خبر تسويف بركات.. معاريف

الساعة 09:31 ص|29 ديسمبر 2010

بقلم: يريف اوبينهايمر

رئيس "سلام الآن"

        (المضمون: بيت يونتان في شرقي القدس تحرش مضر خطر انشأه اليمين الخلاصي لا يرمي سوى الى إحداث احتكاك ومعاناة للسكان الفلسطينيين وعنف - المصدر).

        تخيلوا انه في وسط الحي الذي تسكنونه، بين سلسلة البيوت والمباني، قد بدأ ذات يوم صاف بناء برج يبرز بطبقتين فوق سائر المباني من غير أن يحصل لذلك على أية رخصة من البلدية ولجان التخطيط المحلية. وتخيلوا انه بعد الانتهاء من بناء المبنى، دخل المبنى على نحو تظاهري فلسطينيون من سكان الضفة أو شرقي القدس تصحب دخولهم البيت مراسم وزيارات مسؤولين كبار من السلطة، فأصبح المكان موقع حج للجهات المعادية لدولة اسرائيل.

        وتخيلوا انه بعد أن يدخل السكان الجدد البيت يقررون أن يرفعوا فوق المبنى كله علم فلسطين، ويعقد السكان كل اسبوع في المكان اجتماعات ونشاطات تدعو الى ضم الحي الذي يسكنونه الى فلسطين. ويُجند السكان الجدد خارج المبنى لمهمات حراسة عشرات المسلحين والحراس الذين يجولون في المنطقة ويحرسون قوافل الاولاد منه واليه، ويجولون حول بيوتكم بمسدسات مسلولة. ويُركب السكان الجدد حول البيت آلات تصوير وجدر وتصبح المنطقة منطقة حصينة.

        ينبغي افتراض أن لا رئيس بلدية في العالم يُمكّن حادثا كهذا من الوقوع، وأن يأتي مفتشو البلدية مع دق أول وتد على نحو غير قانوني لمنع الاخلال بالقانون وبناء المبنى. لكن عندما يكون الحديث عن المستوطنين في سلوان الذين عملوا بحسب مخطط مشابه وانشأوا خلافا للقانون وفي قلب حي فلسطيني بيت يونتان، لم تبادر البلدية والشرطة وسلطات فرض القانون الى العمل.

        إن رئيس بلدية القدس نير بركات الذي انتُخب وكان من جملة اسباب ذلك وعوده جمهور المستوطنين وتطرفه نحو اليمين، ما زال يبحث عن كل حيلة في كتاب لتمكين المستوطنين من امتلاك بيت يونتان وصيانة واحد من اعمال التحرش المغضبة المضرة التي أقامها اليمين في شرقي المدينة: بيت يونتان الذي يرتفع الى علو كبير وعليه علم اسرائيل ضخم يقوم في قلب حي فلسطيني ليس سكانه العرب مواطني اسرائيل.

        إن السكان الذين جيء بهم الى بيت يونتان لم يأتوا الى المكان بسبب رغبتهم في العيش في هدوء وتعايش مع جيرانهم الفلسطينيين. العكس هو الصحيح، فالحديث عن حفنة سكان يهود اختاروا الانتقال الى سلوان للتأليب وإظهار السيادة إزاء عشرات آلاف الفلسطينيين من أبناء القرية. منذ دخول المستوطنين المبنى أصبحت حياة العائلات حول البيت كابوسا. النشاط القومي والسياسي في المبنى، وحراسته وتحصين ما حوله جعلت المنطقة مركز توتر وعنف.

        يحظى المستوطنون الذين يسكنون المبنى بمصاحبة لصيقة من جيش حراس خاصين يمولهم جميعا دافع الضرائب الاسرائيلي. وفي السنة القريبة ستزيد الدولة تكاليف حراسة المستوطنات في الأحياء العربية في القدس الى 76 مليون شيكل – أي الى نحو 3.160 شيكلا في الشهر لكل مستوطن.

        برغم قضاء واضح من المحكمة باخلاء البيت واغلاقه، لا ينوي رئيس البلدية ألبتة مشاجرة من ساعدوه على أن يُنتخب لرئاسة البلدية حتى لو كان معنى ذلك الوطء المنهجي لسلطة القانون. وحاول بركات ايضا هذا الاسبوع إحداث حيلة دعائية متكلفة جديدة وأن يربط بين اخلاء عائلة فلسطينية بيتها في قلب القرية واخلاء بيت يونتان. لكنه بعد أن أفضى الى توتر أقصى في المنطقة، أعلن كالمتوقع بأنه استجاب مرة اخرى الى طلبات المستوطنين ولن ينفذ أمر المحكمة الذي يأمر باخلاء بيت يونتان.

        إن محاولات اليمين الاسرائيلي أن يعرض بيت يونتان باعتباره مبنى آخر غير قانوني داخل سلوان مخطوءة ومضللة. فقد قضت المحكمة بذلك في القرارات الاربعة عشر السابقة. إن بيت يونتان تحرش مُضر وخطر، نتاج يدي اليمين الخلاصي، وماهية المبنى الغولي كلها في قلب القرية هي الافضاء الى احتكاك ومعاناة السكان الفلسطينيين ومحاولة إظهار السيادة بالقوة والحراس والشرطة. ينبغي افتراض أن لا أحد طبيعيا في الجانب الاسرائيلي أو الفلسطيني يوافق على أن يأتي ضيوف كهؤلاء يبعثهم الطموح السياسي والقومي للسكن بجوار أبنائه.