انه في تحديد أهداف تخفيض عدد القتلى من قبل الحكومة، أخذ بالحسبان الارتفاع بحجم المسافرين. وفضلا عن ذلك: حسب السلطة الوطنية للامان على الطرق، فان مستوى الحركة في اسرائيل هي أقل من نصف مستوى الحركة المتوسطة في اوروبا (نحو 230 مركبة لكل الف نسمة، مقابل قرابة 500 في اوروبا)، ورغم ذلك فانهم يخفضون ارقام القتلى، اما نحن فنزيدها.

        كله يدخل في ذات الموضوع: تطبيق الخطة هو في تحديد دور ومسؤولية الوزير شخصيا. اليوم لا يوجد أي تطبيق ولا يوجد أي تطلع لتطبيق الخطة الوطنية للامان على الطرق. اذا ما طبقت الخطة، كما تتصرف دول اوروبية، فسيقل عدد القتلى رغم حجم الحركة.

        وبالنسبة "للرقص على الدم": قبل سنوات قليلة جمعنا تواقيع اكثر من مليون وربع مليون اسرائيلي على عريضة تدعو الحكومة الى تفعيل خطة وطنية لمكافحة حوادث الطرق. الصرخة الجماهيرية التي نعبر عنها هذه الايام في ضوء عدم تطبيق الخطة والثمن الباهظ بحياة البشر هي صرخة كل اولئك وكثيرين آخرين، وهذه الصرخة يسميها دعائيو الوزير "ديماغوجيا" و "رقص على الدم" بل وينسبون لها دوافع سياسية.

        عزو دوافع سياسية للكفاح الجماهيري في سبيل انقاذ حياة البشر بل والشكوى من الديماغوجيا؟ الكاتب الانجليزي صموئيل جونسون كتب يقول ان الوطنية هي الملجأ الاخير للنذل. في النموذج الذي أمامنا الوطنية هي الملجأ الاخير للموظف العمومي الفاشل.