خبر ارهاب الصواريخ -هآرتس

الساعة 09:34 ص|28 ديسمبر 2010

ارهاب الصواريخ -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: تواجه اسرائيل معضلة اطلاق الصواريخ عليها من منظمات يُعرفها الكاتب بأنها ارهابية واسرائيل تملك ما تفعل في مواجهة هذه المعضلة اذا أحسنت التفكير والاستعداد - المصدر).

        استعمل الارهابيون مسدسات وبنادق آلية لقتل أفراد؛ واستعملوا منتحرين ليقتلوا على نحو مركز مجموعات اجتمعت في مراكز ترفيه؛ واختطفوا طائرات لقتل آلاف المدنيين. لكن أنجع سلاحهم اليوم هو الصاروخ البالستي. فهو سلاح رخيص يُطلق من بعيد على أهداف مدنية ويُمكّن الارهابيين من الهرب قبل أن يصيب الهدف.

        إن السكان المدنيين منذ سنين كثيرة في اسرائيل هدف لصواريخ الارهابيين. كانت تلك في البدء صواريخ كاتيوشا حزب الله في الشمال، وبعد ذلك صواريخ قسام حماس في الجنوب. وفي البدء كانت هذه المنظمات الارهابية تملك عشرات الصواريخ ومئات بعد ذلك وعشرات الآلاف من الصواريخ التي تهدد مواطني اسرائيل الآن. وقد هددت في البداية مناطق قريبة من الحدود فقط، لكنها الآن تغطي الدولة كلها. إن ما كان في الماضي دعامة مبدأ أمن اسرائيل – ضمان أمن المواطنين زمن الحرب – تم التخلي عنه بالتدريج. فاليوم يعلن متحدثون عسكريون ان كل سكان اسرائيل المدنيين قد تصيبهم صواريخ الارهابيين في حالة حرب. يوجد هنا تغيير أساسي الى اسوأ في وضع اسرائيل الاستراتيجي.

        كيف سمحنا لهذا الواقع بأن ينشأ؟ هل نام قادتنا ولم يكونوا عالمين بما يحدث حولنا بالتدريج؟ إن عددا منهم مسؤولون بأعمالهم واخفاقاتهم عن هذا التدهور في واقع الامر. فالانسحاب من جانب واحد من الشريط الأمني في جنوب لبنان مكّن حزب الله من أن يزيد بلا حد عدد الصواريخ التي يملكها، أما اخفاق حرب لبنان الثانية فمكّنها من السيطرة على لبنان وأن تُدخل فيها بلا مشكلة صواريخ عن طريق سوريا وتنشرها مستعدة للاطلاق، في جميع أنحاء لبنان.

        بعد ذلك جاء الانسحاب من غوش قطيف من جانب واحد بحماس الى تولي السلطة في قطاع غزة، وبدأ ناسها يطلقون الصواريخ على السكان المدنيين في جنوب الدولة من غير أن يُعاقبوا. وقد استمروا على فعل ذلك مدة سنين بلا أي رد اسرائيلي. وبرغم ان عملية "الرصاص المصبوب" ضاءلت آخر الامر عدد الصواريخ التي تطلق على اسرائيل مضاءلة كبيرة، ما زال سكان الجنوب يتلقون كل يوم تقريبا صواريخ وقذائف رجم من قطاع غزة. وُقفت العملية قبل أن يتم العمل، وزادت حماس منذ ذلك الحين عدد الصواريخ التي تملكها استعدادا للجولة القادمة.

        في حين يبدو ان اسرائيليين كثيرين يقلقهم جدا ما يعتقده "العالم" في اسرائيل، ينبغي أن نذكر ان دولا كثيرة يقلقها جدا امكان الارهاب على ارضها، لا تبدو قلقة على نحو خاص من أن سكان اسرائيل معرضون لتهديدات الارهاب. لا يجب علينا التوجه اليها لنجد حلا. انها مشكلة سنضطر الى مجابهتها وحدنا.

        ماذا يمكن أن نفعل؟ كان يبدو لزمن طويل أن قادتنا واقعون في إنكار. قيل لنا في البدء إن علماءنا يطورون نظاما لتثبيط الصواريخ البالستية يستطيع أن يُستعمل في المستقبل مظلة واقية للمدنيين ولاسقاط كل صاروخ يطلقه الارهابيون. ليس يجب ان تكون عالم صواريخ كي تدرك ان الحديث عن أحلام يقظة. فاذا استثنينا التحدي التكنولوجي العظيم الذي يُعرضنا له تطوير نظام كهذا، فان فروق الكلفة بين الصاروخ البسيط الموجه الى السكان وبين النظام المحكم المخصص لتثبيطه، أكبر من ان تكون حلا للمشكلة. قيل لنا بعد ذلك اننا نستطيع ان نردع الارهابيين عن استعمال هذا السلاح علينا. فكروا في هذا جيدا. من هنا يردع من؟.

        أيعني هذا انه لا يوجد ما نفعل سوى اعداد ملاجيء اخرى وتوزيع أقنعة واقية شخصية لكل ساكن؟ لا حقا. إن التسليم لهذا الوضع الذي لا يحتمل لا يفترض أن يكون الجواب. فثمة امور يجب فعلها لمضاءلة الخطر الذي نواجهه وترجيح كفة الميزان الاستراتيجي لصالحنا. إنها خطوات ذات صبغة دفاعية وهجومية وردعية.

        يحسن ان يُعمِل رئيس حكومتنا ووزير الدفاع والسباعية والمجلس الوزاري المصغر ومجلس الأمن القومي والجيش ولجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، رؤوسهم ويبدأوا العمل. فالعمل كثير والوقت قد يكون قصيرا، وإلا فيحسن أن نبدأ الاستعداد للجنة التحقيق التالية.