خبر في غـزة: أُناس لا ينامون الليل

الساعة 06:40 م|26 ديسمبر 2010

في غـزة: أُناس لا ينامون الليل

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

ما أن تبدأ الشمس في الغروب، حتى يبدأ سكان العديد من محافظات الوطن في العودة إلى منازلهم في وقت مبكر، خاصةً المناطق الحدودية منها، فالليل فيها يعني أزيز الرصاص الذي يطلق بين الفينة والأخرى، والطائرات التي تحلق في السماء، لتجعل من مساء كل يوم لحظات حذر من تصعيد مفاجئ وقصف لمكان هنا أو هناك.

فالتصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة، واستهداف المواطنين في العديد من المناطق خاصةً على الحدود الشرقية التي تشهد توغلات شبه يومية، جعل المواطنون يتخذون الحيطة والحذر في تحركاتهم خاصة في أوقات المساء.

وفي المقابل فهناك الكثيرون الذين يخرجون في الليل، ليس إلا لأنهم وجدوا من أجل أن يسهروا الليل ليحرسوا ويرابطوا ويدافعوا ويتصدوا لقوات الاحتلال الصهيوني التي تستغل ظلام لليل لتتوغل وتقصف وتستهدف الفلسطينيين.

الصحفي محمد جودة من سكان منطقة البريج وسط قطاع غزة، أوضح في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التحركات التي يقوم بها الجيش الصهيوني في المناطق المحاذية للقطاع متواصلة، وقد اعتاد عليها المواطنون كل ليلة.

وأضاف جودة، أن كثير من المواطنين نتيجة لهذه التحركات وصوت القصف المدفعي على الحدود الشرقية, تركوا بيوتهم وشردوا خشية التصعيد، والعدوان الجديد، خاصةً في ظل التصعيد اليومي المتواصل.

ولم يخف جودة، من أن القلق لدى المواطنين في قطاع غزة خاصة من يسكنون المناطق الشرقية منه كان كبيراً جداً, لأنهم كانوا لا يعلمون ما الذي يصلون إليه من نتاج لجرائم الاحتلال ضدهم، لكن بعد الحرب على غزة, فالقلق لدى المواطنين قد اختلف".

مجموعة مرابطين كانت تتجه لمنطقة حدودية، تستعد لمواجهة ليلة يقولون إنهم يتوقعون أن تكون كغيرها خاصةً بعد استشهاد مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي إثر اشتباك مسلح بين مجموعة من المقاومين وقوات الاحتلال التي توغلت في المنطقة.

أحد المرابطين الذي لم يكشف عن هويته، أوضح أن قوات الاحتلال الصهيوني تحاول اختبار جاهزية قوى المقاومة من خلال عمليات التصعيد التي تقوم بها، لتفاجئ بعناصر المقاومة تتصدى لها وترابط لها على الحدود.

ويضيف، أن كثير من المرابطين تحولت حياتهم إلى الليل الذي تزيد فيه قوات الاحتلال من عمليات التوغل والاستهداف فتحول حياة المواطنين من ليل إلى نهار بفعل الصواريخ والاغتيالات.

وتؤكد مصادر رسمية، أن وتيرة التصعيد خلال الأيام الماضية كانت الأعلى حيث حصدت حسب أدهم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة،

15 شهيداً إضافة لـ 34 إصابة وأكثر من 30 قذيفة مدفعية أطلقت تجاه القطاع وأكثر من 16 غارة جوية على أهداف مدنية مختلفة من القطاع، كما استشهد طفل وأصيب اثنين من الصيادين.