خبر تفاصيل جديدة حول منظومتي التجسس « الإسرائيليتين » داخل الصخور بلبنان

الساعة 08:50 ص|18 ديسمبر 2010

تفاصيل جديدة حول منظومتي التجسس "الإسرائيليتين" داخل الصخور بلبنان

فلسطين اليوم-وكالات

مرة جديدة يثمر التنسيق البناء بين الجيش اللبناني والمقاومة تحقيق انجازات نوعية تؤكد اهمية الحفاظ على هذا التناغم لمصلحة حماية لبنان من الاستهداف الصهيوني المستمر، بأشكال عدة، خاصة بعد حرب تموز 2006 والفشل الصهيوني الاستخاباراتي والأمني والعسكري غير المسبوق.

ولعل الكشف عن منظومتي التجسس في منطقتي أعالي صنين والباروك الإستراتيجيتين هو ثمرة هذا التنسيق الهادف الى إخماد العيون الصهيونية التي تعمل على استهداف قوة لبنان وإثارة الفتنة وضرب الاستقرار.

وفي المعطيات الجديدة، حول الكشف عن المنظومتين التجسسيتين، يوضح مصدر معني معلومات تفصيلية مفادها "انه في ما خص منظومة التجسس في أعالي صنين، فهي عبارة عن صخرتين واحدة مزودة بكاميرات تصوير تغطي لمسافة 20 كيلومتراً وتقرب الهدف المنشود الى حدود المتر الواحد، والأخرى عبارة عن ركائن، اي بطاريات تزود الكاميرات بالطاقة وتؤمن هذه التغذية لسنوات طويلة".

ويقول المصدر المعني نفسه، لصحيفة "السفير" اللبنانية: "إن منظومة صنين تحتوي على خمسة أجزاء:

1ـ نظام بصري

2ـ نظام إرسال الصورة والبث عبر الأقمار الصناعية.

3ـ نظام استقبال إشارات التحكم، أي تشغيله عن بعد.

4ـ نظام إدارة التحكم بالمنظومة.

5ـ نظام التغذية بالطاقة.

وتابع المصدر شرحه "مهمة هذه المنظومة كشف اهداف بعيدة المدى وتحديدها بشكل دقيق، وتحديد إحداثيات لأهداف أرضية وارسالها عبر الاقمار الصناعية او بالطائرات لتسهيل ضربها".

ويضيف المصدر "ان هذه المنظومة وضعت في منطقة وعرة جداً على شكل صخرتين مموهتين بشكل لا يختلف عن الصخور الطبيعية في المنطقة، وهي تغطي كامل السلسلة الشرقية والمناطق المجاورة وكل ما يحدث فيه هذا النطاق، ينقل مباشرة عبر النظامين البصري وارسال الصورة".

واوضح المصدر "ان كشف منظومة التجسس في صنين جاء بناء على معلومات حصلت عليها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من مصادر المقاومة، وتم تفكيك المنظومة قبل أيام، لكن الإعلان عنها جاء في 15/12/2010 لأسباب أمنية تتعلق باعتبارات مفادها ان كشف المنظومة الاولى في صنين، جاء بالتزامن مع معلومات مؤكدة عن وجود منظومة ثانية في الباروك ولكن لم يكن بالإمكان تحديد مكانها بسرعة، وقد ارتأت قيادة الجيش تفكيك منظومة صنين والتكتم على الخبر أمام الإعلام تحسباً من معرفة العدو الصهيوني بأن المنظومات التي زرعها تم كشفها، فيعمد الى تفجيرها وربما اثناء قيام الخبراء العسكريين بتفكيكها وهذا ما يبرر الصور التي وزعتها قيادة الجيش عن منظومة صنين حيث بدت المنطقة خالية من الثلوج، مما يؤكد ان تفكيك هذه المنظومة تم قبل العاصفة الثلجية الاخيرة.

وحول منظومة التجسس في الباروك، يشير المصدر الى انها "اكثر تعقيداً من الناحية التقنية، واستغرق الوصول اليها وكشفها وتفكيكها حوالى 18 ساعة، بسبب وجودها في منطقة وعرة ومغطاة بالثلوج اذ اضطرت الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني الى شق طريق بواسطة الآليات المجنزرة حيث تم اكتشافها على جرف صخري يعلو 1715 متراً عن سطح البحر وتبين أن هذه المنظومة تكشف معظم بلدات البقاعين الغربي والاوسط وصولاً الى بوابة المصنع والمناطق السورية وعدد كبير من مدن وبلدات وقرى الجنوب وصولاً الى الحدود مع فلسطين المحتلة".

