خبر حكايات الحرب.. عندما تكون المصيبة « بالخمسة »

الساعة 03:29 م|29 ديسمبر 2010

حكايات الحرب.. عندما تكون المصيبة "بالخمسة"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

ماذا فعل أطفالنا لطائرات الاحتلال الصهيوني، هل اللعب فوق سطح المنزل بات جريمة يعاقب عليها الصغار، أم أن كل ما هو فلسطيني يجب أن يُقتل سواء كان صغيراً أم كبيراً، هل هذا هو العدل الذي يتحدث عنه العالم العربي والغربي؟.

تساؤلات عدة مازالت على لسان والدة شهداء عائلة زياد النمر الذين استشهدوا خلال الحرب الصهيونية على غزة في يناير 2009، خلال تواجدهم على سطح منزلهم برفقة أبناء خالهم من عائلة عفانة الذين استشهدا أيضاً.

قصص الشهداء وذكرياتهم مازالت عالقة في الأذهان وبعد عامين من الرحيل، لا تبقى سوى الذكرى الألمية والدمعة التي لاتفارق الوجنتين حزناً وهماً، أما مرتكب الجريمة فلا يزال يواصل جرائمه بتصعيد العدوان على غزة.

ففي صبيحة يوم الأحد الرابع من يناير 2009 وبعد أن استفاق أطفال النمر وعفانة من ليلة دامية سقط خلالها الشهداء والجرحى حيث اشتد القصف الصهيوني في تاسع يوم للحرب على غزة، فكر الأطفال في الطلوع للسطح للعب، ولكن طائرات الاحتلال أبت إلا أن تحرمهم متعة الحياة فقصف منزل زياد النمر بحي الزيتون خلف مسجد الرباط شرق مدينة غزة.

تقول والدتهما:"في الليل كانت قد كثفت طائرات الاحتلال من قصفها للمنطقة وكافة محافظات الوطن، فكنا دوماً نتفقد الصغار والأطفال ونحذرهم من القصف، وفي اليوم الثاني خرجوا للسطح للعب ولكن لحظات قليلة حتى قصفت طائرات الاحتلال سطح المنزل فصعدنا للسطح فوجدنا الأطفال أشلاء".

وأضافت:" عندما صعدنا وجدنا محرقة في المكان، أشلاء هنا وهناك، وجثث الصغار ممزقة بفعل الصاروخ، ودماء أطفالنا تملأ المكان، فوجدنا خمسة منهم قد استشهدوا على الفور".

وهنا تسكت والدة الشهداء المكلوبة لترفع يدها للسماء وتصرخ بأنين "حسبي الله ونعم الوكيل، يارب صبرنا وأجرنا في مصيبتنا".

وتسأل حائرة:"لا أعرف ماذا فعل هؤلاء الأطفال؟"

أما شادية شقيقة الشهداء فتقول:" رأيت أشقائي بملابسهم المحترقة جراء القصف الصهيوني، كما أن أشلاءهم على الأرض، وآخرون يتناثرون في المكان، مشيرةً إلى أن طائرات الاحتلال كانت تواصل قصفها خلال انتشال الشهداء الأطفال.

اُستشهد كل من إبراهيم (21 عامًا)، وسهير (11 عامًا)، وعبد الكريم (14 عامًا)، واستشهاد أولاد نسيبه إبراهيم حسين عفانة، وهم: أيمن (26 عامًا)، وأسماء (12 عامًا)، وإصابة ابنه حسين (عشرة أعوام) إصابة خطيرة في كافة أنحاء جسمه، وشقيقه محمد (14 عامًا) في رجليه وظهره، وكذلك أصيبت ابنة خالتهما، وخطيبة الشهيد أيمن شادية زياد النمر (21 عامًا) بشظايا في كلِّ أنحاء جسمها.

جدير بالذكر، أنه في اليوم الذي استشهد فيه أطفال النمر، كان اليوم العاشر للعدوان الصهيوني حيث كان المدنيون ومنازلهم السكنية هم الهدف الرئيس لهجمات قوات الاحتلال وطواقم الإسعاف والدفاع المدني مستهدفون، وقد ارتفع عدد الشهداء وقتها إلى (489) شهيداً من بينهم (86) طفلاً و(30) سيدة.

ويحيي أبناء الشعب الفلسطيني الذكرى الثانية للحرب الصهيونية على غزة، راح ضحيتها  1417 شهيد و5500 جريح وتدمير 3350منزل بشكل كلى وتدمير 27 مسجد بشكل كلى.

واللافت، أن قوات الاحتلال استهدفت المواطنين المدنين الأمر الذي أدى لاستشهاد عائلات بأكملها،  وهدم البيت بأكمله على رؤوسهم، مما أدى لسقوط النساء والأطفال شهداء وجرحى، من بينها عائلات السموني  التي سقط فيها 30 شهيداً، ومدرسة الفاخورة التي سقط فيها 46 شهيداً، وعائلة نزار، وسمير ديب، وبعلوشة.