خبر السيد نصرالله: مشروع « إسرائيل » الكبرى انتهى بفضل المقاومة في لبنان وفلسطين

الساعة 07:55 م|15 ديسمبر 2010

السيد نصر الله: ميزة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين أنها تقرأ جيداً

العنوان الأخطر لمشروع الفتنة الصهيونيية هو موضوع السنة والشيعة

 فلسطين اليوم- بيروت

أطل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء اليوم في الليلة الأخيرة من ليالي عاشوراء وذلك في مجمع سيد الشهداء بضاحية بيروت الجنوبية.

وأكد الأمين العام لحزب الله في كلمته أنه وفي 25 أيار / مايو عام 2000 دُقت المسامير الأخيرة في نعش مشروع "إسرائيل" الكبرى، مشدداً على أن المشروع انتهى بالصمود والتضحيات والمقاومة.

وأوضح نصر الله، أن المشروع انتهى لأنه ثبت عجز الصهاينة عن تحقيقه ومؤكداً أن الأساس هو حركة المقاومة الفلسطينية، وحرب 1973 وصولاً إلى انطلاقة المقاومة في لبنان التي انتهت بانتصار عام 2000 وخروج "إسرائيل" من لبنان ذليلة بلا أي مكاسب.

وشدد السيد نصر الله، على أن "إسرائيل العظمى" التي يهابها الجميع قد انتهت وأشار إلى أن الذي أجهز عليها هو انتصار المقاومة عام 2006 وانتصار أهل غزة على العدوان على غزة بعد ذلك.

كما وأوضح أن صورة "إسرائيل" التي تخيف المنطقة لم تعيد تخيف الأطفال، فـ"إسرائيل" لم تعد تستطيع فرض شروطها ولا حتى إعلان الحرب، مشيراً إلى أن هذان انجازان للمقاومة ومن معها.

واعتبر الشيخ نصر الله، أن من كان في المعسكر الآخر هو شريك بالخسارة وفي حرب تموز/يوليو مشيراً إلى أن هناك من أسودت وجوههم كما وجه أولمرت، وبرغم كل المساندة الدولية وبعض الاقليمية للعدو سقطت هذان المشروعان.

السيد نصر الله اعتبر أن هذا الأمر لا يعني أن "إسرائيل" باتت هزيلة ويمكن إزالتها، مؤكداً أن "إسرائيل" لا زالت دولة تملك العديد من عناصر القوة، ولكن لم تعد تلك "إسرائيل" التي تخطط لـ"إسرائيل كبرى وعظمى" ولم تعد تستطيع القيام بما تريد في المنطقة، وأشار في هذا الإطار إلى أن "إسرائيل" تسعى لإعادة بناء قوتها وتصحيح أوضاع جبهتها الداخلية.

وتحدث سماحته أن الأخطر من ذلك أن "إسرائيل" ونتيجة الأوضاع المستجدة أخذت منحاً متسارعاً باتجاه تهويد فلسطين، أي إعلان "إسرائيل" دولة يهودية والإجراءات على موضوع الجنسية، والتهديد الذي يواجه عرب 48، تدمير المدارس والمساجد في النقب وغيرها. وتحدث أيضا السيد نصرالله عن الفتاوى التي يصدرها الحاخامات لمنع تأجير البيوت للعرب والذي سيستمر دون أي توقف، وتقطيع الضفة الغربية سيستمر وبالتالي مشروع "إسرائيل" التاريخية هو المشروع الحقيقي التي تعمل عليه "إسرائيل" لتثبيت هويتها وهي تعمل بهذا الاتجاه.

كما وأشار السيد نصرالله إلى أن"إسرائيل" تعمل لتقوية نفسها عسكرياً، وحتى أنها في لبنان تستكمل ذلك وقال: "بدأنا نكتشف مجموعة من التجهيزات أو الكاميرات التي تنقل الصورة ليلاً ونهاراً، والانجاز اليوم من خلال تفكيك أجهزة التجسس المتطورة سواء في صنين او الباروك بالتنسيق بين طرفي المعادلة الذهبية أي المقاومة والجيش ويجب توجيه الشكر مع الأخوة في الجيش الذين يعملون منذ الصباح لتفكيك هذه التجهيزات".

