خبر انحباس المطر ثانيةً يثير القلق في موسم جاف

الساعة 07:02 ص|18 ديسمبر 2010

انحباس المطر ثانيةً يثير القلق في موسم جاف

فلسطين اليوم-غزة

عاد الجفاف ثانية ليتصدر أحاديث المواطنين الذين استبشروا خيراً بعد الهطول وانحسار العاصفة الرملية، وتجلى القلق في عيونهم خوفاً من قحط وجفاف يضرب الأرض والإنسان هذا العام.

المواطن يحيى حسونة (39 عاما) يشير إلى أن العاصفة الرملية التي ألمت بالمنطقة أثارت الخوف في قلوب المواطنين، إلى أن تبعتها زخات من المطر هدأت من روعهم قليلاً، لافتاً إلى أن انحباس المطر بعد ذلك واستمرار البرد فقط ولد من جديد الشك في أحوال المطر هذا العام الموشك على الانتهاء.

وأوضح حسونة أن البرد القارس يداهم المواطنين الذين ينتظرون المطر بفارغ الصبر للتخلص من آثار البرد، والاطمئنان الروحي والحياتي، وأعرب عن خشيته من تدهور الأوضاع الناجمة عن التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن الأمراض التي تنتشر في المنازل وتصيب الأطفال بوجه خاص تحتاج فقط إلى هطول المطر ليقتل البكتيريا والفيروسات التي تلوث الهواء.

وكانت أمطار خفيفة بللت شوارع غزة، الأسبوع الماضي، بعد عاصفة رملية ألحقت أضراراً كبيرة في الممتلكات والمزروعات.

وأوضحت المواطنة أم حازم بركات (38 عاما) أنها ترددت على العيادة المركزية في حي الشيخ رضوان في غزة ثلاث مرات، عالجت في كل مرة أحد أطفالها بعد أن ألمت به الأنفلونزا، منوهة إلى أن الطبيب كان يقول لها في كل مرة إن الأجواء السائدة هي السبب، وإن الأمطار هي الحل الأمثل للقضاء على الفيروسات التي تفسد الجو وتسبب وتنقل الأمراض بين المواطنين خاصة الأطفال.

وأشارت إلى أنها لم تدرك في السابق جفافا كالذي حل بالناس هذا العام، موضحة أن الأمطار كانت تسقط على غزة منذ تشرين الثاني على الأكثر، ولم يسبق أن تأخرت فترة كهذه، ما يعني القلق والخوف من عقاب رباني جماعي، انطلاقاً من أن المطر رحمة من الله وخير.

وأكد الشاب أحمد حمزة (24 عاما) أن انعدام المطر خلال الشهر الجاري والماضي خلق تساؤلات كثيرة في قلوب المواطنين، وجعل الكل يتساءلون عن موعد هطوله، منوهاً إلى أنه يسأل نفسه كلما شعر بالبرد عن المطر وكلما رأى الشمس عن الغيوم، وكلما شعر ببوادر الأنفلونزا عن رحمة الله.

وكانت لحقت بالمزارعين هذا العام نكسة العاصفة، ويخشون أن تلحق بهم نكسة أكبر جراء انحباس المطر، وقد أدى ذلك حتى الآن إلى ارتفاع أسعار الخضار والمزروعات إلى الضعف.

محمد ماضي (49 عاما) أحد مزارعي الطماطم وأحد متضمني البرتقال أوضح أن سعر صندوق البرتقال بلغ 30 شيكلا، وتزن نحو 10 كيلو غرامات، لافتا إلى أن سعر الصندوق من البرتقال في الموسم الطبيعي لا يتجاوز عشرة شواكل.

وأضاف أن البرتقال لا يزال أخضر بانتظار الأمطار كي يكتسي اللون البرتقالي ويرتوي بالماء، مشيراً إلى أن الأصفر من البرتقال يبدو جافاً من داخله بسبب قلة الأمطار وعدم ارتوائه هذا العام.

ولفت إلى أن المزروعات بشكل عام تقتل وتموت جراء البرد والعواصف في حين تروي وتنمو في ظل الأمطار الطبيعية، مضيفا أن انحباس المطر هذا العام ألحق أضراراً كبيرة في المزروعات بشتى أصنافها، وبالتالي رفع أسعار المنتج وكبد المزارعين خسائر إضافية.

وتمنى المزارع أبو أحمد الهليس ألا يطول انحباس المطر أكثر من ذلك وأن تنتهي موجة البرد والمرض، مشيراً إلى أن العواصف والبرد والثلوج هي من تقتل المزروعات، أما المطر فمهما كان شديداً تبتلعه الأرض الزراعية وخزان المياه الجوفية، ولا يشكل خطراً كما جفافه وقحطه.

ورغم أن المطر طال انتظاره لا تزال الدعوات هي الأمل الوحيد والرابط الأخير بين المتهجدين وإرادة السماء!