خبر هدوء خطر -هآرتس

الساعة 09:33 ص|26 ديسمبر 2010

هدوء خطر -هآرتس

بقلم: يهودا بن مئير

(المضمون: يجب على القيادة الاسرائيلية ان تعمل في اخراج اسرائيل من الركود الذي ألزمته نفسها والا ساءت صورتها في العالم وفرضت عليها حلول لا تريدها المصدر).

        المسيرة السلمية بلغت طريقا مسدودا. ورفعت الولايات المتحدة يديها في كل ما يتعلق بتجميد الاستيطان، بل اعترفت بانها لا تستطيع تجديد المفاوضة المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. سيكون منا من يفرحون بالتأكيد بل انهم في اليمين المتطرف سيبتهجون ازاء هذا التطور. وهم يوهمون أنفسهم ان بنيامين نتنياهو هزم رئيس الولايات المتحدة وان اسرائيل نجت من الخطط الآثمة لبراك حسين اوباما. انها معجزة عيد أنوار حديثة حقا.

        غير ان الحديث عن وهم. يجب ان تثير التطورات السلبية في المسيرة السياسية قلقا عميقا في قلب كل اسرائيلي يعرف الواقع الدولي.

        ان قيادة الولايات المتحدة للمسيرة السياسية، وهي التي ما تزال أكبر صديق لاسرائيل (اذا استثنينا ربما جزر فيجي)، كانت ذخرا سياسيا من الطراز الاول لاسرائيل. ان أضعاف هذه القيادة وازدياد وزن جهات اخرى كالاتحاد الاوروبي وروسيا بل حتى أمريكا اللاتينية لا يبشر بالخير لاسرائيل.

        ان من يعتقد ان العالم سينسى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني يعيش في اوهام. فاسرائيل على منزلق دحض نهايته الهاوية. مع عدم وجود مسيرة سياسية ومبادرة اسرائيلية حقيقية سيأخذ الحصار السياسي في الضيق حولها. بدأت شركات اليوم تخرج مصانع من يهودا والسامرة لانه يصعب عليها أن تصدر منتوجاتها. وليس الحديث عن خطوة واحدة بل عن مسار طويل لكنه كارثي.

        لا ينبغي افتراض أن تتخلى الولايات المتحدة عن قيادة المسيرة. فستضطر إن عاجلا أو آجلا الى عرض مقترحات تقريب بين وجهات النظر في جميع القضايا الجوهرية. وفي وضع العلاقات السائدة اليوم بين اسرائيل والولايات المتحدة نشك في أن تنسق هذه المقترحات مع اسرائيل. تستطيع هذه بطبيعة الامر أن ترفضها لكن ما يبدأ في الفصل الاول باعتباره اقتراح وساطة من الولايات المتحدة سينتهي في الفصل الثالث الى ان يكون قرارات من مجلس الامن وعقوبات. سيصعب على الولايات المتحدة أن تستعمل حق النقض على اقتراح قدمته هي نفسها الى الطرفين.

        ينضاف الى الوضع السياسي الصعب الضعف المتصل لصورة اسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية. ان كونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط هو مصدر دعمها في العالم. فاذا استمر اليمين المتطرف بموافقة اليمين المعتدل الصامتة على المس بصورتها الديمقراطية – التي هي صورتها اليهودية ايضا – فسنواجه معضلة.

        يجب على رئيس الحكومة أن يصحو قبل أن يكون ذلك متأخرا جدا. عندما لا تكون الحكومة مستعدة لعرض موقفها من الحدود الدائمة فان تأييدها لحل الدولتين يُرى تضليلا. يجب على رئيس الحكومة أن يبدي زعامة وان يعرض مقترحات وان يمنع الركود. اذا فعل ذلك فسيكون الشعب معه.