خبر داعمة موقف عباس.. المتابعة العربية تتجه لمجلس الأمن

الساعة 06:43 م|15 ديسمبر 2010

 

داعمة موقف عباس.. المتابعة العربية تتجه لمجلس الأمن

فلسطين اليوم- القاهرة

حملت لجنة مبادرة السلام العربية (لجنة المتابعة)، الليلة، إسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة لتعثر العملية التفاوضية التي تم إطلاقها في واشنطن مطلع سبتمبر الماضي، بسبب إصرارها على الاستمرار في نشاطها الاستيطاني الاستعماري بديلا عن السلام، رغم الإجماع الدولي الواضح على عدم شرعية المستوطنات، وعلى الضرر البالغ الذي يمثله الاستمرار في هذا النشاط الاستيطاني على فرص تحقيق السلام وتنفيذ حل الدولتين.

 

وأكدت اللجنة، في بيان أصدرته في ختام اجتماعها الوزاري مساء اليوم الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية، أن إصرار إسرائيل على سياستها الاستيطانية الاستعمارية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، يشكل إمعانا واستمرارا في انتهاك إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومع متطلبات تحقيق السلام من خلال المفاوضات وعلى فرص تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة.

 

كما أكد بيان لجنة مبادرة السلام العربية أن فشل الإدارة الأميركية بإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف النشاط الاستيطاني أصبح يتطلب بشكل فوري أن تعلن بوضوح حدود الدولتين على أساس خط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وأن توفير الأمن يتم من خلال الحل العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي.

 

وقال البيان إن أي ترتيبات أمنية يجب أن تتضمن الانسحاب الكامل والشامل من الأراضي المحتلة لإنهاء أي شكل من أشكال التواجد العسكري الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، وأوضحت اللجنة أن استمرار الإدارة الأميركية في جهودها يجب أن يستند على هذا الأساس .

 

ودعت اللجنة الولايات المتحدة الأميركية إلى الاعتراف الصريح بأن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على أساس خط الرابع من يونيو عام 1967 بما في ذلك القدس المحتلة والاعتراف بها.

 

كما أكدت اللجنة، مجدداً، موقفها بأن استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية يتطلب الوقف الكامل لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة والالتزام بمرجعيات عملية السلام.

 

وأعربت عن تقديرها لكل من البرازيل والأرجنتين على مبادرتهما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967، ودعت الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية بعد إلى القيام بذلك في أقرب فرصة ممكنة، إسهاما في تعزيز الإجماع الدولي القائم على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة ، وفقا لمقررات الشرعية الدولية.

 

وأعربت عن تقديرها لموقف الاتحاد الأوروبي الذي عبر عنه في بيانه الصادر في 13 ديسمبر الحالي والذي شدد على وجوب احترام القانون الدولي مع التأكيد على عدم شرعية وبطلان الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، وطالبت دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذا الموقف.

 

ودعت لجنة المتابعة، 'الرباعية الدولية' إلى تحمل مسؤولياتها في التعامل الفعال مع هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت، والرافض للانصياع إلى الشرعية الدولية، وللتجاوب مع متطلبات السلام العادل، كما دعتها إلى اجتماع معها بشكل عاجل لتقييم الموقف، وللتشاور بشأن الوضع برمته.

 

واتفقت اللجنة على ضرورة الإعداد لعرض الموقف برمته على مجلس الأمن الدولي، وتفعيل قرار لجنة المتابعة بطرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي مجددا على مجلس الأمن الدولي، واستصدار قرار يؤكد، ضمن أمور أخرى، الصفة غير الشرعية أو القانونية لهذا النشاط، ويلزم إسرائيل بوقفه.

 

كما طالبت اللجنة الولايات المتحدة الأميركية بعدم عرقلة هذا المسعى، وتأييد اللجوء إلى المحافل الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، لعرض قضاياها وخصوصا بعد فشل كافة الجهود، بما فيها المساعي الأميركية، وتكليف اللجنة وأمين عام الجامعة العربية، بالتنسيق مع رئيس السلطة محمود عباس، ومع المجموعة العربية في نيويورك بالإعداد لذلك.

 

وأكدت اللجنة، مجددا، الموقف العربي بأن السلام العادل والشامل مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة على خط 4 يونيو 1967، بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة، ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن.

 

وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة بما يؤدي إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة بشكل فوري.

 

كما شددت على ضرورة تكثيف العمل على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري تحت الرعاية المصرية، واعتبار المصالحة الفلسطينية الضمانة الحقيقية للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني.

 

وقالت اللجنة 'إنه انطلاقا من الموقف الإسرائيلي الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي ومع متطلبات تحقيق السلام وفشل الوسيط الأميركي في تحقيق نتائج في مساعيه، ترى اللجنة أن مسار المفاوضات أصبح غير مجد وتقرر عدم استئناف المفاوضات والذي سيكون استئنافها رهنا بتلقي عرض جاد يكفل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام'.

 

وقد بدأ مساء اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية- لجنة المتابعة.

ويحضر الاجتماع أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس اللجنة حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة أو من يمثلهم.

وتضم لجنة مبادرة السلام العربية في عضويتها 13 دولة هي: فلسطين ومصر والسعودية وسورية ولبنان وقطر والأردن والجزائر والبحرين وتونس والسودان والمغرب واليمن، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.

ومن المقرر أن يقدم الرئيس عباس تقريراً تفصيلياً للجنة لإطلاع أعضاءها على مجمل التطورات الأخيرة المتعلقة بالاستيطان وعملية السلام.

وسيتم التشاور حول الخطوات التي سيتم اتخاذها في ضوء استمرار التعنت الإسرائيلي ورفض إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية.

وكان الرئيس عباس قد عقد لقاءً تشاوريا قبيل بدء الاجتماع مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وشارك في اللقاء الذي عقد في مقر الأمانة العامة للجامعة، عدد من وزراء الدول الأعضاء في لجنة المتابعة من بينهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس وزراء، وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بصفته رئيسا للجنة مبادرة السلام العربية، ووزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، وغيرهم.