خبر يوجد شركاء في العنصرية .. هآرتس

الساعة 09:32 ص|29 ديسمبر 2010

بقلم: ميراف ميخائيلي

(المضمون: العنصرية كانت دائما موجودة في اسرائيل منذ نشوئها موجهة من الطبقة المستبدة البيضاء الى اليهود الشرقيين والعرب حتى أشرب اليهود الشرقيون أنفسهم الايمان بتفوق العنصر الابيض فوجهوا الكراهية والعنصرية الى أنفسهم أيضا والى الغرباء بعد ذلك وهذا ما نراه اليوم في اسرائيل - المصدر).

في مقابلة اولئك الذين يزعزعهم "انتشار العنصرية" يُسمع ايضا من يزعمون ان سكان الاحياء الذين يتظاهرون على الاجانب ليسوا عنصريين، بل هم ببساطة خائفون وهم ببساطة في ضيق. وقد قال رئيس نشطاء كريات شلوم: "ليست عندنا أي كراهية. نحن نعلم انهم يعانون... لكنني لا أفهم لماذا يجب في مكان فيه سكان ضعفاء زيادة الضعف على الضعف؟".

        هذا صحيح؛ فالحديث عن احياء ضعيفة وفيها سكان ضعفاء يصعب عليهم تدبير أنفسهم وتقديمها. حسبنا أن نرى تقارير الفقر المتسع، والاجور التي أخذت تنخفض، ونسب عدم الامن الغذائي التي تزداد لنعلم مبلغ كون الضيق حقيقيا محسوسا وصعوبة البقاء حقيقية. أهملت اسرائيل هؤلاء الناس والجماعات وتزيد عليهم في السنين الاخيرة رفاقا.

        بيد أن الضيق لا يناقض العنصرية بل يماشيها يدا بيد. قررت اسرائيل منذ مرحلة مبكرة من نشوئها تفوق العنصر الابيض. ومنذ أتى وجُلب الى هنا من اصبحوا على الايام "شرقيين" عاملوهم وكأنهم دون البشر، ولم يعرضوا عليهم ولم يمكنوهم من الاندماج في السلطة والارض واجهزة القوة ووسائل الاعلام. وقد اصبحوا سريعا مواطنين لكن من الدرجة الثانية: معرضين لعلاقة مذلة، وظروف أقل، ومقصين عن الحياة العامة وحياة الثقافة الرسمية، ويعيشون مع علم وتجربة دائمة للدونية. وفي انفصال في أحياء وعمائر مستقلة.

        من نشأ مع تجربة الدونية هذه والعنصرية موجهة اليه يستدخل العنصرية. فعندما يقرر رب البيت والحاكم ان الابيض حسن والاسود دون، تستدخل هذا المعيار وتكره نفسك قبل كل شيء لانك لست أبيض. ويصبح معيار تفوق الابيض والعنصرية التي تأتي معه جزءا منك حتى عندما تكون أنت الضحية.

        وآنذاك توجه العنصرية هذه نحو الاخرين الى من هو أكثر منك سوادا وأحط قدرا. زيدوا على هذا الضيق المعيشي وتحميس الغرائز التي يهيجها المهيجون الذين لا يضيعون فرصة لتهييج النفوس لتحصلوا على مظاهر العنصرية الاخيرة. لان اليمين المتطرف منذ كان ملأ الفراغ الذي تركه اليسار الاجتماعي المهمل. لكن ينبغي الا نخطىء ان الكراهية والعنصرية كانتا هنا دائما وهما تخرجان الان الى الخارج بصوت أعلى.

        ان الطبقات البيضاء العليا في اسرائيل تتسامى بعنصريتها فهي تشغل اولئك الذين تراهم أقل منها، وعندها مال تدفعه اليهم (ليس كثيرا)، لينظفوا لها ويرتبوا ويعتنوا بها. كانوا مرة العرب والشرقيين وهم اليوم "المتسللون" والاجانب.

        وهكذا تقوم هذه الطبقة بالضبط بما يفعله رئيس حكومة الابيض والعنصري الذي يحرض على تلك الامور التي تطأ النقاط الضعيفة عند الضعفاء: "تهديد محسوس لطابع الدولة اليهودي والديمقراطي" و "موجة أخذت تزداد وتهدد أماكن عمل الاسرائيليين" ويحذر بعد ذلك في الحال "من أخذ القانون باليدين والمس بالمتسللين غير القانونيين"، بحيث يستطيع أن ينقي راحتيه: فليس هو العنصري بل اولئك البيض. وهكذا فان هذه الطبقة التي ينتمي بعضها الى "اليسار" القديم الجيد الخائب الامل من السلام الان، شريكة أيضا في بناء جدار الفصل والشوارع لليهود فقط ولجان القبول، وفي الآن نفسه تلقي العنصرية على اولئك الاشخاص من حي هتكفا ومن بات يام.