خبر غدا ستنشب حرب- يديعوت

الساعة 10:09 ص|20 ديسمبر 2010

غدا ستنشب حرب- يديعوت

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: اسرائيل نهاية 2010 تُذكّر بظروف اسرائيل في صيف 1973. تنفض عن نفسها اغلاق نافذة الفرص حيال الفلسطينيين، غير المبالية على الاطلاق بالجمود المتواصل في القناة السورية رغم اشارات بشار الاسد، اسرائيل التي تتجاهل منذ سبع سنوات خطة السلام السعودية للجامعة العربية – تشبه جدا اسرائيل ما قبل حرب تشرين 1973 -  المصدر).

حصل هذا قبل 37 سنة، شهرين و 14 يوما. "بابل" المصدر الاستخباري المصداق والنوعي، دعا على عجل رئيس الموساد تسفي زمير للقاء عاجل في لندن، وسلمه التحذير الذي لا يصدق: غدا ستنشب حرب.

السماء سقطت، المفهوم انهار. مصر وسوريا، رغم دونيتهما الاستراتيجية، اختارتا مهاجمة اسرائيل لتحقيق أهداف حيوية.

التفويض الذي منح للجنة التحقيق الرسمية لفحص القصور، برئاسة رئيس المحكمة العليا شمعون اغرانات، حصر مسبقا بالقيادة العسكرية: التحقيق بالفشل الاستخباري في توقع الهجوم المتداخل، وتحليل الاخطاء المنظوماتية في استخدام القوات في الفترة الاولى من القتال.

الارشيفات التي تفتح حسب القانون في العقد الاخير تثبت أن هذا كان مالا صغير (فراطه): لجنة اغرانات الحقيقية، تلك التي لم تتشكل أبدا، كان يفترض بها أن تفحص السلوك الفضائحي للحكومة في المجال السياسي. الغرور، عدم الاكتراث وقصر النظر لم تبدأ في ترك خط الاستحكامات في القناة لمصيره، بل في تجاهل اشارات السلام اليائسة للرئيس السادات والاستخفاف المغرور بقدرات الخصم.

المؤرخ د. يغئال كيفنس يكرس السنة الاخيرة للبحث في الموضوع، كاعداد لكتابه القادم. وهو يغرق في الاف الوثائق، معظمها من أدبيات توثق ادارة نكسون – كيسنجر. كيفنس يشهد على أن الحديث يدور عن مادة تقشعر لها الابدان تشحب، وثائق ويكيليكس امامها.

مهما يكن مشوقا، فان البحث الاكاديمي ليس الامر الاهم هنا: ما يصرخ نحو السماء هو الاستعارة للوضع الراهن. اسرائيل نهاية 2010 تُذكّر بقدر اكبر مما ينبغي بظروف اسرائيل في صيف 1973. اسرائيل التي تنفض عن نفسها بهزة كتف اغلاق نافذة الفرص حيال الفلسطينيين، اسرائيل غير المبالية على الاطلاق بالجمود المتواصل في القناة السورية رغم اشارات بشار الاسد، اسرائيل التي تتجاهل منذ سبع سنوات خطة السلام السعودية للجامعة العربية – تشبه جدا اسرائيل التي قاست استطلاعات الرأي العام فيها تأييد اكثر من 90 في المائة لتصريح وزير الدفاع ديان بانه "خير شرم الشيخ بدون سلام على السلام بدون شرم الشيخ".

وحتى بدون "بابل" الذي هبط في هذه الاثناء الى موته، محظور تجاهل التوقع التالي: غدا تنشب حرب. ان لم يكن غدا، فبعد غد. وهي لن تبدو تكتيكية كحرب 1973، ولكنها ستنطلق من ذات الوضعة: مأزق سياسي، حشر العرب في الزاوية، استجابة لضغوط داخلية (هياج شعبي، استعادة الكرامة الضائعة)، الامساك بالخيوط من فوق من قبل مجلس ذي شأن (في حينه الاتحاد السوفييتي، اليوم ايران).

التقنيات والمناورات البرية ستحل محلها الصواريخ الباليستية ونشاطات حرب العصابات. هذا لا يهم حقا، وبقدر كبير سيؤدي الى نتائج اسوأ، وذلك لان اساس المصابين سيكونون مواطنين بدلا من جنود.

وزراء الحكومة، بقيادة محور نتنياهو – باراك ملزمون بان يفهموا اخيرا بانه في اليوم التالي لتحقق سيناريو الرعب هذا لن يكون لهم الى أين يفرون من المسؤولية. وهنا لن تجدي حيل يعقوب نئمان، ولا الفرار الى تقرير مراقب الدولة، ولا الاحابيل الاعلامية المكشوفة في مدخل مروحية يسعور ولا القاء الذنب على الحكومات السابقة او على العرب.

كما لن تكون حاجة الى انتظار 30 سنة لفتح الارشيفات، وذلك لانه في العصر الحالي تدار الدبلوماسية في معظمها على الطاولة وليس تحتها: لا مبالية ومغرورة، اسرائيل ليس فقط تمتنع عن الفحص الجدي لجملة الخيارات السياسية التي طرحت عليها بل انها لم تكلف نفسها حتى عناء المبادرة الى خطة سلام خاصة بها.

صحيح أننا مشغولون بالمصاعب اليومية ومخدرون بالوقائع الحالية، ولكن الصاروخ الاول سيوقظنا لنعيش الواقع.