خبر مطلوب أناس من الخارج- اسرائيل اليوم

الساعة 10:01 ص|20 ديسمبر 2010

 

مطلوب أناس من الخارج- اسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: اذا ما نظرنا الى نواب جاءوا من مواقع غير سياسية ونجحوا في ضرب الجذور سنرى أن اولئك الذين آمنوا بقوتهم، وكانوا مستعدين لان يحتملوا الاخفاقات ايضا وكافحوا في سبيل مكانهم في الساحة – نجحوا – المصدر).

حصل هذا قبل 37 سنة، شهرين و 14 يوما. "بابل" المصدر الاستخباري المصداق والنوعي، دعا على عجل رئيس الموساد تسفي زمير للقاء عاجل في لندن، وسلمه التحذير الذي لا يصدق: غدا ستنشب حرب.

لو واصل افيشاي بريفرمن مهام منصبه كرئيس لجامعة بن غوريون لما كان اليوم نائبا عاديا، وكان الكثيرون والطيبون يناشدونه المجيء الى حزب وسط او حزب يسار – وسط برئاسته في الطريق لرئاسة الوزراء كاحتمال. ولكن بعد أربع سنوات في السياسة جرب بريفرمن ما جربه كثيرون قبله – الانتقال من الهالة خارج السياسة الى غياهب السياسة الاسرائيلية هو انتقال وحشي وعديم الرحمة.

ولكن بريفرمن الذي الوحيد الذي يعاني من صورة غارقة بعد دخوله السياسة. كما نذكر جميعنا، فان امنون ليبكين شاحك كان يبدو في اثناء الاستعدادات لانتخابات 1999 ككل ما يتوق له الشعب.

فقد اتخذ صورة الزعيم من نوع آخر، زعيم شفتاه وقلبه متساويان، بل وتمتع بهالة عسكرية لا بأس بها. كل هذا لم يسعفه او يسعف حزبه وفي النهاية خرج من السياسة كشخص ينال التقدير، ولكنه مرضوض.

على مدى العشرين سنة الاخيرة توجد نماذج كثيرة لاناس فائقين جاءوا الى الكنيست والحكومة من خارج السياسة. بعضهم فشل، بعضهم بقي بلا هوية وبعضهم انسحب من السياسة في غير صالحهم.

بالفعل هناك تناقض جوهري بين الرغبة في جلب اناس جدد وطيبين الى المنصة العامة وبين قدرتهم على ايجاد موقع سياسي في ساحة تتم فيها القرارات الحاسمة السياسية الهامة. نعم، هذه ليست ساحة بسيطة.

لن أبالغ اذا قلت انه لو لم يذهب يغئال يدين الى قيادة "داش" (الحزب الديمقراطي للتغيير) ومن هناك الى نيابة رئيس الوزراء لكان اليوم اجماع عام شبه شامل بانه بدونه فقدنا الزعيم المحتمل الهام لعصرنا. غير أن يدين، الذي نجح في أن يخدم في حكومة بيغن ووقف على رأس حزب مزدهر في غضون وقت قصير، فقد في سياق دوره في السياسة الصورة الايجابية التي كانت له قبل ان يصل  الى الساحة السياسية.

* * *

أستعيد هذه الاحداث السياسية لانه في الاشهر الاخيرة أعمل مع رفاق آخرين في محاولة لان نجتذب الى الساحة السياسية أناسا طيبين، ناضجين وجديرين، ذوي مذاهب محددة. للاشخاص الذين أتحدث معهم توجد دوافع للمساعدة في تغيير وجه دولة اسرائيل، ولكنهم جميعهم يخافون مما سيأتي وكلهم يرهبون من عدم قدرتهم على ان ينقلوا الى الساحة السياسية قيما وتجربة اكتسبوها في ساحات اخرى. أحد هؤلاء الاخيار قال لي ولرفاقي: "أين ايفي ايتام اليوم؟ أين عامي ايالون؟ أين البروفيسور بن ساسون الذي اعتزل بعد ولاية واحدة فقط وهو اليوم رئيس الجامعة العبرية؟".

لم يكن سهلا اجابتهم. توجد حقائق تتحدث من تلقاء نفسها. صحيح أن الساحة السياسية صعبة وعديمة الامتنان ووسائل الاعلام لا تمنح حتى ولو ايام رأفة معدودة. ولكن يمكن رؤية الامور بطريقة مغايرة ايضا. اذا ما نظرنا الى نواب جاءوا من مواقع غير سياسية ونجحوا في ضرب الجذور سنرى أن اولئك الذين آمنوا بقوتهم، وكانوا مستعدين لان يحتملوا الاخفاقات ايضا وكافحوا في سبيل مكانهم في الساحة – نجحوا. هم ايضا بدأوا يعملون بادوات سياسية في ساحة لزجة جدا ومشوهة بما فيه الكفاية، ولكنهم نجحوا في ان يعملوا فيها.

اناس مثل بنيامين نتنياهو، فؤاد بن اليعيزر وامنون روبنشتاين، مع كل الفوارق بينهم دخلوا السياسة من الخارج، نجحوا في التأثير وبقوا في الساحة السياسية طالما أرادوا ذلك. ناهيك عن موشيه دايان، اسحق رابين، ارئيل شارون وايهود باراك. كل هؤلاء جاءوا من خارج الساحة، شهدوا فيها ارتفاعات وهبوطات ولكن في نهاية الامر استقروا ونجحوا في الصراع، كل حسب طريقه، في سبيل معتقداتهم وطرقهم.

لست واثقا انه يمكن وصف السياسة كمهنة. ولكن لا ريب أن هذا مجال واسع من كشف الفرص والكفاءات. اليوم، اكثر حتى مما مضى، اؤمن بان الاشخاص المفعمين بالايمان والاستعداد للكفاح ملزمون بالانخراط في الحياة العامة، ومحاولة المساهمة للدولة التي لا تزال تكافح في سبيل وجودها ومكانتها، رغم كل المصاعب والمخاوف.