خبر حكومة غير صهيونية -هآرتس

الساعة 09:57 ص|21 ديسمبر 2010

حكومة غير صهيونية -هآرتس

بقلم: نحميا شترسلر

 (المضمون: بيان لابتزاز الحريديين والطلاب المتدينين للحكومة الحالية على نحو لم يسبق له مثيل في الحياة العامة الاسرائيلية - المصدر).

        كيف يقولون علماني بلغة الايديش؟ أحمق، يقول الطلاب المتدينون ويضحكون ضحكا عاليا. لانه من السهل جدا في الحقيقة الاحتيال على العلمانيين وابتزازهم دعما وإفضالا بلا حدود – والشكوى من استمرار الظلم ايضا.

        حدّثني أحد القادة في دورة تدريب "شاحر" (اختصار لادماج الحريديين) في سلاح الجو حيث يدرس بضع مئات منهم مهنا تقنية، عن محادثة دارت في المدة الاخيرة بينه وبين واحد من جنود الدورة التدريبية. "أنتم تحصلون من الجيش على أجرة 4 آلاف شيكل في الشهر، فمن المؤكد اذا أنكم أصبحتم "أغنياء".."، قال القائد. "هل تضحك مني؟" أجابه الطالب، "فقد حصلت قبل ذلك على أكثر". "كيف يمكن هذا؟"، تساءل القائد، "انكم تزعمون انكم تعيشون في فقر ولا تملكون شيئا". "حسن، هذا لأننا نريد ان نخرج منكم قدر ما نستطيع، فأنت تعلم أن الليتوانيين يرون السلطة "طاغية" يُفرض علينا ابتزازها"، أجاب الطالب وأرى القائد حسابه إذ كان طالبا قبل ذلك.

        "تلقيت من وزارة التربية مخصص تأمين دخل لطالب ديني مقداره 1040 شيكل كل شهر، وتلقيت من "هكوليل" مخصصا بلغ 1500 شيكل (من ميزانية وزارة الأديان)، والى ذلك حصلت على مخصص اولاد بلغ 750 شيكل (من التأمين الوطني)، وحظيت ايضا بتبرع من أسخياء يهود في الخارج بلغ 500 شيكل في الشهر.

        "كذلك عملت شيئا ما في "الاسود"، وفي كتابة عضادات الابواب ومصاحبة الأسفار وحصّلت من ذلك 1300 شيكل ايضا. وحصلت عائلتي على تخفيضات وإفضالات للطالب الديني مثل خفض 80 في المائة من ضريبة المسقوفات التي تساوي 250 شيكل كل شهر ودعم حضانات الاولاد والمنازل اليومية بقيمة 800 شيكل لكل ولد في الشهر. فماذا تكون الـ 4000 آلاف التي تعطوننا إياها؟ انها لا شيء".

        لهذا كان من المحزن جدا ان نسمع بنيامين نتنياهو ويوفال شتاينيتس يحاولان هذا الاسبوع جعل الخضوع الجديد للحريديين نوعا من الاصلاح. لانه اذا وقع اصلاح آخر كهذا سنضيع. يقولون لنا إن قرار الحكومة على الاستمرار على منح الطلاب المتدينين مخصصا يبلغ 1040 شيكل والاعفاء المطلق الذي سيحصلون عليه من الخدمة العسكرية (وهو قرار سيتم اتخاذه في الاسبوع القادم) سيشجعهم على ترك قِدر لحم المخصصات والخروج لحياة العمل.

        يجب أن تكون أحمق خالصا كي تصدق ذلك، أو ساخرا سياسيا من الطراز الاول. لانه فضلا عن أنه لن يخرج أي حريدي للعمل في اعقاب هذه القرارات، ستُسجَّل حكومة نتنياهو – شتاينيتس في التاريخ بأنها حكومة معادية للصهيونية، مسّت قيم الدولة الأساسية من اجل هدف واحد فقط هو الحفاظ على المقعد والتشريفات.

        هذه اول حكومة تنوي الموافقة القانونية على موت الجيش الاسرائيلي باعتباره جيش الشعب. وهي حكومة تقصد الى اعطاء ختم الحِل لتهرب الحريديين الساخر الجبان من الخدمة العسكرية، وهكذا سينقسم الشعب قسمين: ذاك الذي يخاطر بجسمه ونفسه للدفاع عن الوطن، والآخر الذي يجلس في البيت ويضحك من المغفل. حتى إن رئيس الاركان غابي اشكنازي رفع اول أمس صراخه عندما قال "نحن نؤيد إدماج الحريديين في الجيش وفي سوق العمل ايضا اذا أُبيح لنا هذا". وهذا ما يعتقده ايضا رئيس الاركان القادم يوآف غالنت. لكن نتنياهو وشتاينيتس مستعدان لمنح الحريديين اعفاءً مطلقا من الخدمة العسكرية في سن الثانية والعشرين. وهما يتجاهلان حقيقة انهما يدفعان شبانا متدينين ومحافظين آخرين الى أذرع المعاهد الدينية الحريدية. وهما يتجاهلان ايضا حقيقة انهما يشجعان بهذا التهرب من الخدمة العسكرية بين السكان الأحرار الذين لن يكونوا مستعدين لأن يصبحوا حمارا يحمل الحريديين على ظهره.

        يقول شتاينيتس إن مجرد تحديد مخصص ضمان الدخل للطلاب المتدينين في خمس سنين "هو تحول حقيقي"، لكن الحقيقة انه تحول الى اسوأ. لان هذا التحديد لا ينطبق على 80 في المائة منهم تزيد أعمارهم على 29 سنة، وهم ايضا يعلمون جميعا ان خمس سنين في السياسة هي زمن طويل بقدر كافٍ لابتزازات اخرى. لا يوجد في هذه الاثناء حريدي واحد أوقف مخصصه وهذا هو الذي يقرر.

        كذلك زادت الحكومة مؤخرا مخصص المعاهد الدينية ومعاهد "الكوليليم" بـ 200 مليون شيكل ليصبح 1.1 مليار شيكل، وأدخلت هذا المبلغ في أساس الميزانية – وهذا فعل لم تتجرأ أي حكومة قبلها على فعله. يجب أن نزيد على هذا المليار الذي يتم تحويله الى التربية المستقلة حيث ما زالوا لا يعلمون من جهة "المواضيع الجوهرية"، ويُربون من جهة ثانية الشبان على قيم معادية للديمقراطية ومعادية للحياة الرسمية ومعادية للصهيونية. لكن الحريديين يعلمون أن المغفلين لا يموتون بل يتبدلون فقط.