خبر نفاق مقابل نفاق- يديعوت

الساعة 09:46 ص|30 ديسمبر 2010

نفاق مقابل نفاق- يديعوت

بقلم: غي بيخور

يوجد عند متخذي القرارات في اسرائيل اليوم توجهان رئيسان الى كيفية معاملة التحرشات التركية التي لا تنقطع. يُمثل رئيس الحكومة التوجه الاول وهو الذي يعتقد أنه تنبغي طأطأة الرأس وعدم تناول المضايقات المكررة. يمكن ان نقول إن هذا هو التوجه اليهودي الشتاتي الكلاسيكي. وفي مقابلته يعتقد وزير الخارجية انه لا ينبغي ضبط النفس بل مجابهة الادارة التركية المعادية لاسرائيل على نحو فعال والكشف عن صبغتها الخطرة. أعتقد أن التوجه الثاني هو الصحيح في هذه الحالة المتميزة.

        ستتوجه تركيا في 2011 الى انتخابات عامة تقرر مستقبلها على نحو تاريخي. اذا ضبطت اسرائيل نفسها وأبدت أن كل شيء سوي فان الحزب الحاكم الاسلامي سيكسب فقط من ذلك لانه لا يدفع أي ثمن عن عدوانه على اسرائيل. وسيُجند ايضا نضاله لاسرائيل من اجل دعايته، وهذه حيلة معادية للسامية معروفة وسيتهرب من كل عقوبة ايضا. فهو سيتعاون مع محور الشر – ايران وسوريا وحزب الله وحماس – وسيستمر على أن يكون عضوا في حلف شمال الاطلسي وايران وسوريا عدوان له. لا يجوز ان تستمر هذه الازدواجية.

        لا مكان للخوف عندما تكون على حق، وينبغي التنديد بتركيا قبل كل شيء أمام الكونغرس الامريكي الجديد، بأمل أن يصد صفقات سلاح في المستقبل ويزن عضوية تركيا في حلف شمال الاطلسي أيمكن أن تستمر أصلا. فالحديث عن نظام اسلامي عزم على أن يبني نفسه بالركوب على اسرائيل ولا يمكن لدولة سيادية أن توافق على هذا.

        تستطيع اسرائيل ان تعرض نفسها مثلا بأنها وسيطة بين الادارة اليونانية في قبرص وبين نظام الدمى الذي انشأه الاتراك في الجزيرة. أوليس هذا احتلالا؟ لتتفضل تركيا بأن تُنهي احتلالها قبل ذلك وقبل ان تهتم باحتلال آخر. وكذلك الوضع ايضا في لواء الاسكندرونة ("هتاي"، كما يقول الاتراك)، الذي يزعم السوريون أن الاتراك احتلوه. وتستطيع اسرائيل أن تتطوع بالوساطة بين الاتراك والأكراد الذين تُجري عليهم مذبحة لان لاسرائيل علاقة بالطرفين.

        بعبارة اخرى يوجد الكثير جدا مما نفعل "لصالح الاتراك". فضل مقابل فضل ونفاق مقابل نفاق.

        تولى اردوغان السلطة لان الكثرة العلمانية العظيمة في تركيا ضاقت ذرعا بفساد الاحزاب العلمانية لا لأنها أيدت مواقفه خاصة، ومن المهم الآن أن نُبين لهذه الكثرة ان النظام الاسلامي يسبب لها ضررا؛ لطبقة رجال الاعمال، ولوضع تركيا العالمي ومستقبلها وسمعتها الحسنة باعتبارها جزيرة علمانية موالية للغرب في قلب عالم اسلامي مظلم. لانه بماذا تختلف تركيا عن ايران؟ بعلمانيتها وقربها من الغرب. وبغير هذين ستفقد أنقرة مركزيتها.

        ثم مكان ايضا لأن نُبين لهذه الكثرة العلمانية هناك انه اذا كان يوجد عامل يُنفر الاتحاد الاوروبي فانه قسوة اردوغان، وانه اذا استمرت تركيا على هذا الاتجاه فان اقتصادها مهدد.

        ليست تهتم اسرائيل في الحال الطبيعية بما يحدث داخل تركيا، لكن النظام الاسلامي الذي تسميه الولايات المتحدة في وثائق "ويكيليكس" "خطرا جدا"، لا يكف عن التحرش باسرائيل والتحريض عليها ولهذا فان لنا حقا في الدفاع عن النفس.

        في تركيا بخلاف ايران حيث لا يوجد انتخابات حقيقية، ما تزال توجد ديمقراطية وإن كانت قد أخذت تتضاءل. ستكون الحالة الاسرائيلية معيارا للناخبين الاتراك يُبين الى أين تستطيع حكومة اسلامية الوصول وأي أثمان سيدفعون عن مغامرة حكومتهم.