وتحدث السيد نصرالله انه وفي الوضع الحالي ونتيجة التحولات التي حصلت في السنوات 30 الماضية من إيران إلى المنطقة إلى المقاومة في لبنان إلى الانتفاضة في فلسطين ، وُجدت "إسرائيل"  نفسها في بيئة جديدة وأمامها 3 خيارات.

وأوضح سماحته أن الخيار الأول هو أن تذهب "إسرائيل"  إلى المفاوضات والتسوية وهذا لا تريده "إسرائيل"  والمفاوضات شراء وقت، ولن تؤدي إلى نتيجة. وأشار إلى أن المشروع الحقيقي عند الإسرائيلي" ي لم يعد قيام دولة فلسطينية بل إقامة دولة تاريخية لـ"إسرائيل" ، وان "إسرائيل"  تعقّد آليات تحقيق تسوية، فالتسوية ليست خياراً حقيقياً ل"إسرائيل"  لأنها ليست جاهزة لتقديم تنازلات.

وتحدث السيد نصرالله عن الخيار الثاني ل"إسرائيل"  وهو مسار الحرب، أي أن تقدم "إسرائيل" على حرب أما مع لبنان أو سوريا أو إيران أو غزة أو معهم كلهم، وأشار إلى أن هذا الخيار في الظروف الحالية غير منطقي، ف"إسرائيل"  تعرف جيداً أن الخروج إلى أي حرب في أي جبهة أن لم تكن مضمونة النتائج أي أن تكون سريعة وحاسمة وفيها نصر، فهي مغامرة كبرى بالنسبة ل"إسرائيل"  وكل ما نسمعه من تهويل وتهديد هو حرب نفسية. واعتبر السيد نصرالله أن الخيار الثاني صعب وخطير بالنسبة لـ"إسرائيل"  ولكنه ليس مستحيلاً.

كما وتحدث سماحته عن الخيار الثالث أمام "إسرائيل"  وهو بقاء الوضع كما هو عليه دون تسوية ولا مفاوضات بانتظار متغيرات إقليمية ودولية قد تساعد "إسرائيل"  الذهاب إلى الحرب أو التسوية.

وأشار السيد نصرالله أن "إسرائيل"  تفضل اليوم الخيار الثالث، وهي تستفيد من الوقت لانجاز كل الخطوات لتهويد فلسطين واستعادة عناصر القوة.

 

لكن الأمين العام لحزب الله أوضح أن هناك مشكلة في الخيار الثالث ويقوله "الإسرائيليون" بأن هذا الأمر سيعطي مزيداً من الوقت لأعداء "إسرائيل"  لأن يزدادوا متانة وقوة وهذه مشكلة لهم. وأوضح انه في مقابل "إسرائيل"  هناك غزة قاعدة لا يسكتها جوعها بل تعمل لاستعادة معنوياتها وأشار إلى المشهد - الذي شاهدناه - قبل يومين في غزة من عشرات الآلاف التي تحتشد والمواقف من اسماعيل هنية او محمد الهندي ويؤكد أن غزة تسير بهذا الاتجاه.

السيد نصرالله تابع القول: "انه وفي لبنان "الإسرائيليون" من يتحدثون عن تعاظم قوة حزب الله وباراك يطالب الغرب بوقف تعاظم قوة حزب الله وسوريا وإيران تتعاظمان قوة".

واعتبر سماحته أن هذا الصراع بالنسبة لهذه الجهات صراع جدي وهم معنويون بمستقبل أمتهم وشعبهم فهم ويزدادون قوة.

كما وتحدث سماحته عن مشكلة ثانية يواجهها الخيار الثالث وقال: "في المستقبل من غير المعروف إذا كان أفضل ل"إسرائيل" ، فأميركا فشلها واضح في العراق وأفغانستان، من خسارة المزيد من الحلفاء الإقليميين، اليوم يخسرون تركيا، وانشغال القوى العالمية بأزماتها الداخلية والمالية أو قد ينشغل العالم بمشاكل أخرى، وهناك ارتفاع مضطرد للكراهية ل"إسرائيل"  في العالمين العربي والإسلامي". واعتبر السيد نصرالله ان كل هذه المعطيات تجعل "إسرائيل"  قلقة، وان المطلوب أن تتحرك "إسرائيل"  لمواجهة هذه القوى والحركات والدول التي تعمل لتكون قوية وجديرة بتحمل المسؤولية وأكد سماحته القول: "وهنا العمل الإسرائيلي" الواضح ف"إسرائيل"  تعمل لوضع عقوبات على إيران وتذهب إلى كل إنحاء العالم لمحاصرة المقاومة وسوريا".

