خبر احمد سعدات... 635 يوما في العزل الانفرادي

الساعة 09:08 ص|15 ديسمبر 2010

احمد سعدات... 635 يوما في العزل الانفرادي

فلسطين اليوم-رام الله

أصدرت وزارة الأسرى تقريرا في الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية سلطت فيه الضوء على اعتقال أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات المعزول في سجن رامون وجاء في التقرير أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحتفل بذكرى انطلاقتها الثالثة والأربعين في ظل غياب أمينها العام أحمد سعدات، الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ اعتقاله بتاريخ 14/3/2006 خلال مداهمة قوات الاحتلال سجن أريحا حيث كان سعدات وزملائه يقبعون هناك.

 

أحمد سعدات الذي اتهمته سلطات الاحتلال بالوقوف وراء عملية اغتيال الوزير الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي يقبع منذ 735 يوما في زنازين العزل الانفرادي ما بين سجني السبع ورامون القريب من سجن نفحة الصحراوي مع عدد من الأسرى المعزولين.

 

أحمد سعدات الذي نفى أي علاقة له باغتيال رحبعام زئيفي حوكم بقرار سياسي إسرائيلي وصدر بحقه حكما لمدة 30 عاما بعد أن رفض الاعتراف بشرعية المحكمة ووصفها بأنها محكمة باطلة وأداة لتكريس سلطة الاحتلال على الشعب الفلسطيني.

 

وجاء في تقرير الوزارة أن احمد سعدات يقبع في زنزانة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 1.8*2.7 متر تشمل الحمام ودورة المياه، ولا يوجد مجال أو متسع فيها للمشي والحركة، وتتميز بقلة التهوية والرطوبة العالية، حيث لا يوجد فيها سوى شباك واحد صغير ومرتفع وقريب من السقف.

 

وتنتشر الروائح والعفونة والحشرات في هذه الزنزانة ذات الضوء الأصفر الباهت، والتي لا يسمح فيها صوت سوى صوت صدى هذا العزل عن العالم كله.

 

يصف سعدات زنزانة العزل بالقبر، ولا يخرج الى ساحة الفورة سوى ساعة واحدة يوميا بينما يقضي 23 ساعة داخل الزنزانة التي لا تصلها الشمس.

 

635 يوما منذ عزله بتاريخ 8/3/2009 وهو في اشتباك مع المحتلين وعقلية السجانين الذين اعتقدوا أن عزل سعدات وتشديد الإجراءات عليه سوف تقضي على روحه الفدائية وصلابة إرادته التي هزم المحتلون أمامها أكثر من مرة خلال سنوات اعتقاله العديدة التي بلغت 15 عاما.

 

في ذكرى انطلاقة الجبهة وفي كل عام، لم يغب سعدات عن الواقع والمشاركة، كان صوته يدوي في هذه المناسبة وتترك كلماته وقعا كبيرا لدى الجميع، وخاصة انه دائما يؤكد على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، ويعتبر ذلك حجر الأساس في مواجهة المحتل الذي استغل الانقسام لتدمير حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

 

واكد سعدات أن مقاومة الاحتلال حق مشروع لشعب لا زال يعاني ويدفع ثمنا غاليا على يد هذا الاحتلال، وأن المفاوضات السياسية وفق الرؤية الاسرائيلية هي أداة لتعميق الاحتلال والاستيطان والقضاء على الحلم الفلسطيني ومشروعه الوطني.

 

سعدات الذي رفض أن يرفع يديه عندما حاصرت قوات الاحتلال سجن أريحا ودمرته على من فيه، لا زال شوكة حادة في حلق المحتلين رغم اعتقاله، فقد فرضت سلطات السجون عليه سلسلة من العقوبات كالمنع من الزيارة وإدخال الكتب والصحف، في محاولة لمحاصرة هذا البطل وتجفيف حياته وحضوره السياسي والقيادي.

 

ودعا أحمد سعدات الى مواجهة سياسة العزل الانفرادي الخطيرة جدا، وإطلاق حملة قانونية وإعلامية واسعة لوقف سياسة الموت البطيء التي تطبق بحق العشرات من المعزولين الذي يقضي بعضهم أكثر من 8 سنوات في العزل.

وقد بدأ حراك واسع في صفوف الأسرى مؤخرا، حول خطوة إضراب مفتوح عن الطعام تقوده نخبة من الأسرى ليكون إضرابا انتحاريا على الطريقة الايرلندية، في سبيل تسليط الأضواء والاهتمام على اخطر السياسات التي تطبق بحق الأسرى وهو العزل الانفرادي.

وقال تقرير الوزارة أنه يقبع في زنازين العزل الانفرادي 13 أسيرا واسيرة، أقدمهم الأسير حسن سلامة المعزول منذ عام 2002، وقد ترك العزل آثارا صحية وجسدية خطيرة على الأسرى وأصبحت حياتهم مهددة بالخطر في ظل قوانين جائرة تتعامل مع الأسرى كمشاريع للموت والإبادة.

في الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة الجبهة، هناك قامة مرفوعة، وجبين عال يتحدى سقف الزنزانة، أصابع عالية تشير بعلامة النصر، هو أحمد سعدات الرجل الذي يجمع بين الحقائق والبراهين، بصمود يزرع السماء بالغيوم وبتحد لم ينتصر عليه جنرالات الحرب الإسرائيليين.

ست مائة وخمسة وثلاثين يوما داخل الزنزانة، وسعدات ما زال مصلوبا على خشبة الحرية، لا زال يتنفس ويرى ويشير الى القدس والعذراء والبحر المتوسط، يضيء شعلة الانطلاقة كل عام بزيت دمه وروحه الخارقة.