خبر الأحمد: نريد أن يكون لقاء المصالحة المقبل علنيا وببث مباشر

الساعة 07:18 ص|21 ديسمبر 2010

الأحمد: نريد أن يكون لقاء المصالحة المقبل علنيا وببث مباشر

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية-جيهان الحسيني

نفى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ورئيس كتلتها البرلمانية، عزام الأحمد ما يتردد عن إطلاق مفاوضات أميركية متوازية مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال في تصريحات لـ «الحياة» إن «الأميركيين طلبوا عقد لقاء معنا قبيل اجتماع لجنة المتابعة، فرددنا عليهم بأننا مستعدون لعقد لقاء معكم في إطار العلاقات الثنائية فقط، لكننا نرفض على الإطلاق إجراء مفاوضات، بمعنى ان يتنقلوا (الاميركان) بيننا وبين الإسرائيليين»، مشدداً على أن ذلك الأمر غير وارد على الإطلاق.

 

وأوضح: «لا يوجد لدينا فيتو على عقد لقاءات مع الأميركيين، لكننا نرفض أي محاولة التفافية للإيحاء بأنها مفاوضات مع الإسرائيليين تحت أي مسمى، متوازية أو مربعة أو غيرها». وأشار إلى أن «الأميركيين ردوا علينا بأن لديهم بعض الاستفسارات عن بعض القضايا التي تتعلق بالمفاوضات، فرددنا عليهم بأنهم لن يستمعوا منا الى جديد، وسيستمعون للردود ذاتها التي قالها لهم رئيس دائرة ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات». وتابع: «شدّدنا عليهم أنه لن يكون هناك أي شكل من أشكال المفاوضات أو العودة إليها، ولن نقبل جرنا للمفاوضات تحت أي مسمى».

 

ورأى الأحمد أن التوجه إلى مجلس الأمن لطرح قضية الاستيطان يؤكد أنه ليست هناك مفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين، وقال: «لو كانت هناك مفاوضات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، لما توجهنا لطرح قضية الاستيطان في مجلس الأمن»، مستبعداً أن تستخدم الولايات المتحدة حق «الفيتو» في هذه القضية، واضاف: «أستبعد أن يستخدم الأميركيون الفيتو في قضية الاستيطان، خصوصاً أنه سبق لمجلس الأمن أن أصدر قرارات عدة تستنكر الاستيطان، وكذلك سبق للإدارة الأميركية أن أعلنت بوضوح موقفها الرافض للاستيطان وضم القدس»، مؤكدة عدم شرعيتهما. وأشار إلى الخطاب التاريخي للرئيس باراك اوباما في جامعة القاهرة، ولدعوته الى ضرورة وقف الاستيطان، وكذلك تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في شأن الاستيطان وحدود الدولة الفلسطينية (...)، وأيضاً تقرير (المبعوث الاميركي جورج) ميتشل عام 2001، وقال: «لذلك أستبعد تماماً الفيتو الاميركي، إلا في حال أرادت الإدارة الأميركية الانحياز السافر للجانب الإسرائيلي، واختارت أن تناصب الشعب الفلسطيني والعرب العداء».

 

وعن الزيارة المرتقبة لمساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل، أجاب: «بالنسبة الينا، لا يوجد لدينا جديد، لكن نحن بانتظار الجديد منهم (الأميركيين)»، مضيفاً: «نريد وقف الاستيطان، ونريد موقفاً أميركياً واضحاً من حدود الدولة الفلسطينية، وكذلك من قضية الأمن، وفق ما جاء في وثيقة جونز (في اشارة الى المنسق الاميركي السابق جيمس جونز)، والتي تحاول حالياً الإدارة الأميركية التنصل منها». يذكر ان الوثيقة صدرت في نهاية ولاية الرئيس بوش وتوصلت إلى ترتيبات أمنية.

 

وعما يتردد من أن مسألة حدود الدولة الفلسطينية ستطرح أيضاً على مجلس الأمن، أجاب: «نعم، قررنا التوجه إلى مجلس الأمن في كل القضايا المصيرية، لكن الاستيطان قضية ملحة سنطرحها حالياً، وسيتم طرح قضية الحدود في الوقت المناسب، وكذلك سيتم طرح قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خصوصاً في ضوء توالي تفهم دول أميركا اللاتينية لهذه القضية الجوهرية واعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967».

