خبر إطفاء « البلازما » .. يديعوت

الساعة 09:22 ص|31 ديسمبر 2010

بقلم: رونين بيرغمن

(المضمون: وصف لمراحل تنفيذ اغتيال محمود المبحوح في دبي - المصدر).

يوم الاثنين 18 كانون الثاني 2010

كان المطار الدولي في دبي في ذلك الصباح كما في كل يوم مليئا بالركاب. ملأ المكان شيوخ يلبسون العباءات الى جانب رجال اعمال اوروبيين يلبسون البدلات، وسياح متحمسين جاءوا في عطلة رأس السنة الى جانب عمال اجانب جاءوا لتحريك اقتصاد الامارات الزاهر. بين هذه الجموع كلها – مطار دبي من الأكثر ازدحاما في الشرق الاوسط – لم ينتبه أحد الى المسافرين الـ 27 الذين جاءوا في رحلات جوية من ست دول مختلفة في اوروبا. لم يوجد أي سبب للارتياب بهم: فقد كانوا يحملون جوازات سفر غربية (12 منهم بريطانيون و6 ايرلنديون و4 استراليون و4 فرنسيون و1 الماني) واجتازوا التفتيشات في سهولة. هبط ثلاثة منهم في ساعات الصباح و"تقاطر" الباقون حتى ساعات الليل في جماعات صغيرة تبلغ الواحدة ستة اشخاص.

انتظر الاشخاص الـ 27 كلهم في استعداد شخصا واحدا. كانوا يسمونه باسمه الشيفري "شاشة البلازما". وهو مسجل في جوازه الفلسطيني باسم محمود عبد الرؤوف محمد حسن، وينتقل من دولة الى دولة تحت غطاء تاجر دولي. لكن الاشخاص الـ 27 يعلمون جيدا ان الجواز مزيف وان "التاجر الدولي" هو ارهابي كبير ذو نشاط كبير اسمه محمود المبحوح. والذي لا يعرفه المبحوح انه بقي له أقل من يوم يعيشه، وانه يوشك بعد زمن قصير هو والاشخاص الـ 27 الغامضون أن يلتمع نجمه في العناوين الصحفية في العالم كله.

بعد سنة بالضبط ما تزال نتائج قضية اغتيال محمود المبحوح تُدوي وتثير جماعة الاستخبارات العالمية. تُنكر اسرائيل كل صلة بالاغتيال، وزعم متحدثون عن وزارة الخارجية الاسرائيلية انهم لا يعلمون شيئا عن هذا الشأن. لكن شيئا ما في عملية الاغتيال هذه – التي تكاد تبدو هوليوودية – يجعل وسائل الاعلام العالمية تستمر على تناولها. فهذا الاسبوع فقط نشرت صحف في بريطانيا زعما (يبدو انه داحض) أن رئيس الموساد المتولي عمله، تمير بيردو، يوشك ان يعتذر للبريطانيين عن استعمال جوازات سفر انجليزية مزورة. ولا تتناول اسرائيل هذا التقرير ايضا.

يضاف في هذه الاثناء الى القضية معلومات جديدة اخرى من جهات اجنبية. واعتمادا على تقارير عملياتية من شرطة دبي، وتحليل مختص وتفسير استخباري تُركب هذه الصحيفة لاول مرة سيناريو اغتيال محمود المبحوح. خطوة بعد خطوة، وساعة بعد ساعة – يُفتح ملف "شاشة البلازما" ومعه نظرة نادرة الى كيفية تدبير "الورقة الحمراء" في الموساد.

18/1/ 2010

طوال ساعات الصباح وصل ناس الفريق الـ 24 دبي، والثلاثة الآخرون هم قادة العملية. في الساعة 2:09 دقائق بعد منتصف الليل هبط اثنان منهم: "غيل بوليرد" و"واين دابرون". وسافرا الى فندقيهما وسُجلا في الاستقبال. وكما في كل فندق محترم طُلب اليهما أن يبرزا جواز سفر وقت التسجيل وبطاقة الاعتماد لتغطية نفقات الغرفة. وجد كلاهما تعليلا ما للدفع نقدا. يعلم كل واحد خبير بعالم الاقتصاد ان احراز بطاقة اعتماد تحت اسم مزيف أصعب كثيرا من احراز جواز سفر، فالمغتال يفضل دائما الدفع نقدا. هذا غير ممكن دائما كما سنرى بعد ذلك.

