خبر الصبية بالقدس يمارسون لعبة خطرة مع شرطة الاحتلال

الساعة 06:59 ص|16 ديسمبر 2010

الصبية بالقدس يمارسون لعبة خطرة مع شرطة الاحتلال

فلسطين اليوم-وكالات

في قلب المنطقة المضطربة بالقدس يغامر الصبية الفلسطينيون بالإقدام على لعبة خطرة.. رشق سيارات اليهود بالحجارة.

في حي سلوان المضطرب بالقدس الشرقية تتجه مجموعة من الصبية إلى جانب الطريق ويندفع الصبية فجأة إلى الشارع لإلقاء الحجارة على السيارات الصهيونية المارة خاصة السيارات التي تخص المستوطنين.

ويبدو أن هؤلاء الصبية لا يدركون الخطر الذي تنطوي عليه مغامرتهم سواء على أهدافهم أو على أنفسهم. كما يستفزون قوات الاحتلال.

وتقول الشرطة إنها سجلت أكثر من ألف حادث من هذه الحوادث على مدى 12 شهرا في مؤشر على تزايد الهجمات عن السنوات السابقة ونصحت اليهود بتجنب القيادة في الشوارع الضيقة للحي الى أن تتمكن من وضع نهاية للعنف.

لكن جماعة 'بتسيلم' الصهيونية لحقوق الإنسان اتهمت في تقرير هذا الشهر الشرطة بالتصرف بشكل غير مشروع من خلال القبض على قاصرين من منازلهم ليلا لاستجوابهم. ونفت الشرطة هذه الاتهامات وقالت إن عليها أن تفرض القانون.

ورغم عدم وجود رايات أو ملصقات أو شعارات سياسية وراء مثل هذه المواجهات إلا إن سعي الصبية لإبداء الشجاعة يشير إلى أنه حتى القاصرون يشعرون بأنهم لابد أن يواجهوا 'قوة الاحتلال'.

وكان نحو 500 مستوطن قد انتقلوا إلى حي سلوان في السنوات الأخيرة مما أثار غضب السكان الفلسطينيين البالغ عددهم 60 ألفا.

وسرعان ما أدرك الصبية الواقع السياسي والاجتماعي الخطير من حولهم. وهم يتحدون بعضهم بعضا للاقتراب من أهدافهم.. لكنهم على الأرجح ليسوا على دراية كاملة بالمخاطر.

فالشرطة مسلحة بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصدمة وإذا شعرت بالتهديد فإنها مزودة بالأسلحة النارية. كما أن قادة السيارات المستهدفين يمكن أن يردوا على الهجوم أو يفقدوا السيطرة على سياراتهم أثناء القيادة.

في أيلول (سبتمبر) قتل حارس امني صهيوني يعمل في مستوطنة يهودية صغيرة بالرصاص فلسطينيا من سكان المنطقة بعد أن قال إنه تعرض لهجوم من شبان يلقون الحجارة. وأدى هذا الحادث إلى أعمال شغب في أنحاء القدس الشرقية استمرت عدة أيام.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) تصاعدت التوترات مرة أخرى بعد أن قاد أحد زعماء المستوطنين في سلوان سيارته مندفعا وسط مجموعة من الصبية الذين يلقون الحجارة واتجه إلى أحد الصبية الذي طار فوق السيارة من شدة التصادم ثم سقط على الأرض لكن المستوطن قال لاحقا إنه فقط أصيب بالذعر.

وأصبح القبض على القاصرين امرا شائعا لكن الآباء لم يقوموا بجهود تذكر لمنع أبنائهم من القيام بمثل هذه الأعمال.

وأصبح هذا الجيل الجديد من الشبان هو السائد في سلوان. ففي حين تهرول الفتيات في مثل هذه السن عائدات إلى منازلهن يرفع الصبية أصابعهم ملوحين بعلامة النصر وهم يهتفون 'الله أكبر' بينما يرشقون أهدافهم بالحجارة.

وعندما تظهر الشرطة تزداد الأحداث سخونة .. ويبدأ الصبية في إحراق صناديق الورق المقوى والإطارات القديمة.

