خبر لا متساوٍ ولا سليم -هآرتس

الساعة 10:06 ص|20 ديسمبر 2010

لا متساوٍ ولا سليم -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سعى أمس في الحكومة الى إقرار "اصلاح" جارف في علاقات الأخذ والعطاء بين الدولة والجمهور الاصولي – أساسه منح إعفاء من التجنيد للاصوليين، ووعد بتقليص مستقبلي في المخصصات لطلاب الدين بروح قرار محكمة العدل العليا. وقد عبرت المبادرة عن استسلام الحكومة لمطالب السياسيين الاصوليين، الذين يرغبون في الاستمتاع بمقدرات الدولة دون أن يتحملوا العبء. في ضوء معارضة بعض الوزراء، بمن فيهم مقربوه، نجح نتنياهو في أن يُقر فقط جزءا من الخطة، فيما انه لم يطرح بنود التجنيد على التصويت "لعدم توفر الوقت".

        خطة نتنياهو تمس بمبدأ المساواة، في محاولتها تخليد الترتيبات الشوهاء، التي بقوتها يتمتع الاصوليون من اعفاء من الجيش الاسرائيلي وبدعم حكومي لطلاب الدين الذين لا يعملون. والأخطر من هذا، فقد حاول نتنياهو أن يغطي على الطبيعة الحقيقية "للاصلاح" بخلق عرض عابث، وكأن خطته ستُثقل من العبء على شركائه السياسيين من شاس ويهدوت هتوراة. وقد تم تمويه الاعفاء من التجنيد تحت عنوان "الخدمة المدنية لسنة"، التي ليس واضحا كيف سيتم تفعيلها. الحفاظ على المخصصات لطلاب الدين، خلافا لقرار محكمة العدل العليا، عُرضت كتقليص سيبدأ بعد خمس سنوات، أكثر بكثير من فترة ولاية الحكومة الحالية.

        لقد ناور السياسيون الاصوليون في حكومات اسرائيل لتحقيق مصالحهم، واستغلوا كونهم "لسان الميزان" كي يحصلوا على اعفاء لجمهورهم من حمل العبء: عدم تعلم "المواضيع الأساسية"، وفي نفس الوقت عدم الخدمة في الجيش أو الخروج الى العمل، بل العيش على حساب الجمهور من خلال المخصصات والمنح. أما اليوم فيفهم الكثيرون حتى في اوساط الاصوليين بأن الوضع القائم لا يمكنه ان يستمر كون الاقتصاد سينهار تحت العبء الآخذ في التزايد.

        ولكن نتنياهو لا يساعدهم، رغم انه يفهم جيدا الحاجة الى إدخال الاصوليين الى سوق العمل. كوزير للمالية لم يخش تقليص المخصصات كي تكف آلية الدعم المبالغ فيها عن ان تكون حافزا للتبطل، أما الآن فمستعد نتنياهو ان يفعل كل شيء كي يبقى هو وحكومته في مناصبهم. أما الثمن فيدفعه مواطنو اسرائيل الشبان، الذين يخدمون في الجيش ويحملون بصعوبة جمّة عبء رسوم التعليم في الجامعة، في طريقهم الى حياة العمل وعبء نيل الرزق.