خبر احتجاج في موعده- هآرتس

الساعة 09:31 ص|27 ديسمبر 2010

احتجاج في موعده- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

توجه مجموعة اكاديميين ومفكرين الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتجميد الحاخامين الموقعين على كتاب التحريض ضد العرب في اسرائيل ومنع التصويت على مشاريع قوانين عنصرية في الكنيست هو مثابة احتجاج هام جاء في وقته. فمنذ زمن بعيد يسود في اسرائيل احساس بان المفكرين والاكاديميين فقدوا صوتهم، سواء انطلاقا من الاحباط والاحساس بانعدام الوسيلة في ضوء موجة الاحداث الخطيرة ومبادرات التشريع التي لا تصدها الحكومة أم بسبب نزع الشرعية المتواصلة من جانب سياسيين من اليمين المتطرف. تعبير "يسرويين" أصبح على لسان الاخيرين تنديدا بكل من ينتقدهم.

ضعف الروح الانسانية والليبرالية في المجتمع الاسرائيلي مقلق، وعلى رجال الاكاديميا، الفنانين والمفكرين واجب الكفاح ضد ذلك. هذا كفاح صعب، قد يصطدم بردود فعل هجومية بل وبعقوبات من جانب المؤسسة الرسمية، مثلما حصل لفناني المسرح الذين احتجوا على تقديم العروض في ارئيل. وعلى الرغم من ذلك، فمحظور عليهم أن يتراخوا. مواطنو اسرائيل يشهدون مؤخرا موجة من التحريض منفلت العقال من جهتين اساسيتين: اعضاء كنيست وحاخامين. الاوائل يدعون القيادة، فيما أن الاخيرين يدعون الحديث باسم الرب والاخلاق. وقد سيطر هؤلاء واولئك على المجال الجماهيري، ونشأ الانطباع وكأن الجميع يسيرون خلف ارائهم المظلمة، او على الاقل يقبلون بها باستسلام. الموافقة الصامتة من جانب الحكومة على كتاب الحاخامين، بما في ذلك رد الفعل الواهن من رئيس الوزراء والتأييد الفضائحي لمعظم وزراء الحكومة لترتيب القوانين العنصرية (قانون النكبة، التعديل على قانون المواطنة، قانون لجان القبول وغيرها)، شددت هذا الانطباع المقلق. غياب رد واضح من جانب متحدثين واضحين من الاتجاه المعاكس خلق فراغا خطيرا امام التحريض والعنصرية. في عريضة المفكرين نوع من رد الفعل، ولكن هذا لا يكفي. في المجتمع الاسرائيلي يوجد كثيرون، يهود وعرب، يعيشون في احساس من انعدام الوسيلة والكرب بسبب التحريض. حان الوقت لان ينهض ممثلو الروح الحرة والاخلاقية ليتصدروا، من أجل هذا الجمهور ومعه احتجاجا واضحا وحازما