وأوضح المصدر ان منظومة الباروك هي أيضا عبارة عن صخرتين وهميتين مزروعتين في المنطقة المذكورة حجم كل صخرة حوالي المتر مكعب: الصخرة الأولى تحوي على جهاز الكتروني مهمته التقاط الاتصالات وبثها الى الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنها، كما ان مهمته تغذية محطات اخرى مزروعة على الاراضي اللبنانية كمحطة وسيطة مما يدل على ان هناك محطات أخرى تم زرعها وتتغذى منها، وهذا الجهاز يحتوي على سبعة هوائيات خمسة منها موجهة باتجاه موقع العدو  الصهيوني في رويسات العلم (في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة)، واثنان موجهان نحو البقاع الغربي وباتجاه الاراضي السورية.

وهذا الجهاز من صنع صهيوني اذ ان الاشارة موجودة بوضوح على القاعدة التي تحمله القواعد التي تحمل الهوائيات وهو جهاز معقد يجري العمل لمعرفة كيفية عمله وإمكاناته وقدراته والمعطيات التي يقوم بإرسالها واستقبالها.

الصخرة الثانية هي عبارة عن ركائن للتغذية تكفي لتأمين الطاقة للجهاز لعدة سنوات وهي بحالة جيدة".

ولفت المصدر المعني الانتباه الى ان "وجود مثل هذه الأجهزة الوسيطة يؤكد وجود أجهزة إرسال ثابتة ومتحركة تعمل على الأراضي اللبنانية". مؤكداً "انه تم الانتهاء من تفكيك جهاز الباروك عند الساعة السابعة من صباح 16/12/2010، حيث بدأت الجهات الفنية العمل على تفكيك وتشريح المنظومتين وتحديد كيفية عملهما".

 

 

 

واعتبر المصدر "ان هذا الانجاز هو في اتجاهين، الأول، التكتم عن منظومة صنين بقطع الطريق على العدو الصهيوني حتى لا يعمد الى تفجير المنظومة الثانية في الباروك، والثاني، هو اكتشاف وتفكيك المنظومتين وعدم إعطاء اي فرصة للعدو لتفجيرهما أثناء او قبل تفجيرهما كما حصل مع أجهزة كشفت في الجنوب اللبناني".

 

ويرى المصدر المعني بالملف "ان زرع العدو الصهيوني لهذه المنظومات على الأراضي اللبنانية، ناهيك عن كونه عملا عدوانيا مستمرا لأهداف إرهابية خطيرة، فهي ايضاً تأتي في اطار الاستعدادات الاحتلال لتحضير الأرضية لعدوان جديد على لبنان بعد فشل الاعتماد على العنصر البشري في الميدان، وهذا يستدعي تكثيف الجهود لكشف كل هذه الأجهزة الثابتة والمتحركة عبر عملاء (وربما مباشرة من خلال أعمال كوماندوس ليلية) والتي لن يتوانى العدو عن تفجيرها قبل وصول يد الجيش او المقاومة اليها، اذ من غير المستبعد ان يكون دوي الانفجار المجهول المكان الذي سمع اثناء تحليق مكثف للطيران المعادي في اجواء صيدا والزهراني الأربعاء الماضي يأتي في هذا السياق".

وكان صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أمس الاول، بيان جاء فيه أنه "إلحاقا لبيانها السابق والمتعلق بتفكيك منظومتي تجسس وتصوير زرعهما العدو الصهيوني في مرتفعات صنين والباروك، فقد تمكنت الوحدات الفنية في الجيش، في ساعة متقدمة من فجر الخميس من تفكيك المنظومة الثانية في مرتفعات الباروك ونقلها. والمنظومة التجسسية الثانية هي عبارة عن صخرتين مموهتين زرعتا على ارتفاع 1715 مترا، تحوي الاولى جهاز استقبال وإرسال يغطي معظم بلدات البقاع الغربي والاوسط وصولا الى المناطق السورية وعددا كبيرا من بلدات الجنوب وصولا الى حدود فلسطين المحتلة. والجهاز المذكور، إحتلالي الصنع، لديه القدرة على تأمين التواصل بين محطات لاسلكية موجودة على الأراضي اللبنانية وأخرى داخل الأراضي المحتلة.

اما الصخرة الثانية فهي عبارة عن حاوية لعدد كبير من الركائم تكفي لتغذية الجهاز لسنوات عدة. وجددت قيادة الجيش تحذيرها المواطنين من مغبة الاقتراب من اي جسم مشبوه وإبلاغ أقرب مركز عسكري عنه ليصار الى الكشف عليه من قبل الجهات المختصة".