تقول 'بتسيلم' إن الشرطة احتجزت 81 قاصرا على الأقل في العام المنصرم بعد اشتباكات في الشوارع وتتهم السلطات بخرق القانون بتكبيل أيدي القاصرين وإنها كانت تكتفي فقط بإخطار الآباء بعد استجوابهم.

يقول محمد منصور (13 عاما) إنه ألقي القبض عليه بعد أن أرسلته والدته لشراء بعض المشتريات وإنه سار وسط حشد من الصبية الفلسطينيين الملثمين الذين كانوا يرشقون المستوطنين اليهود بالحجارة.

وأضاف 'في طريقي إلى المنزل.. فجأة أمسك بي رجال من الخلف. رأيت جنودا يقتربون لذلك أدركت أن هؤلاء الرجال من أفراد الشرطة السرية' الصهيونية.

ويقول محمد إنه اقتيد إلى سيارة ومعه صبية آخرون ألقي القبض عليهم وإنهم تعرضوا للضرب والركل والسب وتم تكبيل أيديهم وعصب أعينهم.

ويقول أيضا إن شرطيا صوب المسدس إلى رأسه 'وقال لي إني لو فعلت أي شيء فسوف يطلق علي الرصاص'.

وفي السنوات الأخيرة تحاول شرطة الاحتلال تجنب استخدام القوة المميتة في القدس وهي واحدة من مناطق المشتعلة التي لها حساسية بالغة في الصراع العربي الصهيوني.

لكن نعما باومجارتن شارون الباحثة في بتسيلم قالت إنه استنادا إلى عشرات الشهادات فإن الشرطة تستخدم العنف مع القاصرين.

وقالت 'كون الأطفال مشتبها بهم في مخالفة القانون لا يعني السماح للشرطة بانتهاك القانون في التعامل معهم'.

وسن المسؤولية الجنائية في كيان الاحتلال هو 12 عاما.

لكن 'بتسيلم' تقول إن شرطة القدس لابد أن تلتزم بالقانون الصهيوني الخاص بالقاصرين الذي يكفل معاملة خاصة لمن هم دون 14 عاما أثناء الاعتقال والاستجواب والحكم ويضمن وجود أحد الوالدين.

لكن بتسيلم تقول إن المعاملة التي يلقاها الصبية الفلسطينيون من مخالفي القانون الصهيوني تتناقض مع الرأفة التي يتم التعامل بها مع المستوطنين لدى انتهاك القانون فيما يتعلق بالعنف.

وعندما طلب منه التعقيب على الاعتقالات التي يقوم بها أفراد الشرطة السرية ليلا قال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم شرطة الاحتلال إنه في حال تعرض رجال الشرطة للخطر في أي مكان فإنهم يقومون بمداهمات أثناء الليل ويستخدمون أفرادا متخفين.

وقال 'شرطة الاحتلال تلقي القبض على الصبية والمراهقين من كل الأعمار الذين يشاركون في اضطرابات'.

وأضاف 'أي شخص يخالف القانون سيجري اعتقاله واستجوابه' وقال إن عملية الاستجواب يجري تصويرها بالفيديو ودائما ما يرافق أحد الوالدين القاصر.

وتقول عايدة والدة محمد إن شرطة الاحتلال اعتقلت ولديها الصغيرين رائد (10 سنوات) وعمران (8 سنوات) خلال العام المنصرم.

وتابعت 'ألقوا القبض على ثلاثة من أبنائي.. اثنان بواسطة أفراد الشرطة السرية بينما أخذوا الصغير من المنزل'.

الآن تحمل شرطة الاحتلال الآباء المسؤولية لضمان عدم مشاركة أبنائهم في أي أعمال شغب بسلوان.

تمكنت عايدة من استصدار قرار بالإفراج عن محمد بعد التوقيع على تعهد يلزمها بدفع خمسة آلاف شيقل (1300 دولار). وإذا تم ضبطه في أي مخالفة أخرى فسيتعين على والديه دفع المبلغ وهو ما لا يقدرون عليه.

وقال محمد 'كنت أذهب لألعب كرة القدم بعد المدرسة... الآن أعود إلى البيت مباشرة'.