بعد عشرين دقيقة من هبوطهم هبط في دبي ايضا من هو في تقدير الشرطة المحلية قائد العملية الميداني: "بيتر الفنغر".

في الحال بعد ان اجتاز فحص جوازات السفر قام بما يسمى باللغة المهنية "مسارا" وهو حيلة للكشف عن التعقب وبلبلة المتعقِب. يبدو "المسار" الذي يقوم به "بيتر" كمأخوذ من دورة في مدرسة للتجسس: فهو يخرج من باب المطار ويقف وينتظر ثلاث دقائق وينقلب على عقبيه ويعود من الباب نفسه للقاء مخطط له سلفا مع رجل آخر من الفريق جاء قبل ذلك في سيارة. استمر الحديث بينهما أقل من دقيقة وغادرا في اتجاهين مختلفين. سافر بيتر في سيارة أجرة الى فندقه. 27 شخصا ينتظرون في استعداد قدوم "شاشة البلازما".

ليست هذه اول مرة كانوا فيها هناك في دبي في تعقب المبحوح. فقبل ذلك ببضعة اشهر جاءوا للتحقق من ان الحديث عن الشخص الذي يبحثون عنه وكي يدرسوا حركاته. كان هذا أحد الدروس من "قضية ليل هامر" التي انفجرت في 1973 في النرويج، بعد ان اغتال الموساد خطأ نادلا بريئا ظُن خطأ انه ضابط عمليات منظمة "ايلول الاسود" علي حسن سلامة. غير ان الحالة لم تكن كذلك هذه المرة، وابلغ الفريق الذي أُرسل الى دبي انه قد جرى التعرف على "شاشة البلازما" في يقين على أنها محمود المبحوح. بعد ذلك بأشهر كما تزعم شرطة دبي، وقعت محاولة اغتيال المبحوح الاولى. فبحسب عرض داخلي أعدته شرطة دبي وبلغ الى هذه الصحيفة، زار تسعة اشخاص رُبطت جوازاتهم بعملية الاغتيال دبي على نحو مركز بين السادس والثامن من تشرين الثاني.

بحسب معطيات تحقيق شرطة دبي التي يكشف عنها النقاب هنا لاول مرة تعقب ذلك الفريق المبحوح وحاول اغتياله بادخال سُم في جسمه. ما زال من غير الواضح كيف نُفذت هذه المحاولة الاولى. تخمينات شرطة دبي أن السم أُدخل في شراب قُدم اليه أو بطريق مس قطعة اثاث في حجرته. كان يفترض ان يتغلغل السُم في دم المبحوح وان يقتله في ساعات معدودة. يعتقدون في شرطة دبي ان اختيار طريقة العمل هذه ينبع من الرغبة في تنفيذ "اغتيال هاديء"، يتبين بعد ان يكون المغتالون خارج الدولة بكثير. أما "الاغتيال الضاج" بتفجير أو بنار قناص فسيفضي فورا الى اغلاق المطارات والموانيء ومطاردة واسعة للمغتالين.

تبين بعد ذلك ان المبحوح مرض حقا في تشرين الثاني. يصف أخوه انه شعر في ذلك الوقت انه ليس على ما يرام بل فقد وعيه ساعات طويلة. لم يتابع مخططاته كالعادة بل عاد الى دمشق حيث التقى طبيبه الذي شخص غيبوبته العجيبة باعتبارها "مرض القُبلة". تلقى المبحوح التشخيص ولم يفسر الحادثة بأنها محاولة اغتيال. وتقدر شرطة دبي ان محاولة الاغتيال الهادئة بغير اتصال مباشر بالهدف جعلت الفريق يُغير خطة العملية بأن تكون "اغتيالا هادئا" لكن من قريب وان تشتمل على "تأكد من القتل"، كي تطفأ "شاشة البلازما" نهائيا هذه المرة.

