خبر فشلت المفاوضات.. والنصر لمشروع المقاومة ..أ. د. سليمان صالح

الساعة 10:45 م|17 ديسمبر 2010

فشلت المفاوضات.. والنصر لمشروع المقاومة ..أ. د. سليمان صالح

العاقل من يرى سير الحوادث فيعتبر ويتعلم ولا يلدغ من جحر ألف مرة فيسرى السم في رأسه ليشل قدرته على التفكير.

 

والفلسطينيون يقولون إن الذي يجرب ما جربه الناس فإن عقله خرب، وأنا أضيف إلى ذلك أنه أحمق... فهو يعرف تماماً أنه سيفشل ولكنه يصر على الفشل.

 

وتلك الحقيقة تتضح من دراسة سير المفاوضات مع "إسرائيل" منذ عام 1977... وكل المفاوضين الفلسطينيين يعلمون أن "إسرائيل" لم تكن تنوي أن تتقدم خطوة بعد أوسلو... وأنها لن تعطي الفلسطينيين شيئاً... وكل ما تريده من وراء تلك المفاوضات أن تغرق السلطة الفلسطينية في الوهم، وتحافظ على الوضع الراهن، وتستخدم الجهاز الأمني الفلسطيني الذي تريده السلطة لضرب المقاومة وحماية أمن "إسرائيل".

 

ولقد ظهرت الحقيقة واضحة وهي أن تلك المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة لن تحقق لشعب فلسطين هدفاً أو تعيد لهم حقاً. وأن المفاوضات قد فشلت والاستمرار فيها عبث.

 

وظهور تلك الحقيقة يشكل انتصاراً لمشروع المقاومة الذي يظل هو الأمل الوحيد... وهذا المشروع ينتقل من نصر إلى نصر رغم كل الظلم والحصار.

 

ومن شاهد احتفال أهل غزة بانطلاقة حماس يجد تلك الحقيقة واضحة ومشرقة وساطعة ومضيئة.

 

لقد خرج أهل غزة يرفعون راياتهم الخضراء ويعبرون عن إصرارهم على المقاومة وتمسكهم بثوابت القضية.

 

إن هذا المشهد وحده يشكل رعباً ل"إسرائيل" يفوق كل ما تعرضت له "إسرائيل" من هزائم.

 

هذا المشهد سيكون له تأثيره على مستقبل الصراع الذي سيستمر حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين.

 

ترى هل يمكن أن تواجه "إسرائيل" شعباً يصر على تحرير أرضه، ويؤمن أن المقاومة هي طريقه الوحيد للحرية والتحرير؟!.

 

هذا الشعب الذي خرج ليعلن بوضوح تلك الحقيقة تعرض لعملية ظلم عالمي عانى خلالها التجويع والحصار وواجه عدواناً استخدمت فيه "إسرائيل" كل الأسلحة المحرمة، ودمرت بيوتهم فوق رؤوسهم... لكنه لم يخضع أو يضعف بل ازداد قوة، وخرج ليؤكد إصراره على مشروع المقاومة.

 

ووقف إسماعيل هنية يمثل كل ما اختزنته الشخصية الإسلامية الحضارية عبر القرون من رجولة وقوة وعزة وإيمان وإصرار... وقف يشير بأصبع الشهادة كأنه يتحدى به "إسرائيل" وطواغيت العالم. ليؤكد على التزام المقاومة بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ومن رأس الناقورة حتى رفح.

 

ثم يعلن بكل قوة رفض المقاومة القاطع للاعتراف ب"إسرائيل". ويعلن أنه لو أجريت انتخابات حرة فإن فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس سوف تفوز بنسبة أكبر مما فازت به في الانتخابات السابقة حتى في الضفة الغربية.

 

ومن الواضح أن المقاومة قد قرأت معطيات الواقع بشكل صحيح وتفاعلت مع هذا الواقع واستفادت منه، وأنه لا تعيش في الخيال.

 

فالقراءة الحقيقية للواقع تؤكد أن شعب فلسطين قد مل عبث المفاوضات وأنه ازداد وعياً وخبرة نضالية، وأن تجاربه الإنسانية تشكل له ثروة قد تكون أهم من كل الأسلحة المتقدمة التي أعطتها أمريكا ل"إسرائيل"، وأن هذه الخبرة والتجارب قد أقنعت شعب فلسطين أن المقاومة وحدها هي التي يمكن أن تحرر الأرض.

 

والقراءة الحقيقية للواقع تؤكد أن "إسرائيل" تضعف بالرغم من كل الاستكبار والغرور والحماقة الناتجة عن الشعور بالقوة.

 

ومن الواضح أن المقاومة قد قرأت الواقع بكفاءة، فازداد خطابها قوة فقد أصبحت تدرك أن الحصار سوف ينكسر، وأن استمرارية هذا الحصار سيزيد السخط على "إسرائيل" وعلى الطغاة الذي يشاركونها في فرض الحصار.

 

أما الذين يصرون على خيار المفاوضات فإنهم لم يقرأوا الواقع بشكل صحيح، رغم أن الحقائق تؤكد أن خيار السلام لم يعد واقعياً، فقد أعمى غرور القوة "إسرائيل"، وأوباما رئيس عاجز لا يستطيع أن يحق حقاً والعرب عاجزون حتى عن إدارة المفاوضات.

 

لذلك وقف إسماعيل هنية يعبر عن مشروع المقاومة بقوة المنتصر يتحدث بكل رجولة وشجاعة أمام أكثر من مليون من شعبه... فهل هناك قائد في هذا العالم يستطيع أن يخاطب كل هذا العدد من شعبه... وهل هناك قائد يتمتع بحب شعبه مثل هنية!.

 

كانت قناة الأقصى تنقل مشاعر شعب فلسطين، والتقت بامرأة فلسطينية مسنة قالت بكل بساطة وعفوية وصدق لأبطال حماس: يارب تكونوا رؤساء لكل الدول الإسلامية... فقلت بكل صدق: الله يتقبل دعاءك يا حاجة ويومها سيهرب كل اليهود من فلسطين دون حرب!.

 

صحيفة الشرق القطرية