خبر القدومي يكشف ما دار خلال لقاءه مع عباس

الساعة 07:02 ص|20 ديسمبر 2010

القدومي يكشف ما دار خلال لقاءه مع عباس

فلسطين اليوم-وكالات

ملاحظتان لا يمكن تجاهلهما عند التحدث مع الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح القطب البارز فاروق القدومي بعد خروجه من لقاء مصارحة ومكاشفة مساء الخميس الماضي في العاصمة الأردنية عمان مع رئيس السلطة محمود عباس.

الملاحظة الاولى تتعلق باهتمام القدومي بأن لا يتم التعامل مع لقائه المتأخر مع عباس بصفته لقاء إجتماعيا وإنسانيا فقط يخلو من المضمون السياسي .. لذلك يجتهد القدومي في التركيز على المضمون السياسي للقاء أكثر من المضمون التصالحي الشخصي بين قطبي المعادلة الفلسطينية الأهم.

والملاحظة الثانية تتعلق بإظهار التفاؤل الحذر إلى حد ما بعد الحصول على اعتراف ضمني ومباشر من عباس بانغلاق آفاق التسوية السياسية وانحسار قوة رهان المفاوضات وهنا يسعى القدومي بوضوح سياسيا 'لتكييش' هذا المستجد عبر العودة إلى منطقة الثوابت وعنوانها الرئيسي كما قال مباشرة لـ'لقدس العربي' هو اولا الوحدة الوطنية الكاملة الشاملة، وليس المصالحات فقط، وثانيا العودة لصيغة إتفاق 2005 في القاهرة القاضي بإحياء مشروع منظمة التحرير.

ويصر القدومي بعدما سألته 'القدس العربي' بعد يومين من عودته إلى تونس على تصنيف لقاء عمان الأخير مع عباس باعتباره اللقاء الذي تمثلت أبرز معطياته بأن الصفة السلبية صارت بعيدة نسبيا عن الشباب، والقدومي عندما يقول الشباب يقصد عباس ورفاقه والمراهنين على التسوية الذين اختلف معهم الرجل كثيرا في الماضي.

وابتعاد الصفة السلبية في شروحات القدومي مؤشر على ان الفرصة متاحة أكثر الان للعمل على إطارين أساسيين، هما وحدة وطنية كاملة وشاملة على حد تعبير القدومي، والاطار الثاني يقول القدومي 'العودة الجماعية لإطار منظمة التحرير الجامع المانع، وهي عودة تعني الجميع الآن' ويقصد بالجميع، فصائل المعارضة بما فيها حركة حماس.

وانطباع القدومي الأول بعد مصارحته ومجالسته لعباس في عمان اننا جميعا نحتاج اليوم إلى معادلة عام 2005 التي حاول البعض القفز عليها ويقصد بوضوح هنا اتفاقيات القاهرة التي انتهت بالتوافق على إحياء هيكل منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني بكل أطيافه.

هنا يؤكد القدومي: تحديات اليوم تحتاج لعمل وجهد ومحاولات سياسية مع جميع الفصائل بما فيها حركة حماس.

ولا يرى القدومي ان 'المسألة الأهم في لقاء عمان هي تجاوز الخلافات الشخصية مع عباس أو أي من الأخوة فالتركيز على الأبعاد الشخصية ينطوي على تقزيم للموقف وابتعاد عن الحقائق الموضوعية، قائلا: المسألة لا تتعلق بخلافات شخصية بل بتباين سياسي في الاراء والتوجهات'.

وقال القدومي ان 'هذا التباين يحتاج إلى المزيد من الجهد حتى نصل إلى قناعة بأننا أزلناه مشيرا للحاجة للمزيد من الوقت والجهد حتى نعيد إنتاج التباين بما فيه مصلحة شعبنا'.

وكان اللقاء بين القدومي وعباس في عمان قد طوى صفحة كبيرة من الخلافات السياسية والتنظيمية والإدارية بين القطبين بعد أكثر من عامين من العلاقات المترددة وأحيانا المتأزمة، وعلمت 'القدس العربي' ان القدومي إنزعج من اعتبار بعض التعبيرات الإعلامية لقاءه الأخير بعباس مجرد لقاء اجتماعي، مؤكدا انه لقاء سياسي بامتياز في إطار معادلة السعي للوحدة الوطنية.

وبدا واضحا ان القدومي وفي حديثه مع 'القدس العربي' يتقصد تأسيس مسافات من الحذر رغم أجواء اللقاء التي وصفها بانها إيجابية وصريحة، مشيرا لأهمية اللقاء من زاوية تقصير مسافات التباين في الرأي والاجتهاد السياسي مع التأكيد على الحاجة لجهود كثيرة، وللمزيد من الوقت حتى تصل جميع الأطراف لقناعة بان مسافات التباين زالت فعلا أو لم تعد قائمة كما قال.

واوضح القدومي 'ان الجميع في لقاء عمان تحدث بالفعل بصراحة حيث كانت الصفة السلبية أبعد، مما جعل التلاقي فرصة أقرب الآن من أي وقت مضى لمفاهيم الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير'.

وقال القدومي ان اللقاء مع عباس استمر لنصف ساعة تقريبا وفيه تحدث الرجل بموضوع واحد فقط وهو التسوية. وعندما سألت 'القدس العربي' القدومي عن انطباعه بعد حديث عباس عن مأزق التسوية، أجاب: يتضح ان الأمر مثل ما كنا نقول دوما، فقد وصلت التسوية إلى الباب المسدود ووصلت المفاوضات إلى باب مسدود ولذلك تبرز أهمية العودة للوحدة الوطنية وليس لنمط المصالحات.

واعترض القدومي على تعبير 'مصالحة' سواء بينه وبين عباس او بين أي جهات أخرى، قائلا: مفردة المصالحة خطأ لانها تعني ان شخصين بينهما اختلاف تصالحا، وهذه وجهة نظر مختلفة، فنحن اليوم نتحدث عن وحدة وطنية متكاملة في إطار منظمة التحرير .. بالنسبة لي أفهم الأمر على هذا النحو.

وردا على سؤال استيضاحي فضل القدومي عدم استعجال الأمر وأشار لمحاولات تؤطر الوحدة الوطنية وليس المصالحة فقط مع جميع فصائل منظمة التحرير وليس حماس فقط، مشيرا الى ان تعبير مصالحة خاطئ ولا يعكس جوهر المسألة.