خبر القدس العربي: عدوان صهيوني بالتقسيط على غزة

الساعة 06:34 ص|22 ديسمبر 2010

القدس العربي: عدوان صهيوني بالتقسيط على غزة

افتتاحية القدس العربي

الغارات الجوية الصهيونية على قطاع غزة باتت روتيناً يومياً، فلا يمر يوم دون ان يسقط شهداء او جرحى من جرائها، ناهيك عن ترويع المحاصرين البسطاء من أصواتها الرعدية نتيجة لكسر حاجز الصوت.

الذرائع التي تتذرع بها السلطات "الإسرائيلية" هي إطلاق صواريخ وقذائف من قطاع غزة، باتجاه المستعمرات الصهيونية في النقب او شمال قطاع غزة، وهي الصواريخ التي يسقط معظمها في اماكن مفتوحة، ولم تقتل حتى الآن صهيونياً واحداً.

من الواضح ان القيادة الاحتلالية تعمل على تفجير الأوضاع في قطاع غزة، من خلال خلق الذرائع، واستفزاز حركات المقاومة للإقدام على ردود على هذه الغارة، الأمر الذي يمهد او يبرر، من وجهة النظر "الإسرائيلية"، غزواً جديداً للقطاع على غرار غزو عام 2007 الذي تصادف ذكراه الثالثة هذه الأيام.

الأوضاع كانت هادئة في القطاع ..ولكن عودة الاحتلال الى سياسة الاغتيالات لقادة فصائل المقاومة في قطاع غزة ودون اي مبرر هي استفزاز مقصود ومدروس بعناية لدفع هذه الفصائل الى الإقدام على ردود انتقامية ثأرية، وهذا ما يفسر موجة الصواريخ والقذائف الاخيرة التي انطلقت من القطاع مؤخراً بعد غياب استمر ثلاث سنوات تقريباً.

الجنرال غابي اشكنازي رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال توعد يوم امس بشن هجمات شديدة ضد قطاع غزة، ونقل عنه موقع للجيش قوله في اجتماع للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الثلاثاء 'ان الواقع في غزة قد يصبح هشاً، وقابلاً للانفجار، وليس لدينا ضمان بان الوضع لن يتدهور'.

تصريحات اشكنازي هذه اذا ما نظرنا اليها في ظل الغارات اليومية على القطاع، ونشر تقارير عن امتلاك حركة 'حماس' صواريخ مضادة للدبابات، تصب في مجرى التحليل الذي يتوقع اجتياحاً صهيونياً جديداً للقطاع، ربما يتزامن مع عدوان آخر على لبنان.

المقاومة الاسلامية في قطاع غزة لا تملك صواريخ مضادة للدبابات متطورة او متأخرة، فكيف ومن أين ستحصل عليها وهي محاصرة لا تستطيع إدخال كيس اسمنت واحد لاعمار عشرات الآلاف من البيوت المدمرة من جراء العدوان "الإسرائيلي" الاخير؟

لا يوجد اصلاً ميزان قوى بين الاحتلال الدولة الاقليمية العظمى المدججة بالأسلحة والمعدات الأمريكية الحديثة، وفصائل المقاومة المجردة من جميع الأسلحة غير سلاح الايمان، والرغبة في الشهادة والانتقال من دار الفناء الى دار البقاء.

الاجتياح الصهيوني لو تم فعلاً سيكون مثل الاجتياح السابق، اي طريق من اتجاه واحد، قصف  من البر والبحر والجو على اناس عزل محاصرين في مساحة لا تزيد عن 150 ميلاً مربعاً اسمها قطاع غزة.

الشعب الفلسطيني سيقاوم العدوان الجديد في حال حدوثه، مثلما قاوم العدوان السابق بما لديه من امكانيات محدودة. فالاحتلال اعتمد القصف الجوي والبري والبحري والقنابل الفوسفورية المحظورة عالمياً لتجنب وقوع خسائر في صفوف قواته، وهذا يعني الجبن بعينه. فماذا يفعل المدافعون العزل في مواجهة دبابات حديثة وطائرات اكثر حداثة، وزوارق حربية مدججة بالصواريخ؟

الاحتلال ارتكبت مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها حوالى 1400 شخص من بينهم 450 طفلاً، ومن المؤكد ان هذا الرقم على ضخامته سيكون متواضعاً في ظل عدوان جديد تشنه اكثر الحكومات يمينية وتطرفاً في تاريخ "إسرائيل".

المؤلم ان العدوان الجديد سيقابل بالتجاهل نفسه الذي واجهه العدوان السابق من قبل أنظمة عربية تدير وجهها الى الناحية الأخرى، وتتصرف وكأن الأمر لا يعنيها وكأن الضحايا من غير صنف البشر، وليسوا عرباً ومسلمين.

"فإسرائيل" لم تعد عدواً للكثير من الحكومات العربية، وما هو اخطر من ذلك، ان هذه الحكومات العربية تعتبر عدو الاحتلال هو عدوها والعكس صحيح.