خبر الدكتور الهندي: « السلطة » باتت عبئاً وطنياً كونها تحاكم نضالات شعبها

الساعة 10:58 ص|14 ديسمبر 2010

خلال كلمة له باسم الفصائل في مهرجان حماس

الدكتور الهندي: "السلطة" باتت عبئاً وطنياً كونها تحاكم نضالات شعبها

فلسطين اليوم: قسم المتابعة

بارك عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي حركة حماس في ذكرى انطلاقتها 23، على طريق الجهاد والمقاومة والثورة والتمسك بالثوابت.

وقال د. الهندي في كلمة له عن فصائل المقاومة في مهرجان "إنا باقون على العهد" في ذكرى انطلاقة حماس "إن أي فصيل فلسطيني تصبح انطلاقته انطلاقة عامة للشعب الفلسطيني بقدر ما يقدم من تضحيات وما يتمسك بالثوابت الفلسطينية.

وأضاف: "حماس مهما قال البعض فالتاريخ يشهد على هذه التضحيات الكبيرة، فلابد في كل مناسبة أن نذكر العناوين البارزة والقادة الشهداء الذين قدمتهم حماس، لا نذكرها إلا ونذكر الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة وأبو شنب وكل هؤلاء العظام الذين رسموا معالم حماس وملامح الجهاد في فلسطين".

 

وتحدث د. الهندي في عنوانين اثنين في سياق كلمته، حيث تطرق في العنوان الأول للحديث عن مسيرة المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود وذلك باعتراف وإقرار أصحاب هذا الخيار.

وشدد على أن السلطة التي تتبنى نهج التسوية مع الاحتلال باتت عبئاً وطنياً أو أكذوبة، كونها تحاكم نضالات شعبها وتعتبرها "إرهاباً". داعياً المفاوض الفلسطيني إلى وقف المفاوضات بكافة أشكالها المباشرة والغير مباشرة والسرية والعلنية, كونها فشلت باعتراف أصحابها ولم تحقق أي شيء للقضية الفلسطينية. داعياً في الوقت ذاته إلى بناء مرجعية وطنية لجميع القوى والفصائل تعيد رسم السياسة الفلسطينية في المرحلة القادمة.

وطالب د. الهندي القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى التوجه مباشرة إلى الحوار للمصالحة بين مع حركة حماس بنية خالصة وبإحسان بعيداً عن المحسوبية والحزبية"، واستشعار المخاطر المحيطة بالقضية الوطنية؛ بدل أن تقوم بطرح بدائل وخيارات تعيدنا للارتماء في أحضان أمريكا وللمفاوضات التي ترعاها.

وقال علينا أن نؤجل القضايا التي تتعلق بخيار السلطة التي نعتبرها عبئا على القضية الفلسطينية, فيجب تأجيل الانتخابات والقضايا الأمنية لإتمام المصالحة, لأنه لا معني للسلطة في ظل الاحتلال الصهيوني.

وأوضح أن المدخل الطبيعي للمصالحة يتمثل ببناء مرجعية وطنية لجميع القوى والفصائل تعيد رسم السياسة الفلسطينية في المرحلة القادمة.

وتساءل د. الهندي باستغراب "لماذا يتم تغييب إرادة الشعب الفلسطيني وخياره؟!"، مضيفاً:"قضايا الشعوب لا يمكن أن تكون حقل تجارب، والمقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني والأمة المختبر".

وجدد القيادي الهندي التأكيد على استمرار المقاومة لأنها خيار الشعب الفلسطيني الإستراتيجي حتى تفكيك المستوطنة الكبيرة المسماة "إسرائيل"، ولأنها الجدار الأخير ضد تغول الاحتلال وأمريكا في وطننا وفي الشرق الإسلامي.