الأمين العام لحزب الله اعتبر ان الأخطر فيما يفعله العدو "الإسرائيلي" ي هو عمله الدءوب من خلال الحكومات والأنظمة والأموال ومؤسسات فكرية وشخصيات وأجهزة مخابرات على مشروع الفتنة في العالم الإسلامي والعربي.

وأشار إلى أن الأمر الوحيد لإخراج "إسرائيل"  من المأزق الاستراتيجي الذي تعيش فيه هو هذا الخيار وان كل الخيارات الثانية لن تنجح، وقال في هذا المجال: "العقوبات على إيران وسوريا لن تنجح و1559 لن ينجح بمواجهة المقاومة في لبنان، والخيار الجدي الذي تعمل عليه هو الفتنة".

وأعلن السيد نصرالله أن "إسرائيل"  تسعى لفتنة مسيحية-إسلامية في مصر، ولفتنة بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد في العراق وعلى ضرب المسيحيين، واعتبر ان مشروع "إسرائيل"  هو الفتنة بين العرب وإيران والفتنة داخل الدول العربية وداخل مكونات كل بلد عربي وشدد على أن العنوان الأخطر هو موضوع الشيعة والسنة.

وتحدث الأمين العام لحزب الله عن كلام وزير الحرب الصهيوني السابق شاوول موفاز والذي توجه به للعالم العربي بان هناك خطر اسمه الخطر الشيعي وطالبهم بالقول "تعالوا لنتحالف"، وقال سماحته أن موفاز دعا لتحالف بين "إسرائيل"  وما سماهم العرب السنة المعتدلين ضد الخطر الشيعي، وهو قال لأهل السنة لنتالحف معكم بمواجهة الشيعة.

وتوجه سماحته بالقول: "ماذا فعلت "إسرائيل"  بأهل السنة، في المجازر بفلسطين المحتلة ومن ثم تهجيرها للسنة، ومن ثم أزلتهم عن الخريطة لأهل السنة، آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون "الإسرائيلية" هم أهل السنة، الذين حاربتهم في سوريا والأردن ومصر وجزء من لبنان هم أهل سنة، "إسرائيل"  ماذا فعلت لأهل السنة كي ينسى موفاز الوقح ويقول للسنة تعالوا للتحالف، هناك أسباب تجرئ موفاز للنطق بهذا الخطاب، وحتى الآن "إسرائيل"  ترفض الاعتذار للأتراك ودفع تعويضات وهم من أهل السنة".

وإذ دعا السيد نصرالله للانتباه إلى ما يحضره الصهاينة والأميركيون لمنطقتنا، معتبراً أن مسؤولية النخب والقيادات أن تعي هذه المؤامرة وان قول الحق من إي مسلم هو في أن يقف ضد هذا المشروع الصهيوني الأميركي.

وأشار سماحته إلى أن من اوجب الواجبات على السنة والشيعة في أن يواجهوا هذا الخطر وان هذا الأمر يحتاج إلى دقة وترفع وفهم خلفيات ما يجري في المنطقة والعالم وان ذلك مسؤولية المسيحيين الشرقيين المستهدفين في وجودهم.

وأكد في هذا الإطار أن "إسرائيل"  لا يعنيها وجود مسيحي في المنطقة وأميركا لا يعنيها الوجود المسيحي في الشرق بل يعنيها مصالحها، وقال: "لذلك الوجود المسيحي مسشتهدف، وأقول لبعض المسيحيين في لبنان وغيرهم من الذين يتوهمون ان الصراع السني - الشيعي سيمكن ان يجعلهم الرقم الأصعب في لبنان هذا خطأ، فالصراع السني الشيعي في لبنان الذي إن شاء الله لن يحصل ومع ذلك البعض يعلق عليه آمالاً كبيرة وهذه رهانات خاطئة"، وأكد سماحته أن ما يريده "الإسرائيليون يون هو إنهاء الوجود المسيحي وإضعاف الوجود المسلم، مشيراً إلى انه وفي هذا السياق نفهم موضوع المحكمة الدولية وما يعد من قرار ظني لاتهام إفراد أو قياديين من حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.