19/1/2010

في الواحدة والنصف ظهرا يترك "كواين دابرون" منفذ "المسار" (المذكور آنفا) الحجرة في فندقه وبعد ذلك بربع ساعة دخل فندقا آخر سنسميه منذ الآن فصاعدا "فندق التبديل". دخل كواين المرحاض أصلع وخرج منه مع باروكة. ثم سببان لتنفيذ "المسار": الاول التحقق من ان أحدا لا يتعقبه؛ والثاني تبديل الشخصيات بين المراحل المختلفة في العملية (التنكر في هذه الحالة).

يبدو ان ما لم يتوقعه كواين هو آلة تصوير الحراسة التي ركبت في مدخل المراحيض بالضبط وصورته يدخلها أصلع ويخرج منها ورأسه مليء بالشعر. ليس الحديث هنا ايضا عن عملية كانت تُفشل الفريق لكن يتبين بعد ذلك ان تنفيذ المسار ازاء عدسة التصوير كان اهمالا.

ينتقل كواين في تنكره الجديد من "فندق التبديل" الى فندق ثالث سنسميه من الان فصاعدا "فندق التوجيه". يجلس وينتظر اثنين آخرين من اعضاء الفريق يلتقيان به هناك. تم في هذا الفندق اللقاء الثاني مع اعضاء الفريق المتقدمين في حين كانوا ينتظرون ظهور ضيف الشرف "شاشة البلازما".

هذه اللقاءات وإن لم تبدُ مريبة آنذاك ستساعد بعد ذلك فريق تحقيق شرطة دبي على اعلام المشتبه فيهم بالمشاركة في الاغتيال. من المحتمل افتراض ان الانذار القصير لمقدم المبحوح الى دبي لم يُمكّن اعضاء الفريق من أن يُعدوا لانفسهم قصص تغطية مفصلة – وهي اسباب رسمية لوجود كل واحد منهم في دبي. فعلى ذلك فان افراد الفريق منذ اللحظة التي هبطوا فيها الى أن أقلعوا واذا استثنينا سائقي سيارات الأجرة وموظفي الاستقبال في الفنادق لم يتحدثوا إلا بعضهم الى بعض. فكل شخص يظهر في رفقتهم يُعلم باعتباره مشتبها فيه.

في تلك الاثناء انتظروا الساعة الثالثة. فناس الفريق يعلمون ان "شاشة البلازما" في الرحلة الجوية لكنهم لا يعلمون أي فندق يختار النزول فيه. هذه معلومة حاسمة من اجل العملية بطبيعة الأمر لان كل فندق تختلف حراسته عن الآخر وطرق الهرب منه مختلفة.

19/1/2010: الساعة 15:35 بعد الظهر

يسمى أمر الاغتيال في الموساد كما نكشف هنا لاول مرة بالاسم الشيفري "ورقة حمراء". يجب أن يأتي بها ويعللها رئيس الموساد وأن يوافق عليها رئيس الحكومة ووزير الدفاع مع إبلاغ جهات اخرى كرئيس "الشباك" ورئيس "أمان". حضر السكرتير العسكري لرئيس الحكومة (وهو ضابط برتبة لواء) جميع النقاشات وكتب محضر جلسات. ان مجرد وجود "ورقة حمراء" لا يعني بالضرورة التنفيذ في الحال بل الموافقة وانتظار فرصة عملية. وتظل "الورقة الحمراء" سارية الفعل الى أن يتقرر غير ذلك.

أُصدرت "الورقة الحمراء" على المبحوح قبل سنين كثيرة ايضا ومنذ ذلك الحين وكلما تقدمت "شاشة البلازما" في مناصبه أخذ ملفه الاستخباري يكبر. بقيت "ورقته الحمراء" سارية الفعل طوال هذا الوقت تنتظر الساعة المناسبة. وليس عرضا ان الساعة المناسبة قد حانت على الخصوص في ولاية مئير دغان.

هبط المبحوح في نهاية الامر، وفي الساعة 15:35 وقع الجواب عن السؤال الحاسم "في أي فندق سينزل" فـ "شاشة البلازما" ينزل في فندق البستان روتانا. يتلقى أناس الفريق الموزعون على الفنادق الاخرى النبأ ويغادرون. دخل اثنان من أفراد الفريق انتظرا في فندق البستان يلبسان ملابس "تينس" المصعد وراءه كي يفحصا في أي طبقة ينزل وأي غرفة يدخل. صورت عدسة تصوير واحدا منهما يمر به في الممر ويفحص عن رقم الغرفة 230 ويعود الى المصعد.