وعن العنوان الثاني الموجه إلى الدول العربية فقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد "ندرك أن العالم يتغير وأمريكا التي تراهنون عليها اليوم تخشي العراق وأفغانستان وفلسطين فيجب على العرب ألا يراهنوا القضية الفلسطينية على الموقف الأمريكي نظراً لتغير العالم في المستقبل,

وطالب العرب أن يحموا القدس من التهويد والقضية الفلسطينية من الضياع. وأن يكونوا راعين لفلسطين وللقضية الفلسطينية وللوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية".

وعن الخيارات والبدائل في ظل الفشل الأمريكي والمفوضات قال "علينا أن نعود إلى نبض الشارع الفلسطيني لا أن نتجه لمجلس الأمن والاعتراف بفلسطين لأن هذا الأمر يعيدنا إلى طريق الاتفاقيات العبثية والمفاوضات الفاشلة".

وأوضح أنه لا يمكن أن نهمش الشعب الفلسطيني لأن هذه الألوف من الجماهير لا يمكن تجاهلها" وعلينا أن نتحدث عن عقبة وخيار المقاوم الفلسطيني".

وأكد على أن المقاومة مستمرة لأنها خيار شعبنا الاستراتيجي التي ندافع بها عن أبنائنا وشرف الأمة والمقدسات الإسلامية".

كما أكد على ضرورة وقف المفاوضات مع الاحتلال بكل أشكالهاٍ، ووجه كلمة للعرب الذين سيجتمعون لاتخاذ قرار في المفاوضات "نأمل ألا تذهبوا للمفاوضات وعليكم التمسك والالتفاف حول خيارات شعبنا ورفح الحصار وإنهاء الانقسام".

كما وجه الهندي التحية للمواطنين المنزرعين في أراضي 48 وعلى رأسهم شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح الذي أفرج عنه يوم أمس من سجون الاحتلال الصهيوني.

كما أكد على ضرورة العودة للدفاع عن القدس لأن الاحتلال فتح ملف القدس مستغل الهوان العربي والانقسام الفلسطيني فهو يهدد الأقصى وعرب القدس المناضلين الذين يواجهون الاحتلال البغيض من الحقد الأعمى الصهيوني.

وفيما يلي النص الحرفي للكلمة كاملة :

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

الأخوة الأعزاء والأخوات الكريمات قادة وكوادر وأنصا حركة حماس، الأخوة الحضور كل باسمه ولقبه، أبناء شعبنا الأبي الصامد.. 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحتفل اليوم بذكرى انطلاقة هذه الحركة المجاهدة التي قدمت ثلة من خيره قادة الشعب الفلسطيني فداءاً للإسلام ولفلسطين ومناسبة انطلاقة أي فصيل تصبح مناسبة عامة للشعب بقدر ما يقدم هذا الفصيل من تضحيات وبقدر ما يتمسك بالثوابت، ورغم ما يقال هنا وهناك فالتاريخ يشهد على تضحيات حركة حماس التي أسهمت في تعزيز المشروع الجهادي في فلسطين وأعطته ثقلاً حقيقياً بما تمتلك من امتدادات

لا نذكر حماس إلا ونذكر المؤسس الشيخ المجاهد احمد ياسين

لا نذكر حماس إلا ونذكر القائد الجرئ د.عبد العزيز الرنتيسي ود. إبراهيم المقادمة والمهندس إسماعيل أبو شنب وغيرهم من الشهداء القادة الذين رسموا ملامح حماس وأكدوا ثوابت المقاومة في فلسطين وأعلنوا أن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي وطن الفلسطينيين.

اليوم ونحن بإسم فصائل الثورة الفلسطينية (الوطنية والإسلامية) نتقدم بالتهنئة لإخواننا قادة وكوادر حركة حماس ونبارك هذه الانطلاقة المباركة على درب الجهاد والمقاومة حتى التحرير ونعتبر هذا الاحتفال احتفالاً بخيار المقاومة والتمسك بالثوابت.

