خبر عقد على خطة سبق أن سحبت.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:36 ص|24 ديسمبر 2010

عقد على خطة سبق أن سحبت.. اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: القدس واللاجئون هما الموضوعان الاكثر حساسية، ومن المعقول الافتراض بان الحلول الوسط الاهم ستقترح في سياقهما: التنازل الاسرائيلي الاهم سيكون في القدس، والتنازل الفلسطيني الاهم سيكون في مجال اللاجئين – المصدر).

حصل هذا في كانون الاول 2000. كانت هذه اللحظة التي كان بوسع الرئيس الامريكي الذي ينهي ولايته الثانية ان "يعربد". كانت هذه  اللحظة التي اعترف فيها ريغن بـ م.ت.ف في 1988، وهذا هو الزمن الذي  عرض فيه كلينتون اقتراحه التوفيقي على اسرائيل والفلسطينيين. لم يحصل ان قبل ذلك او بعد ذلك ان دخلت الادارة الامريكية في مثل هذا التفصيل بالنسبة لرؤيا السلام في منطقتنا. وقد فعل كلينتون ذلك وكأن به يخرج عن طوره كي يدفع السلام الى الامام مع نهاية ولايته. وكان يرغب في حينه أن ينهي مشروعه للسلام حتى نهاية 2000. وأعلن بانه اذا لم يصل حتى ذلك الحين جوابان ايجابيان، فانه سيسحب اقتراحاته.

        في ليلة شتوية  التقينا، نحن اعضاء "مجلس  السلام"، ايهود باراك، الذي كان في حينه رئيسا للوزراء واستمعنا لوزير الخارجية، بن عامي، الذي قرأ امامنا اقوال كلينتون. وكان هذا ايضا زمننا الحرج. في  غضون شهر ونصف الشهر كان يفترض ان  تجرى انتخابات. وكان بيننا اتفاق في الرأي على الحاجة لان نقول "نعم، لكن". وقررنا ان نوصي باقرار صيغة كلينتون مبدئيا وان نضيف تحفظات. وهذا ما حصل. عرفات أجل جوابه الى اللحظة الاخير، وكان جوابه متحفظا. اما كلينتون فكان مستعدا لان يرى فيه جوابا ايجابيا. ولما كانت الخطة لم تلقى القبول من الطرفين، فقد شطبت عن جدول الاعمال. ومع ذلك، فان شطبها كان رسميا فقط. ولما كان خلفاء كلينتون لم يقترحوا بديلا، فقد بقيت طازجة وذات صلة بعد عشر سنوات من اقتراحها. كانت الاساس غير الرسمي لمحادثات طابا في 2001 وكانت الاساس في مبادرة جنيف.

        والان، عندما تطرح هيلاري كلينتون البحث في التسوية الدائمة وتلمح بانه اذا لم يكن هناك اتفاق، فان الولايات المتحدة ستقترح اقتراحات خاصة بها، فواضح أن احدا ما ينفض الغبار عن الصيغة التي بادر اليها زوجها. فهل ستطرح الولايات المتحدة اقتراحات مشابهة لخطة كلينتون؟ معقول الافتراض أن لا. ولكن المسافة لن تكون كبيرة. الترتيبات الامنية التي ستقترحها الولايات المتحدة ستكون مشابهة لتلك التي اقترحتها علينا قبل عشر سنوات: ابقاء قوة اسرائيلية في غور الاردن لثلاث سنوات بعد قيام الدولة الفلسطينية، محطات انذار مبكر تبقى في الضفة عشر سنوات على الاقل، الدولة الفلسطينية ستكون غير مسلحة، ولاسرائيل ستكون ترتيبات خاصة لاستخدام سماء فلسطين.

        بالنسبة للقدس الشرقية، سيكرر الامريكيون اقتراح تقسيمها بين احياء يهودية وعربية، بحيث تكون اليهودية تحت حكم اسرائيل والعربية تحت حكم فلسطين. المبكى سيكون اسرائيليا اما الحرم فسيكون فلسطينيا.

        القدس واللاجئون هما الموضوعان الاكثر حساسية، ومن المعقول الافتراض بان الحلول الوسط الاهم ستقترح في سياقهما: التنازل الاسرائيلي الاهم سيكون في القدس، والتنازل الفلسطيني الاهم سيكون في مجال اللاجئين.

        السؤال الحقيقي هو كيف ستعرض الخطة الامريكية. هل اوباما ايضا سيقترح حلولا غير ملزمة، اذا رفضها  الطرفان ستشطب عن جدول الاعمال. هل ستحول الولايات المتحدة خطتها الى موقف رسمي يلزمها في المفاوضات؟ هل ستهدد الولايات المتحدة بالعقوبات تجاه الطرف الذي يرفض خطتها؟

        الاجوبة على هذه الاسئلة ستحسم اذا كانت الخطة الجديدة – اذا ولدت خطة كهذه بعد الفشل المضمون للمحادثات غير المباشرة – لن تحظى بمصير مشابه لتلك التي سبق أن سحبت، ظاهرا، قبل عشر سنوات.