خبر صباح الخير يا موشيه قصاب- هآرتس

الساعة 09:31 ص|02 يناير 2011

صباح الخير يا موشيه قصاب- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ينصح الكاتب للرئيس السابق موشيه قصاب أن يتقبل عقوبته ويُعبّر عن ندم عن أفعاله ويعتذر لضحاياه ويمضي لقضاء عقوبته في السجن بلا إكثار كلام - المصدر).

        صباح الخير لك ايضا. أحظيتني بتهنئة خاصة في قاعة المحكمة. تساءل كثيرون بم حظيت وتساءلت أنا ايضا. كان من ظنوا أنك هنئتني تهنئة حقيقية لكنني أعلم أن كلامك قيل بطبيعة الأمر مع كراهية قوية – وأظن أنني أعلم لماذا. فمن طوفان المقالات التي كُتبت في العيب عليك تذكر مرة بعد اخرى جملة واحدة في مقالة نشرتها من غد انتخابك رئيسا للدولة. كنت ما أزال أومن آنذاك بشمعون بيرس الذي هزمته. لهذا كتبت له آنذاك: "هذا الاسبوع، عندما رموك بالبندورة مرة اخرى، كان اسرائيليون كثير شعروا الآن كما شعروا في الليلة التي قُتل فيها اسحق رابين. لقد أصبحوا في حداد حقا لهزيمتك. وقد تحطم عندهم أمل مرة اخرى وثار كابوس..".

        ما كنت اليوم لأكتب هذا. فقد كنت ما أزال أومن آنذاك أن بيرس سيأتي بالسلام وأنت لا، وقد أسرعت الى البرهان على نصيبك: فبعد اسبوع من دخولك المسكن، أعلنت بأن المستوطنة الآثمة في الخليل ستبقى الى الأبد. هذا ما قصدتُ اليه بالضبط. وقد ظننتَ إراحة لنفسك أن كلامي جاء بسبب أصلك الطائفي. وهذا تفسير سخيف بطبيعة الامر. من المؤكد أنني أفرط في المقارنة بين المشاعر بسبب هزيمة بيرس والمشاعر بسبب مقتل رابين – وأنا آسف لذلك – لكن هلّم نترك ما لا تنساه "ثار كابوس مرة اخرى؟" لم أعلم ما الذي كنت أتحدث عنه آنذاك. بلغ الكابوس ذروته هذا الاسبوع. انه كابوس كان مدة سنين من نصيب بضع نساء عملوا تحت إمرتك، واصبح كابوسا وطنيا؛ انه كابوس وقع بين جدران الغرفة 1817 في فندق بلازا في القدس وسنُسميه فيما يلي "واقعة الفندق"، وفي شقة وفي مكتبك في تل ابيب أصبح نصيب المجموع.

        مع ذلك لن أنضم الى جوقة الراقصين على دمك. حسبُنا الكلام الحاسم للمحكمة ولا توجد أي حاجة الى رقص الصقور التي تحلق الآن حولك، وحملة الخناجر، والأبطال على النازفين. والأوصاف المثيرة لما ينتظرك في قسم جُناة الجنس في السجن والمنافسة فيمن سيلصق بك أكبر قدر من أسماء العيب لا حاجة اليها. حسبنا تجريمك الغالب.

        ما زلت لا تدرك حتى هذه اللحظة كما يبدو ماذا فعلت، ولماذا دُفعت الى دوار الشيطان هذا كله. من المؤكد أنك ترى نفسك الضحية، وأن الضحايا الحقيقيات وهن النساء اللاتي جردتهن من سراويلهن ودخلت أجسامهن بالقوة مُفتريات. عندما نظرت اليك، تقعد وحدك في مقعد المتهمين، وجسمك متكمش ودمك قد نفد في مواجهة كل مادة اخرى جُرّمت بها وكل وصف آخر يثير القشعريرة لأفعالك، لم أشعر بأي فرح. فالحديث عن مأساة، المأساة التي أوقعتها بأجسام ونفوس ضحاياك وتلك التي جلبتها على نفسك بشهواتك التي لا لجام لها. لم أشعر بالرحمة لكنني لم أشعر بالشماتة ايضا.

        لم يوجد لدينا قط رئيس ترك أثره على شيء ما. لكنك خاصة تركت ذلك دون أن تقصد. فسيذكرونك أكثر من الجميع. ستتذكرك نساء اسرائيل ويجب أن نأمل أن يفعل رجالها كذلك. فبفضلك ستتذكر النساء أن واجبهن أن يشكوا، وبفضلك سيتذكر الرجال أن واجبهم أن يُعاملوا المرأة باعتبارها مساوية في الحقوق وأن المنصب لا يبيح أي شيء مُحرم. وسيتذكر هؤلاء وهؤلاء أن ليست نهاية اللص أن يُشنق فقط بل كذلك نهاية المغتصب وإن كان رئيسا أن ينتهي الى موقف العار. سيتذكرونك لأننا حظينا بفضلك بلحظة رحمة بُرهن فيها على أنه برغم كل ما يحدث في المدة الاخيرة ما تزال توجد هنا مساواة ما أمام القانون على الصعيد الجنائي على الأقل. هذا تراث حقيقي، وهو غير قليل لمدة ولاية رئاسية واحدة حتى لم تتم.

        لو كنت مكانك، ولا يوجد احتمال كهذا، لاعترفت منذ زمن، ولتحملت المسؤولية عن أفعالي الآثمة، وعبّرت عن ندم عميق صادق واعتذرت لضحاياي. وما كنت لاعترض على القضاء الذي لا يكاد يوجد احتمال لأن يُغيّر. كنت أقبله بفهم أنني أستحقه، وأسارع الى قضاء عقوبتي عن شعور حقيقي بالذنب. اذا كانت جملة كتبتها قبل عشر سنين ما زالت تدوي عندك كثيرا فربما تدوي هذه ايضا – وباعتبارك رئيسا سابقا فان واجبك الأخير ما يلي: تقبّل المسؤولية الكاملة عن أفعالك، يا موشيه قصاب، وعبّر عن ندم وامضِ على عقابك، وآنذاك سيكون لنا جميعا صباح أفضل شيئا ما.