خبر محللون: واشنطن توجه ضربة جديدة لـ« سلطة المفاوضات » وتؤكد انحيازها للكيان

الساعة 08:57 ص|16 ديسمبر 2010

محللون: واشنطن توجه ضربة جديدة لـ"سلطة المفاوضات" وتؤكد انحيازها للكيان

فلسطين اليوم – الاستقلال-  ثابت العمور

كما كان متوقعا فقد أعلنت الإدارة الأمريكية، بداية هذا الأسبوع فشلها رسمياً في الضغط على"تل أبيب" لإقناعها بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، وقد أبلغت السلطة الفلسطينية رسميا بذلك، مما دفع الأخيرة للتلويح باللجوء لخيارات جديدة كان يتقدمها الإعلان عن الدولة الفلسطينية والسعي من أجل تحصيل اعتراف دولي بذلك، إلا أن هذا الخيار اصطدم بالرفض الأمريكي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما شكل بدوره ضربة غير مسبوقة لكل المراهنين على الدور الأمريكي المنحاز بالمطلق لكيان العدو الصهيوني.

فكيف يقرأ المراقبون على الساحة الفلسطينية دلالات هذا الموقف الأمريكي وتداعياته؟، وكيف ستتعامل سلطة المفاوضات في رام الله معه؟، وما هي بدائلها التي طالما لوّحت بها؟!، وما هي حظوظ الاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية" في ظل الرفض الأمريكي لهذه الخطوة؟، وهل هناك أي مستقبل لعملية التسوية في ظل هذه الظروف وتلك المعطيات؟، هذه التساؤلات وغيرها.. طرحتها "الاستقلال" على ثلة من المحللين السياسيين والكتاب الصحافيين، وخرجت بالتقرير التالي.

الوحيد والأوحد!

الكاتب والمحلل السياسي هيثم أبو الغزلان، أكد بأن الموقف الأمريكي شكّل ضربة قوية للمفاوض الفلسطيني الذي لا يرى بديلا عن خيار "السلام الإستراتيجي الوحيد"، سوى خيار "السلام الإستراتيجي الأوحد" ولا ملجأ من واشنطن إلا إليها!. على حد قوله.

وأشار أبو الغزلان إلى أن الإعلان الأمريكي يؤكد عمق العلاقات الإستراتيجية والمؤسساتية بين "إسرائيل" وأمريكا، لاسيما في أعقاب رفض الأخيرة إعلان كل من البرازيل والأرجنتين اعترافهما بـ"الدولة الفلسطينية" في حال أعلن عنها.

وفيما يتعلق بخيارات السلطة وتلويحها بوقف التنسيق الأمني أشار أبو الغزلان بأن هذا أمر معقد وأنه لا توجد إرادة حقيقية لوقف هذا التنسيق حاليا. وأضاف أبو الغزلان بأن القبول باستئناف المفاوضات دون تحقيق شروط مسبقة وضعتها السلطة لا يعني إلا القبول بالاستيطان وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، وضم المقدسات والقبول العلني بكل الجرائم التي يرتكبها الكيان، وإقرارا رسميا بشرعية وجواز هذا الإجرام.

وفيما يتعلق بتلويح السلطة وقف التنسيق الأمني مع الكيان، أكد أبو الغزلان أن السلطة لا تجرؤ على الإقدام على مثل تلك الخطوة، مشيرا إلى أن ممارسات السلطة على الأرض لا يدل على صدق تلك النوايا، وهو ما يعني أن إنجاز ملف المصالحة لا زال بعيد المنال.

ويشار هنا إلى أن المحادثات بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال قد توقفت بسبب رفض الأخير تجديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.وكان مسئول أمريكي رفيع المستوى قال مؤخرًا: "إن واشنطن لن تسعى بعد الآن لتجميد الاستيطان الإسرائيلي كي تُستأنف محادثات الشرق الأوسط المتوقفة"، مؤكدًا أنها ستنهي كل الاتصالات الرامية للوصول إلى وقف آخر للاستيطان.

مفاعيل كثيرة

أما د. سميح شبيب -أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية-، فيرى بأن الإعلان الأمريكي عن فشل الضغط على "إسرائيل" لتجميد الاستيطان سينعكس على وضع الإدارة الأمريكية في الداخل والخارج، مؤكدا أن "هذا الموقف يدلل على هشاشة إدارة أوباما وعدم مقدرتها على حسم مواقفها، والإيفاء بوعودها والتزاماتها؛ ما أفقدها مصداقيتها على صعيد منطقة الشرق الأوسط التي باتت تدرك أن الأمور قد وصلت إلى طريق مسدود.

ودعا شبيب السلطة الفلسطينية إلى الاستفادة من الوضع الراهن بالتمسك بموقفهم الرافض للعودة لأي مفاوضات قبل تجميد الاستيطان، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التغيرات على مستوى المنطقة والعالم في حال عجز الإدارة الأمريكية عن اتخاذ أي موقف ضد كيان الاحتلال.

وشدد شبيب على ضرورة تحقيق مصالحة فلسطينية لتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، وقال: "لم يحدث في تاريخ أي حركة تحرر أن انتصرت أو استقلت وهي منقسمة على نفسها".

حراك وهمي!

بدوره أشار الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، إلى أن "واشنطن ستستمر في جهدها لإطلاق العملية التفاوضية لكن دون إحداث أي تقدم يُذكر، فالجهد الأمريكي الحالي والمرتقب يرمي إلى إحداث حالة من الحراك والدوران في حلقة مفرغة، للإيحاء بأن عجلة المفاوضات مستمرة".

وعن خيارات السلطة الفلسطينية التي ما فتأت تلوّح بها، أشار حبيب بأنها "خيارات غير جدية وغير فاعلة ولا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ"، مضيفا بأن الوضع العربي لا يسمح بهذه الخيارات. وأوضح بأن الموقف العربي واجتماع لجنة المبادرة العربية المقبل سيقف أمام هذه الخيارات التي تلوح بها السلطة، مشيرا إلى أن عدم جدية النظام العربي وتراجعه وضعفه من أهم الأسباب التي أوصلت العملية التفاوضية إلى ما هي عليه الآن، إلى جانب تراجع أي ضغط أمريكي حقيقي على "إسرائيل".

وعن اعتراف كل من البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية، أشار حبيب بأنه في العام 1988 اعترفت كل دول العالم بالدولة الفلسطينية، ورغم ذلك هذه الاعترافات لم تمنع استمرار الاحتلال، وقال حبيب: "لا زال المجتمع الدولي قاصرا وعاجزا عن تنفيذ قراراته"، موضحا بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو ذو قيمة معنوية فقط.