زعمت شرطة دبي ان عضو الفريق الثاني صور وهو يتحدث بجهاز اتصال ما نوعه غير معروف. فالصور أبعد من أن يمكن أن يُقال في يقين ان الحديث عن جهاز اتصال لا عن هاتف خلوي.

الاتصال الهاتفي بين أفراد الفريق مشكل جدا. فأفراد الفريق طوال مكوثهم في دبي تعمل هواتفهم الخلوية استعمالا واسعا. ونكشف لاول مرة عن انه من اجل منع الربط المباشر بين ارقام الهواتف تمر المحادثات بطريق مركزية خاصة انشأت في النمسا لاجل ذلك. والفكرة بسيطة وهي انهم يتصلون برقم في النمسا وهناك تنفذ مركزية بسيطة مكالمة الى الهاتف المقصود سواء في دبي أو في قيادة العملية وتربط بين الاثنين. وهنا تكمن مخاطرة كبيرة فاعضاء الفريق ينفذون عشرات المكالمات الهاتفية الى هدف ارقام صغير جدا في النمسا وينفذ ذلك الهدف عشرات المكالمات الى دبي. ومنذ اللحظة التي يتم فيها الربط بين عضو واحد بين احد اعضاء الفريق وآخر بطريقة ما "يُحرق" جميع اعضاء الفريق الآخرين الذين اتصلوا بذلك الرقم.

في تلك الاثناء نفذت "غيل بوليرد" ايضا "مسارا". تترك الفندق الذي أمضت فيه الليلة وتذهب الى "فندق التبديل"، تدخل نفس المراحيض وتُبدل باروكة ازاء عدسة التصوير نفسها مثل "كواين". ومن هناك تمضي الى "فندق التوجيه" حيث تلتقي كواين وبيتر وآخرين من اعضاء الفريق.

هنا يقع خطأ حاسم آخر من فريق العملاء: فقد بدل كواين وغيل هويتهما (بالتنكر) الى هويتين ستظلان معهما في اثناء العملية. أما بيتر فلا يبدل أو يتخفى على نحو بارز سوى تبديل قبعته وكذلك افراد الفريق الآخرون. والنتيجة ان اعضاء فريق متنكرين يظهرون ملاصقين لاعضاء فريق غير متنكرين ازاء عدسات التصوير وهكذا يفقدون ميزة التنكر.

19/1/2010: الساعة 16.10 بعد الظهر.

بعد أن أبلغ زوجا لاعبي التنس ان المبحوح موجود في الغرفة 230 ترك القائد بيتر فندق التوجيه وانتقل الى فندق مجاور نفذ منه مكالمتين هاتفيتين الاولى الى فندق البستان كي يحجز على الخصوص غرفة قريبة من ممر المبحوح (237). والمكالمة الثانية ليحجز رحلة جوية الى ميونيخ عن طريق قطر.

بعد الساعة الرابعة بقليل يوزع اللقاء في فندق التوجيه ويسافر جميع الحاضرين في سيارات أجرة الى فندق البستان. كان "شاشة البلازما" قد خرج في تلك الاثناء الى مجمع تجاري قريب وسجل فريق التعقب التفاصيل عن السيارة التي ركبها.

خرج المبحوح من المجمع التجاري الى سلسلة لقاءات في المدينة. تقول جهات خبيرة بالقضية ان شرطة دبي لم تخف هذا الجزء عبثا لانها لم تُرد ان تتناول موضوعا محرجا لها وهو ما الذي فعله المبحوح بالضبط في دبي؟ بحسب معلومات بلغت هذه الصحيفة تمت هذه اللقاءات مع أناس اتصال محليين ومصرفي ساعدوا المبحوح على نقل الاموال الدولية التي أدارها. سيُكشف في حقيبة المبحوح بعد موته عن تذاكر سفر الى السودان والصين ومن هناك كان ينسق ارساليات السلاح من سوريا وايران الى حماس.

