خبر وقود للعنصرية- هآرتس

الساعة 09:34 ص|26 ديسمبر 2010

وقود للعنصرية- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

جعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الاسابيع الاخيرة في رأس ترتيب أولياته مكافحة المتسللين من افريقية. يعرض نتنياهو الهجرة غير القانونية من السودان وارتيريا باعتبارها خطرا شديدا ويسميها "طوفانا يهدد كل مواطن. فهو يهدد أماكن عمل لاسرائيليين، ويهدد أيضا الصبغة اليهودية الديمقراطية لدولة اسرائيل".

        يجب على الدولة تطبيق القانون وفي ضمنه قانون دخول اسرائيل، وان تراقب دخول ابوابها. ان المهاجرين الافارقة الذين هربوا من البلدان التي تضربها الحروب والاضطهاد والفقر أتوا اسرائيل لتحسين أوضاعهم وانتقلوا من سيناء الى النقب بلا رخصة. تحاول اسرائيل مثل دول متقدمة اخرى ايضا ان ترفع اسوارها محاولة منع المهاجرين الفقراء اليائسين الاستقرار داخلها.

        لكن ثمة حد لا يحل للدولة وقادتها اجتيازه الا وهو عرض المهاجرين غير القانونيين بانهم خطر وجودي او بانهم مخالفون للقانون، او سالبو مصدر عيش وناشرو أمراض. فهذا التوجه يشجع العنصرية والتحريض ومطاردة المهاجرين الذين يمكثون في اسرائيل حتى تتضح مكانتهم القانونية، وحتى لو دخلوا دون سمات دخول فانهم لم يأتوا للاخلال بالنظام الاجتماعي.

        عندما يتحدث نتنياهو عن "طوفان" وعن "خطر على الدولة"، فان حديثه يشجع زعران اليمين الكهاني وحاخامات المدن العنصريين على اعلان الحرب للاجانب. توجد للعنصريين ضحية سهلة. فليس للمهاجرين من غير المواطنين تمثيل سياسي وتعرض المنظمات التي تساعدهم على انها متطرفة تتآمر على الدولة.

        ان المظاهرات وأعمال التحريض على الاجانب جعلت نتنياهو ينشر اعلانا في صفحة الفيسبوك الخاصة به دعا فيه الى الامتناع عن العنف والتحمس ووعد "بالعمل في تصميم لوقف تيار المتسللين غير القانونيين من افريقية". يطلب نتنياهو من زعران الشارع قائلا: "دعوني اعالجهم"، لكنه يشاركهم في تشجيع الشعور بالتهديد والتخويف من المهاجرين الافارقة. توجهه مشكل وخطر. ان المهاجرين من السودان وارتيريا يعرضون اسرائيل لمشكلة انسانية لكنهم لا يعرضون وجودها ومستقبلها للخطر. ان عرضهم باعتبارهم اعداء الدولة فضلا عن ان يكون ذلك على لسان رئيس الحكومة، هو وقود لنار العنصرية وكراهية الاجانب.