خبر عيد ميلاد حزين- هآرتس

الساعة 09:21 ص|27 ديسمبر 2010

عيد ميلاد حزين- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: أبناء الأقلية المسيحية، المطاردون في العراق، يخشون ان يكون عيد الميلاد هذا آخر عيد ميلاد لهم في وطنهم - المصدر).

كي يلتقي هذه السنة بالمسيحيين العراقيين يتعين على بابا نويل ان يوجه عربته نحو الاردن، كردستان أو اوروبا. فبعد المذبحة التي ارتكبها رجال القاعدة في الكنيسة في بغداد في 31 تشرين الاول، قرر آلاف المسيحيين بأن وطنهم لم يعد آمنا لهم.

        ليست هذه اول مرة التي يمس فيها الارهاب الاسلامي مواقع مسيحية، كما انها ليست المرة الاولى التي يفر فيها المسيحيون من العراق. وحسب تقديرات وكالة اغاثة اللاجئين التابعة للامم المتحدة (UNHCR)، فمن بين نحو مليون مسيحي كانوا يسكنون في العراق قبل الحرب في 2003، لم يتبق منهم اليوم سوى نحو نصف مليون، وعددهم آخذ في التناقص.

        هذا الاسبوع بحث البرلمان العراقي في وضع المسيحيين واتخذ قرارا مبدئيا بمساعدة العائلات التي فرت من منازلها. ولكن لدى البرلمان ايضا لا توجد معلومات عن مكان تواجد المسيحيين، كم منهم بقي في العراق، كم منهم حصل على ملجأ في اقليم كردستان وكم بقوا في منازلهم.

        من التقارير في العراق يتبين ان قسما من المسيحيين في الدولة يخافون حتى من تبليغ السلطات بمكالمات هاتفية مهدِّدة أو رسائل الكترونية يتلقونها، تطالبهم بمغادرة الدولة. "التوجه الى السلطات يستدعي منا التعريف بشخصياتنا، ولسنا واثقين بأن قسما من المهدِّدين يجلسون في ذات مكاتب الحكم ممن يفترض بهم أن يحمونا"، قال عراقي مسيحي لصحيفة "صوت العراق". تقارير اخرى تروي عن ملثمين يظهرون في بيوت المسيحيين في الليل ويطالبونهم "بالاسلام، المغادرة أو الموت".

        السلطات العراقية وإن كانت وضعت حراسة على الكنائس في المدن الرئيسة في العراق، إلا ان زعماء الطائفة قرروا ان يحتفلوا بعيد الميلاد ليس في المساء بل ظهر اليوم التالي. وهم يدعون المسيحيين الى الاحتفال بعيد الميلاد في احتفالات متواضعة في منازلهم وألا يُظهروا حضورا في الشوارع. في الاشهر الاخيرة طرح اقتراح بجمع المسيحيين في العراق في مدينة واحدة، نينوة، يمكن فيها لكل المسيحيين ان يحصلوا على حماية كاملة من السلطات. ولكن لهذا الغرض مطلوب موافقة السلطات وميزانية خاصة، ليست على جدول الاعمال في هذه اللحظة. الاكراد ايضا يعارضون اقامة اقليم مسيحي محمي، وذلك لان سهل نينوة، الذي اغلبيته من السكان المسيحيين هو منطقة يطلبون ضمها الى اراضيهم.

        نشطاء مسيحيون في العراق يشرحون بأن مطاردتهم ليست فقط على خلفية دينية. "بالنسبة للمسلمين المتطرفين، نحن نمثل الغرب، جزءا من السياسيين العراقيين يخشون من ان نطالب بحكم ذاتي (مثل الاكراد)"، يشرح د. ألمر آبو، محاضر في الطب في جامعة شيكاغو، ومدير "التحالف الوطني الامريكي – الآشوري".

        الشكاوى موجهة ايضا الى الرئيس الامريكي براك اوباما، الذي بزعم المسيحيين في العراق لا يفعل بما فيه الكفاية للدفاع عن حقوقهم. نائب الرئيس الامريكي، جو بايدن، وإن كان ندد بقتل المسيحيين في بغداد ودعا حكومة العراق الجديدة للدفاع عن أقلياتها، إلا انه لا يبدو ان الولايات المتحدة قادرة على فعل شيء ما لوقف الاعتداءات على المسيحيين.

        ممثلو العراقيون المسيحيون يخافون من ان يكون عيد الميلاد هذا ليس فقط يوم ذكرى لـ 58 قتيلا في الكنيسة في بغداد، بل ويؤشر الى فقدان الأقلية المسيحية في الدولة بأسرها. "وضعنا يشبه الآن وضع اليهود الذين كانوا في العراق. هم، المعتدِين، يريدوننا أن نخرج كلنا من هنا"، قال لـ "نيويورك تايمز" ناصر شرهوم، الذي فر مع عائلته الى مدينة أربيل الكردية. يُخيل أن "هم" في الطريق لتحقيق هدفهم.