خبر اوباما فشل -هآرتس

الساعة 09:31 ص|19 ديسمبر 2010

اوباما فشل -هآرتس

بقلم: شلومو افنيري

(المضمون: يجب على اسرائيل وإن فشل اوباما وادارته في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ان تعرض ولو خطة ثانية تمهد لحل مرحلي للصراع - المصدر).

        لم يعتد الرؤساء الامريكيون على أن يعلنوا على نحو عام بأنهم فشلوا في سياستهم، لكن من الواضح ان هذا ما حدث لمحاولة براك اوباما احراز اتفاق اسرائيلي فلسطيني. هذا الفشل مُعظَّم لانه فضلا عن انه لم يُحرز اتفاق ولم تجدد المحادثات لم ينجح الرئيس حتى في قضية البناء في المستوطنات – وهي قضية مهمة لكنها ثانوية – في إحداث صيغة يقبلها الطرفان. يمكن بطبيعة الامر اتهام بنيامين نتنياهو أو محمود عباس لكن امتحان النتيجة واضح وهو ان اوباما فشل.

        سادت صيغة مقبولة الى ان تم انتخاب اوباما، ربطت عدم وجود اتفاق في المنطقة بعدم استعداد الرئيس بوش لدخول خبايا الامر – أو بلغة أشد، أن يستعمل الضغط على اسرائيل. لكنه تبيّن ان رئيسا فعالا مثل اوباما، ذا آراء محسومة تتعلق بصورة التسوية، ومن غير ود زائد لرئيس حكومة اسرائيل، لا ينجح حتى في التوصل الى بدء التفاوض. نحن اليوم، كما في الماضي بعد فشل محادثات كامب ديفيد في سنة 2000، نواجه دعامة هشة. اليوم، كما كانت الحال آنذاك في الحقيقة، لا بديل – أي خطة ثانية – عن حالة فشل التفاوض. يبدو ان بيل كلينتون كان على ثقة من انه سينجح بسحره في اقناع اهود باراك وياسر عرفات بالتوقيع على اتفاق، أما اوباما فقد ظن ان حزمه ومكانته الدولية سيجعلان اسرائيل والفلسطينيين يُليّنون مواقفهم.

        ما زال من غير الواضح ماذا ينوي الامريكيون ان يفعلوا: فقد كانت خطبة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تكرارا مبتذلا لحقائق مقبولة. والسؤال بطبيعة الامر هو ماذا ستفعل الولايات المتحدة: أُلمح الى انها ستطلب الى الطرفين عرض مواقفهما من القضايا الجوهرية – لكن الخلاص لن يأتي من هذا والمحادثات المباشرة ستطحن الماء فقط.

        ما تحتاجه الولايات المتحدة هو خطة ثانية – أي تغيير للمبدأ الأساسي. يحاول الطرفان منذ 17 سنة – على نحو مباشر أو بوساطة امريكية – التوصل الى اتفاق نهائي. تبدل في خلال ذلك رؤساء حكومات في اسرائيل، ورؤساء امريكيون وقادة فلسطينيون ايضا ولم يُحرز اتفاق. تبين أن الفروق بين الطرفين عميقة جدا. لهذا يجب على الولايات المتحدة ان تتخلى عن المحاولات الباطلة للتوصل الى اتفاق نهائي، وان تتحول الى نقاش امكانية اتفاقات مرحلية أو خطوات جزئية وربما من طرف واحد.

        من جهة اخرى، هذا هو وقت تقديم مبادرة اسرائيلية: من الواضح ان الحكومة التي يرأسها نتنياهو وافيغدور ليبرمان لن تعرض على الفلسطينيين عروضا تشبه ما في برنامج اليسار، لكنها تستطيع ايضا ان تدرك ان الوضع الراهن ليس من مصلحة اسرائيل. ان هذه الحكومة قادرة على ان تدفع الى الأمام باجراءات مرحلية منها ازالة الحصار عن غزة الذي لا يحرز أهدافه ويضر فقط بصورة اسرائيل في العالم؛ ونقل المناطق (ج) أو جزء منها الى الفلسطينيين؛ وتخفيف – مع الخضوع للواقع الأمني – الحواجز؛ وفتح معبر لبضائع من الضفة الى موانيء اسرائيل.

        تهربت حكومات اسرائيل على اختلافها من عرض خطة اسرائيلية للسلام. وكان اريئيل شارون هو الوحيد الذي فعل فعلا جريئا في هذا الاتجاه بالانفصال عن غزة الذي حرر مليون ونصف مليون من الفلسطينيين من الاحتلال الاسرائيلي وعرض اسرائيل في العالم بضوء مختلف.

        يمكن ان نجند لمثل هذه الخطوات أكثرية من الجمهور في البلاد. ان عدم مبادرة اسرائيلية سيعرض اسرائيل مرة اخرى بأنها رافضة وغير معنية بتسوية في الحقيقة، وستقوى محاولات سلبها شرعيتها. يجب على من يفرحه فشل جهود اوباما ان يعرض خطة تخصه إن لم تكن للتسوية فلتكن لخطوات مرحلية على الأقل.