خبر أطفال « القدس »... براءة حجبتها القضبان الصهيونية ورجولة في غير موعدها

الساعة 06:20 م|15 ديسمبر 2010

أطفال "القدس"... براءة حجبتها القضبان الصهيونية ورجولة في غير موعدها!!

فلسطين اليوم ـ الانتقاد - فادي عبيد

"العدالة الإنسانية"، مصطلح بات يُردد في المحافل العالمية فقط، وعلى ألسنة بعض المسؤولين لدى حديثهم عن مناسبات تتعلق بحقوق الإنسان، لكنه وفي حقيقة الأمر لا يساوي الحبر الذي يكتب به، كيف لا والجميع يرى مشاهد تصفية تلك العدالة صباح ـ مساء، ويكفينا شاهداً ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون في القدس المحتلة من اعتقال وتعذيب وغير ذلك من انتهاكات.

وتشير المعطيات الرسمية إلى أن عدد المعتقلين من الأطفال المقدسيين خلال شهر أكتوبر الماضي فقط بلغ نحو 100 طفل.

"الانتقاد" تحدثت إلى محمد صادق ـ مدير مركز إعلام القدس، وسألته عن الأسباب وراء هذا الاستهداف المتعمد والواضح لفئة عمرية لا تتجاوز سن الـ16 عاماً.

يقول صادق: "إن ذلك مرتبط بمجموعة من الأسباب، في مقدمتها: إخافة الأطفال الذين يعدون الجزء الأضعف في المجتمع لثنيهم عن المشاركة في المواجهات مع شرطة الاحتلال وعناصر ما يسمى بحرس الحدود والتي غالباً ما تتركز في بلدتي سلوان والعيسوية، وفي الوقت ذاته ترهيب الأهالي أنفسهم من خلال حرمانهم من زيارة أبنائهم بعد الاعتقال وتهديدهم بالطرد خارج القدس أو هدم منزلهم".

استغلال للبراءة

ويضيف صادق أن العدو يعمد إلى استغلال أساليبه البشعة وغير المشروعة في "جر" الأطفال إلى تعزيز ملفاته الملفقة بحق الشبان ورموز العمل الوطني والإسلامي في المدينة، عبر استغلال براءتهم وسذاجتهم في الحديث عن مشاهداتهم أثناء المواجهات وغيرها، مع التأكيد على أنهم يُصرون بعد اعتقالهم وضربهم على التصدي لاقتحامات الاحتلال ومستوطنيه، في دلالة على أنهم تعدوا سنهم الحقيقي وباتوا رجالاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وعن الإجراءات التي تتبعها الجهات والمؤسسات المقدسية لمواجهة هذه السياسة الاحتلالية، قال مدير مركز إعلام القدس: "إننا وإلى جانب مختلف المراكز والهيئات لا نتردد في فضح هذه السياسة، وإيصال الوثائق المتعلقة بها إلى كافة المحافل، مع علمنا المسبق بأن هذا العدو ومنذ اغتصاب فلسطين ضرب عُرضَ الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية مستغلاً تواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الغربية التي تتشابه فيما بينها بوجود تاريخ أسود من العنصرية والتعذيب".

وأكد صادق في معرض حديثه أن من أغمض عينيه وأصم أذنيه بينما كان الفسفور الأبيض يحرق أجساد أطفال غزة إبان عدوان 2008، لا يمكن أن يُعوّل عليه في نصرة القدس وأهلها بصورة خاصة أو نصرة فلسطين بشكل عام.

ما يُسجل ويوثق فلسطينياً بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال على أيدي قوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة تعززه التقارير الصحفية الصهيونية التي أكدت أن تلك الاعتداءات تتم بضوء أخضر مما يسمى بوزير الأمن الداخلي في الكيان (يتسحاق أهرونوفيتش) الذي هدد باعتقال العشرات من الأطفال المقدسيين، بذريعة وضع حد لمظاهر إلقاء الحجارة باتجاه قطعان المستوطنين المتطرفين الذين ينفذون بصورة دورية جولات استفزازية ومشبوهة داخل الحرم القدسي الشريف والبلدات المجاورة له.

تشريع الانتهاكات

ووفقاً لتلك المعطيات، فإن أهرونوفيتش تبجح بالقول: "إنه من المستحيل منح الحصانة للأطفال الذين يرشقون الحجارة باتجاه عناصر الشرطة وبحرس الحدود، لذلك فإننا سنتخذ إجراءات صارمة بحق أولياء أمور أولئك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ12 في حال سمحوا لهم بإلقاء الحجارة".

وتجدر الإشارة إلى أنه ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية في أيلول/سبتمبر عام 2000، تعرض أكثر من 3000 طفل فلسطيني للاعتقال.

وتقول إحصاءات وزارة الأسرى: "إن نحو 300 طفل يقبعون في السجون ومراكز التحقيق والتوقيف الصهيونية، من بينهم 12 طفلة أسيرة، في حين تفيد إحصاءات الحركة العالمية للدفاع المدني أن أكثر من 400 أسير فلسطيني كانوا أطفالاً لحظة اعتقالهم، وتجاوزوا سن 18 عاماً خلف القضبان.