خبر حاخامات بلا إله.. هآرتس

الساعة 10:08 ص|17 ديسمبر 2010

بقلم: شولاميت ألوني

(المضمون: سلوك رجال الدين اليهود مخالف لأساسيات التصور الصهيوني ولأساسيات الكتاب المقدس ايضا - المصدر).

ثمة وثيقتان تأسيسيتان تُعلماننا ما هي ماهية دولة اسرائيل وصبغتها. الاولى معلومة معروفة وهي "وثيقة الاستقلال"، التي تُدرس في المدارس وتُعلق في مؤسسات السلطة كي يعرفها ويعلمها الجميع. والوثيقة التأسيسية الثانية هي الخطوط الأساسية للحكومة المنتخبة الاولى التي تم قبولها من اعضاء الكنيست الاولى بالاجماع في 11 آذار 1949. كان يشارك في الحكومة الاولى حزب العمل (مباي في ذلك الوقت) وكتلة "الجبهة الدينية الموحدة"، التي وحدّت الاحزاب المتدينة الاربعة: همزراحي وهبوعيل همزراحي واغودات يسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل، التي انتُخبت للكنيست الاولى في قائمة واحدة فازت بـ 16 نائبا.

يتناول الفصل الاول من الخطوط الأساسية المسؤولية المشتركة لجميع الاحزاب أي الحكومة وقراراتها، أما الفصل الثاني فقد جاء ليضمن: "الحرية والمساواة والديمقراطية". وهذه هي الامور التي تقررت فيه:

"في القانون الذي يؤسس النظام الديمقراطي والجمهوري في دولة اسرائيل، ستُضمن المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات لجميع مواطنيها بلا فرق دين وعِرق وشعب. وتُضمن حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والثقافة. وتتم مساواة كاملة خالصة للمرأة، والمساواة في الحقوق والواجبات في حياة الدولة والمجتمع والجهاز الاقتصادي في جميع القوانين. وتوجد حرية التنظيم وحرية التعبير الشفهي والمكتوب – مع الحفاظ على أمن الدولة وحريتها واستقلالها، ومع الاحترام لحقوق الغير".

الى هنا من الخطوط الأساسية للحكومة المنتخبة الاولى التي تم قبولها بالاجماع في جلسة الكنيست العامة. وثيقة جميلة وإن لم يكن من السهل البسيط أن يُضمن للنساء "مساواة كاملة خالصة في الحقوق والواجبات في حياة الدولة والمجتمع والجهاز الاقتصادي وجميع القوانين". لم يكن بسيطا وسهلا لكننا نجحنا بقدر كبير، في سن القوانين ودفع النساء الى الأمام وتوسيع ثقافتهن ومشاركتهن. وهن الآن لسن أقل من الرجال في قدرتهن الذهنية وثقافتهن وشغل المناصب الوطنية.

وهنا في المدة الاخيرة انقض علينا عار وتطرف الرجال الحريديين على اختلافهم، الذين تعاونوا مع حاخاماتهم القدماء على تحقير النساء وإبعادهن عن شرائع التوراة: العار عند حائط المبكى، والتحقير مع واجب دخول الحافلات من الباب الخلفي، والجلوس بعيدات عن عائلاتهن. فهم يرون ان بنتا في السابعة ايضا تُعد امرأة يجب عليها أن تجلس في مؤخرة الحافلة.

الآن يُبعد الرجال الحريديون انفسهم النساء عن الأرصفة في شوارع المدينة من اجل "ذوي الملابس السوداء"، وسلوكهم كله عار كبير على اسرائيل. انهم يقولون في نفاق قبيح انهم يسلكون بحسب أوامر التوراة. هذا كذب وبُهتان. انهم يُشنِّعون على أوامر التوراة وخلق الله. انظروا الى الاصحاح الاول من سفر التكوين الآيتين 27 – 28: "فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: أثمِروا واكثُروا واملأوا الارض وأخْضِعوها". وبذلك فان الذكر ليس أفضل من الأنثى، فكلاهما خُلق على صورة الله.

لكن الامر أخطر. فهم يُحقِّرون الله بتحقير المرأة وإبعادها وإذلالها لانه خلقها وباركها وحكمها كحكم الرجل. فكلاهما بمنزلة "انسان"، خُلق على صورة الله. افتحوا الاصحاح الخامس من سفر التكوين الآيتين أ و ب، واقرأوا بصوت عال: "هذا كتاب مواليد آدم، يوم خلق الله الانسان. على شبه الله عمله. ذكرا وأنثى خلقه، وباركه ودعا اسمه آدم يوم خُلق".

هل يعمل الحاخامات الذين يشتمون والطلاب المتدينون الطُفيليون الذين يُذلون النساء ويستغلون قدرتهن على العمل صادرين عن اوامر التوراة؟ توراة من؟ أهي التوراة الواردة في الكتاب المقدس أم توراة الحريديين الذين يعيشون على حساب الجمهور وعلى حساب نسائهم اللاتي يُرمين الى مؤخرة الحافلة وحاشية الرصيف. لن يقنعني شيء ولن يقنع النساء مثلي بأن الحاخامات الشاتمين مثل الحاخام الكبير من شاس، هم آدميون خُلقوا على صورة الله أكثر آدمية من النساء العاملات الكاسبات اللاتي يُقمن عائلات ويُوسعن ثقافة الاولاد والفتيان والفتيات.

يجدر أن نفكر في العار الذي ينمو عندنا، وكله قائم على الصلف الخالص والكبر والكسل الذي لا ينتهي. على كل حال صورة الله غير موجودة فيمن يحتقر النساء اللاتي خُلقن جميعا على صورة الله.