 

ولفت الأحمد إلى أن هناك مساعي فلسطينية وعربية لعقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية على مستوى وزاري حتى لا يظل الجانب الأميركي يحتكر التحرك في اتجاه العملية السلمية، وقال: «نعمل أيضاً من أجل عقد اجتماع ثنائي يجمع اللجنة الرباعية ولجنة المتابعة العربية»، مشيراً إلى قرارات لجنة المتابعة العربية التي يعمل كل من الرئيس محمود عباس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم لتفعيل قراراتها من خلال التنسيق المستمر في ما بينهم.

 

وعلى صعيد جهود المصالحة والاجتماع المرتقب بين حركتي «فتح» و«حماس» نهاية الشهر الجاري، قال: «نأمل في أن يكون هذا الاجتماع المقبل هو اللقاء الأخير في ما بيننا، وان يعقبه توقيع حماس على الورقة المصرية، لأنه لم يعد هناك شيء نبحث فيه في إطار ما يسمى بالتفاهمات الفلسطينية – الفلسطينية». وأضاف: «نريد أن يكون اللقاء المقبل معلناً ببث مباشر في أجهزة الإعلام، ويحضره الصحافيون منعاًَ لتوزيع الاتهامات، وليعرف الجميع مَن الطرف الذي يتحمل مسؤولية تعطيل الاتفاق (...). نحن لا نريد ان نُستغل أو نشوه من قوى معادية».

 

وعن الحوار الذي يعقد حالياً في مقر السفارة الفلسطينية في القاهرة بين حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أجاب: «هذا الحوار يعقد في إطار العلاقات الكفاحية والنضالية التي لم تنقطع بيننا يوماً حتى في ظل الخلافات على الرؤية من عملية السلام»، مشيراً إلى أنه «الآن لا يوجد خلاف بين فتح والجبهة على هذا المسار، في ظل غياب مرجعية محددة للعملية السلمية والقرار بعدم العودة للمفاوضات في ظل الاستيطان»، مضيفاً: «نحن في مرحلة سياسية دقيقة، ونريد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وحل أي إشكالات بالنسبة الى الجبهة الشعبية، وكذلك سيتضمن جدول أعمال الحوار المصالحة وتطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير في ضوء التنسيق الدائم في ما بيننا». وقال: «نريد للجبهة أن تلعب دوراً إيجابياً داخل مؤسسة منظمة التحرير، وأن تثبّت الموقف الفلسطيني، خصوصاً في المسار السلمي». وحول اختيار العاصمة المصرية لمكان عقد الحوار، أجاب: «إن مصر ليست طرفاً في الحوار (...) والحوار سيتم بشكل ثنائي، لكننا اخترنا القاهرة لأنها الأفضل في ضمان الاستقلالية من أي مكان آخر، وحصلنا على تسهيلات من المسؤولين المعنيين».

 

من جانب آخر، قالت مصادر مصرية موثوقة لـ «الحياة»، إن هناك موقفاً عربياً وفلسطينياً ثابتاً من المفاوضات، وهو عدم عقد مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي تحت أي مسمى طالما أن إسرائيل ترفض تجميد الاستيطان. مضيفة: «إنه وفقاً للوضع الراهن، فإن المجموعة العربية ملتزمة هذا الموقف» حسب نتائج الاجتماع الأخير للجنة المتابعة العربية.

 

وعن مدى إمكان تغيير هذا الموقف الرافض للمفاوضات، أجابت: «لن يتغير هذا الموقف إلا في حال حصول الفلسطينيين والعرب على ضمانات جيدة من الوسيط الأميركي». وزادت: «في هذه الحالة، تكون هناك أمور استجدت، حينئذ سيتم درس ما سيطرحه الأميركيون ونتشاور في ما إذا كانت هذه ضمانات كافية وحقيقية تسمح بانطلاق جدي للمسيرة السلمية»، لافتة إلى أن «هذا هو المقياس (...) لكن الآن الوضع غير مشجع، والأميركيون لم يعرضوا عرضاً جاداً، والإسرائيليون يريدون مرجعية جديدة، وهذا أمر مرفوض ولا نقبل البحث فيه».