خبر افتتاحية القدس العربي: حان وقت المصالحة الفلسطينية

الساعة 05:18 ص|18 ديسمبر 2010

افتتاحية القدس العربي: حان وقت المصالحة الفلسطينية

فلسطين اليوم-وكالات

أكدت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها اليوم أن قرار الكونغرس الامريكي بعدم تأييد قرار صادر عن مجلس الامن الدولي يدين سياسة استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، يكشف مدى الانحياز الامريكي لمثل هذه السياسة التي نسفت العملية السلمية من جذورها، وجعلت من حل الدولتين الذي تريد التوصل اليه في نهاية المطاف مجرد سراب.

هذا القرار لم يكن مفاجئا، فاللوبي الصهيوني يسيطر بالكامل على الكونغرس ويوجه قراراته، من خلال انشطة مكثفة تقوم على اساس مكافأة العضو الذي يتبنى المطالب الاسرائيلية، وتهشيم اي عضو يعارضها من خلال دعم المنافسين له في الانتخابات التشريعية.

وكان من الطبيعي ان تدين السلطة الوطنية الفلسطينية هذا القرار لانه سيشجع الحكومة اليمينية الاسرائيلية المتطرفة على مواصلة بناء المستوطنات والوحدات السكنية للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس.

وتضيف: السؤال هو حول الخطوات التي يمكن ان تلجأ اليها السلطة الفلسطينية والدول العربية الاخرى في مواجهة هذا الموقف الامريكي على الصعيدين الداخلي والخارجي.

لجنة متابعة مبادرة السلام العربية قررت الذهاب الى مجلس الامن الدولي لاصدار قرار بادانة الاستيطان، حتى لو استخدمت الولايات المتحدة حق النقض 'الفيتو' لمنع صدوره، ولكن التحرك بطيء جدا في هذا الاتجاه.

وترى الصحيفة، أن الامر يتطلب حملة دبلوماسية عربية مكثفة في العواصم العالمية، واطلاق انتفاضة العصيان المدني في الاراضي العربية المحتلة لدعم مثل هذه الحملة وجذب اهتمام الاعلام العالمي.

وتشير القدس العربي إلى أن الدول العربية تملك العديد من الاوراق في هذا الصدد، فالولايات المتحدة التي تواجه هزائم شبه مؤكدة في كل من العراق وافغانستان، وتعمل على فرض حصار اقتصادي محكم على ايران هي بحاجة ماسة الى الدعم العربي باشكاله كافة.

فماذا لو قالت دول عربية نافذة، مثل المملكة العربية السعودية والامارات، بانها لن تلتزم باي حصار ضد ايران طالما ان الادارة الامريكية ترضخ للاملاءات الاسرائيلية بالتخلي عن طرح شرط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وتخلص إلى أن رئيس السلطة محمود عباس مطالب هو الآخر بالتحرك لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل ايضا، والاستعداد للاقدام على الخيارات اللازمة للتصدي للاحتلال الاسرائيلي بعد انهيار العملية السلمية التي راهن عليها طوال السبعة عشر عاما الماضية.

وتنهي الصحيفة افتتاحيتها بأنه صحيح ان عباس تصالح مع السيد فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية، وهي خطوة جيدة، ولكن لا بد من السير خطوات اكبر في هذا الاطار واجراء مصالحة مع حركة 'حماس' على ارضية مقاومة الاحتلال، والوقت بات ملائما جدا لهذه الخطوة.