في الساعة 16:45 ينزل كواين في الغرفة 237 مع المعدات التي كانت كما يبدو في حقيبة بيتر وبعد ذلك بدقائق معدودة تأتي "غيل" التي تصعد نحو الغرفة مباشرة. بعد ذلك بنصف ساعة تصور آلة التصوير محاربا آخر ينضم الى كواين وغيل. ولسبب غير واضح دخل ردهة الفندق أصلع يلبس قبعة وبدأ بعد ذلك فورا وهو يصعد نحو الغرفة وعلى رأسه باروكة.

في 18:30 دخل رجلان الفندق. وكانوا جميعا مع قبعات بيس بول تخفي وجوههم وجميعهم يحملون الحقائب. ترتاب شرطة دبي انهم هم الاشخاص الذين نفذوا الاغتيال بالفعل برغم ان من المحتمل افتراض ان واحدا منهم على الاقل كان خبيرا باختراق الابواب. توجهوا مباشرة الى المصاعد وارتفعوا نحو الغرفة 237. في تلك الاثناء تبدلت فرق التعقب، وفي 18:43 بعد اربع ساعات من ظهور لاعبي التنس في ردهة الفندق لاول مرة غادروا الردهة آخر الامر.

في 19:30 غادر بيتر دبي وقد انتهى دوره في العملية. ومنذ تلك اللحظة تولى كواين وغيل زمام الامور.

19/1/2010: الساعة 20 مساءا.

تحل ساعات المساء وما يزال "شاشة البلازما" في لقاءاته خارج فندق البستان، وفي الساعة 20 بدأت مرحلة التطبيق من العملية. خرج كواين وغيل من الغرفة 237 ينظران في الرواق. تقدم واحد من اربعة اعضاء الفريق الذين تخلفوا نحو باب غرفة المبحوح. تشهد تسجيلات النظام الالكتروني في الفندق بأنه قد تم في هذه الساعة عملية اختراقية ما للقفل الالكتروني للغرفة 230 للتمكين من دخول الغرفة بمساعدة المفتاح الالكتروني الذي كان في أيدي فريق الاغتيال. تُمكن هذه العملية من دخول الغرفة والخروج منها من غير اختراق للقفل حقا. ولم تترك على باب المبحوح علامات خارجية. يتأهب الجميع للحظة فقد دخل سائح غافل الطبقة وتوجه نحو الرواق. توجه كواين اليه فورا وشغله بمحادثة سخيفة في حين كان فريق اختراق الغرفة يعمل.

في 20:24 عاد المبحوح الى الفندق ودخل غرفته مباشرة وهناك في الداخل التقى فريق الاغتيال. غيل وكواين يروحان ويجيئان في الرواق ازاء عدسات التصوير للتحقق من ان الرواق فارغ. استمرت العملية كلها نحوا من عشرين دقيقة خرج بعدها اربعة اعضاء فريق الاغتيال (بدلوا بينهم لسبب ما القبعات) وغادروا الفندق. وتركوا باب غرفة المبحوح مغلقا من الداخل بقفل وسلسلة. وكما زعم ضاحي حلفان، قائد شرطة دبي، الذي اصبح مشهورا في العالم العربي منذ وقعت القضية، خلفوا وراءهم ايضا عينات دي.ان.اي للاربعة.

كيف اغتيل المبحوح؟ نشرت شرطة دبي عدة روايات ليست واحدة منها مقنعة. تشك الشرطة في ان فريق الاغتيال استعمل وسيلتين فقد حُقن قبل ذلك بمادة شلل وخنق بوسادة بعدها.

20/1/2010: ساعات الصباح.

بعد محاولات مكررة من عاملة الفندق لدخول الغرفة لتنظيفها استصرخت أناس الحراسة. اخترق الباب وظهرت جثة "شاشة البلازما" على السرير وهو يلبس سراويل سوداء قصيرة فقط. لم يُعرف في البدء (بسبب جوازه المزور) وظهر في البدء ان سبب الموت طبيعي. بعد ذلك بعشرة ايام بدأ ضاحي حلفان يرتاب في ان الحديث عن اغتيال وبدأ تحقيقه النشيط.