خبر بين اتهام حماس ونفي الأنروا..هل زار الطلبة متحف « الهولوكوست »؟

الساعة 09:05 ص|19 ديسمبر 2010

بين اتهام حماس ونفي الأنروا..هل زار الطلبة متحف "الهولوكوست"؟

 

فلسطين اليوم- غزة

‏‏نفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن تكون نظمت زيارات لطلبة فلسطينيين إلى متحف ما تعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) بخلاف ما أعلنت عنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

وقال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة في بيان صحفي:إن برنامج الزيارات الذي تنفذه الوكالة لإرسال الطلبة المبدعين والمتفوقين في مادة حقوق الإنسان لعدد من دول العالم يستهدف قيام هؤلاء السفراء الصغار بشرح المعاناة الشديدة التي يعيشونها وتأثيرات الحصار عليهم وعلى عائلاتهم".

 

وأشار إلى أن الأونروا أرسلت مجموعات من الطلبة المتفوقين إلى الولايات المتحدة وهولندا والنرويج وجنوب أفريقيا، مؤكدا أنه "لم يحدث خلال تلك الزيارات أي زيارة إلى متحف الهولوكوست" داعيا "الجهات التي تصدر بيانات حول هذا الموضوع إلى مراجعة الأونروا والتحقق مما تقوله قبل إثارة زوبعة غير صحيحة".

 

وقال إن الأونروا تهدف من تدريس مادة حقوق الإنسان في مدارسها إلى تعليم هؤلاء التلاميذ حقوقهم، لأن "من يعرف حقه أحبه ومن أحب حقه دافع عنه".

 

وكانت دائرة شؤون اللاجئين في حماس قد قالت أن الأونروا قامت بترتيب رحلات طلابية للمتفوقين في مادة حقوق الإنسان لطلبة الصف التاسع إلى أمريكا وأوروبا وجنوب إفريقيا، واصطحابهم إلى متحف للهلوكوست اليهودي، وإطلاعهم على ما حدث في موقع أحداث 11 سبتمبر.

 

ودعت الدائرة في بيان صحفي، مسؤولي التعليم في الأونروا بقطاع غزة، إلى أن يرتدعوا عن تكرار تلك الرحلات التي يقومون خلالها بتقديم شرح عن الهولوكست، والتعبير عن عطفهم على معاناة اليهود، والاطلاع على معاناة الشعب اليهودي على أيدي القوات النازية داعيا السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ موقف وطني لوقف ما وصفته الإفساد الفكري لفتيان فلسطين.

 

وشددت الدائرة، أن وكالة الغوث ليست مطلقة اليدين في تدريس المناهج التي تراها، بل إنها التزمت بتدريس المناهج المعتمدة في مناطق عملياتها الخمس، وعليها الالتزام بذلك في قطاع غزة الذي هو أحد هذه المناطق مؤكدة انه عندما تقوم مؤسسة دولية خاصة باللاجئين الفلسطينيين بتدريس حقوق الإنسان.

 

ونوهت، إلى ضرورة التركيز على حقوق اللاجئين الفلسطينيين دون الحاجة للتطرق إلى حقوق المضطهدين من سائر مناطق العالم، لأن ذاكرة هؤلاء الأطفال لا تتسع لمعاناة كل المضطهدين عبر العالم، كما أن في معاناة الفلسطينيين والاضطهاد الذي عانوه على أيدي المحتلين اليهود ما يكفي لضرب الأمثلة.

 

وأعربت الدائرة، عن استغرابها من وجهة هذه الرحلة إلى أمريكا مشددة انه من باب أوْلى زيارة فيتنام للاطلاع على حجم معاناة الفيتناميين جراء الغزو الأمريكي الذي قتل منهم ما يزيد على ثلاثة ملايين إنسان، أو زيارة مناطق سرقة البشر في إفريقيا لاتخاذهم عبيداً للأوربيين والأمريكان في القرون الماضية، أو زيارة سجن غوانتنامو أو سجن أبو غريب في العراق للتعرف على سادية أمريكا، أو زيارة موقع قرية دير ياسين للتعرف على النازية اليهودية في فلسطين

 

بدوره، أكد الدكتور عصام عدوان المحلل السياسي، والخبير في قضايا اللاجئين، أن الخطير في ما تم كشفه عن زيارة الطلبة، هو شريط الفيديو الذي وثق زيارة الطلبة لمتحف الهولوكوست، ومحاولة غرس التعاطف مع اليهود في عقول الطلبة.

 

وأشار إلى أن حديثًا متكررًا كان يرد في الآونة الأخيرة عن نية الأونروا تدريس موضوع الهولوكوست ضمن مادة حقوق الإنسان التي ابتدعت تدريسها في مدارس قطاع غزة خارج إطار المنهج الفلسطيني الذي يفترض أنها ملتزمة به، ولكن كانت الأونروا تنفي ذلك بشدة، واليوم يثبته تنظيم هذه الزيارة للمتحف وشرح معاناة اليهود للطلبة.

وشدد عدوان، على أن تدريس مادة حقوق الإنسان قد يكون أمرًا جيدًا، ولكن ها هي حقوق شعبنا منتهكة من الاحتلال، والمطلوب هو كشف دور الاحتلال في تنفيذ هذه الانتهاكات والجرائم، لا خلق حالة تعاطف معه.

 

وقال عدوان، إن الطلبة في الصف التاسع يكونون في مرحلة عمرية حساسة، وعليه  يمكن أن يصابوا بالانبهار لدى أخذهم في رحلات لمجتمعات متقدمة، لا سيما إذا رافق ذلك توجيه فكري مدروس، مشددًا على أن هذا هو قمة الغزو الفكري.