خبر اعتراف سكينة -يديعوت

الساعة 09:07 ص|16 ديسمبر 2010

اعتراف سكينة -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

المضمون: قضية سكينة، ابعاد متقي والخطة الاقتصادية ترتبط الواحدة بالاخرى. عندما يتمترس الرئيس، فانه يأخذ بالقوة القانون في يديه. فهو يريد الهدوء وهو ينكب على النووي - المصدر).

بوازع من يرغب بالتلصص التصقت بالبث الكامل (25 دقيقة) لـ "الاعتراف" الذي أدلت به سكينة اشتياني، المحكومة بالموت الاكثر شهرة في ايران. ولمن لديه معدة قوية، فليبحث عن آخر الانباء على الطراز الايراني.

مذهل (وفظيع) الاكتشاف بان قناة التلفزيون (بالانجليزية وليس صدفة)، تحصل على الاذن باخراج البائسة من زنزانة العزل لتعيدها الى بيتها، لخلق وهم للحظة وكأنهم قرروا فجأة تركها لحالها. وحتى عندنا لم يهبطوا الى مستويات دنيا كهذه من حق الجمهور في المعرفة.

ولكن لحظة، العقل الشيطاني لايات الله لا يتوقف عن العمل. ومثل الرجل الالي الذي ضغطوا لديه على زر خفي، سكينة "اعادت تصوير" كيف صفت زوجها. وفي دور الزوج ولن تصدقوا، يلعب ابنها، سجاد. المخرج أنامه على السرير، وأمه غرست فيه أبرة سميكة مع مواد مخدرة حتى فقدان الوعي.

على وجه سكينة كان يسود سيماء الهدوء. وكأن النصوص التي كتبت لها ستؤدي بها أخيرا الى المحطة الاخيرة. وبعد الفيلم الذي تقشعر له الابدان، يمكن للمحكومة بالاعدام ان تبدأ بعد الساعات وتمزيق الشعر.

06:00 في الصباح، هذه ساعة الشنق. 388 بائس اعدموا هذه السنة في ايران. 10 آخرون – حتى اشعار آخر ينتظرون دورهم، وسكينة هي احداهم.

حتى الان ليس واضحا ما هي خطيئتها الحقيقية. قبل خمس سنوات اعتقلت بتهمة الزنا. وبعد سلسلة من التعذيب التي لا نتمناها الا لاشد اعدائنا نذالة وقعت على "اعتراف" وتلقت، امام ناظر ابنائها، 99 جلدة، حزت على جسدها ندبا دامية.

وما أن شفيت، حتى فتح ملفها من جديد. والان تجادل خمسة قضاة اذا كانت "الزانية" تستحق العبوبة الفظيعة للرجم حتى الموت. اثنان طالبا باغلاق القضية، ولكن ثلاثة اصروا. وهذا ليس كافيا لهم: فقد ارسلت "دعوة" حتى الى الابن سجاد للمشاركة في رجم امه. 400 الف نسمة في ارجاء العالم وقعوا على عريضة احتجاج ضد الرجم، كارلا برومي، التي ثارت هي ايضا، نالت لقب "المومس" ولكن في طهران تذكروا مع ذلك بان قانون الرجم قد الغي.

وعندها قرر من يقرر بانه يجب توثيق حبل المشنقة حول رقبة سكينة. فجأة تذكروا بانها قاتلة أيضا، إذ شاركت في الاعداد لتصفية زوجها. في المرحلة الاولى حكموا عليها بعشر سنوات سجن، ولكن بعد نحو سنة استبدلوا الحكم بالشنق.

كل محاولات المحامين الايرانيين لسكينة انتهت بالمآسي: الاول، مصطفى، نزل الى تحت الارض وهرب. زوجته اعتقلت كرهينة، وليس صعبا التخمين ماذا يفعل السجانون بجسدها الى أن يمتثل زوجها للتحقيق. المحامي الثاني، كيهان، زج به في السجن مع سجاد، ابن سكينة. في نظر آيات الله فهما خائنان.

حتى لو اقامت سكينة علاقات جنسية خارج الزواج، وحتى لو تعاونت مع القاتل، فانه نفسه يتجول حرا. في فيلم اعادة التمثيل تروي كيف تلقت تعليمات من شخص ما، عصام ماهري، الذي صدم زوجها بالكهرباء حتى الموت. إذن اين القاتل الحقيقي؟ حتى شعرة من شعر رأسه لم تسقط. قبل اسبوعين استدعي هو لان يكون بين جمهور المحتفلين في احتفال الشنق لسكينة. المكان: ساحر قسم النساء في سجن تبريز. الموعد: لم يتقرر بعد.

المفاتيح توجد في يد احمدي نجاد. هو الذي يقرر اذا كانت سكينة سترفع الى شجرة، أم انه ستعتوره فجأة موجة من الرحمة. ولكن في هذه الاثناء الرئيس الايراني مشغول. أول أمس أطاح بوزير خارجيته، منوشهر متقي في منتصف زيارة عمل في السنغال. وفي الايام القريبة القادمة سيكون منشغلا أكثر من ذلك بفرض القرارات الاقتصادية المتشددة الجديدة التي ستدخل ملايين الايرانيين الى دائرة الفقر والبطالة.

قضية سكينة، ابعاد متقي والخطة الاقتصادية ترتبط الواحدة بالاخرى. عندما يتمترس الرئيس، فانه يأخذ بالقوة القانون في يديه. فهو يريد الهدوء وهو ينكب على النووي.