فإننا نتحدث في عنوانين:-

الأول العنوان الفلسطيني

الجميع يعلم أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود باعتراف أصحاب هذا الخيار والسلطة التي تم تأسيسها وفق اتفاق أوسلو أصبحت عبئاً على القضية الوطنية أو اكذوبه كما وصفها أصحاب هذا الاتفاق.

لذلك ليس من المنطق السياسي أن تستمر لعبه الخداع المسماه مفاوضات إلى مالا نهاية

وإذا أردنا أن نحافظ على ما تبقى من قضيتنا الوطنية

وإذا أردنا أن نعيد الأمل والحيوية والفعالية لشعب الانتفاضات

وإذا أردنا أن نضخ دم الأحرار في عروق مسيرة النضال الفلسطيني

 

وإذا أردنا أن نتمسك بالثوابت والقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها شهداءنا وقادتنا جرحانا وأسرنا على مدار قرن وأكثر علينا أن نقوم بأمرين:

 

1- إيقاف المفاوضات العبثية بكل أشكالها مباشرة وغير مباشرة، علنية وسرية هذه المفاوضات التي تصادر حقنا في وطننا فلسطين وتسلم مسبقاً بأن 80% منه ليس لنا

والتي تدين مقاومة شعبنا وتحاكم كل نضالاته وتعتبرها إرهابا والتي تشكل غطاءاً لاستمرار الاستيطان وسرقة الأرض وتهويد القدس.

2- أن نذهب مباشرة للحوار والمصالحة الوطنية بنية صادقة تستشعر المخاطر التي تحيق بالقضية الوطنية ولا نتصرف بطريقة تفسد أكثر مصالحنا وثوابتنا بل نتصرف بإحساس وطني كبير بالمسؤولية بعيداً عن أي ضغوط أو حسابات فئوية ضيقة والمدخل الطبيعي للمصالحة هو بناء مرجعية وطنية لجميع القوى والفصائل تحدد طبيعة المرحلة وتعيد رسم السياسة الفلسطينية في المرحلة القادمة، وأن نبدأ بشكل جدي بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية وفق اتفاق القاهرة 2005م.

ولأننا نفرق بين السلطة والفصائل ونفرق بين السلطة وفتح فإننا ندعو لأن يبدأ الحوار بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق هذا الهدف.

أما مسائل الخلاف الشائكة المتعلقة بقضايا السلطة التي نرى أنها أصبحت عبئاً على القضية الوطنية فإننا ندعو إلى تأجيلها فالخلافات يمكن تأجيلها، يمكن تأجيل الخلافات حول الانتخابات والأجهزة الأمنية وغيرها من المسائل التي تفجر الحوار لأنه لامعنى للسلطة في ظل الاحتلال ولا معنى للخلاف على قضايا السلطة والمشروع الوطني برمته في مهب الريح.

في المفاصل الخطيرة نتحسس نبض الشعب .

هذه الحشود وكل قوى المقاومة عندما تغيب إرادتها عن القرار وتطرح البدائل بعيداً عن مواقفها هل هذا يخدم المصلحة الوطنية أو يعبر عن اراده شعبنا .

كل البدائل المطروحة ضبابية وتعيدنا إلى أمريكيا تعيدنا إلى المفاوضات العبثية برعاية أمريكية إن المراهنة على المواقف الأمريكي مره أخرى هو رهان على السراب.

 

أمريكيا راعية عملية التسوية تفشل في ملهاه تجميد الاستيطان فكيف يمكن أن تعيد لنا القدس يبيعون لنا الكلمات المعسولة وللعدو الصهيوني الأرض والمستوطنات والقدس والفيتو وآخر تقنيات السلاح.

 

 

 

إن الشعور بالمسؤولية الوطنية يستدعي أن نتوقف أن نقيم هذه المسيرة السياسية وأن نصارح شعبنا بالحصاد المر وأن لانبقى رهينة لاتفاقات ميتة لا يحترمها أحد، اتفاقات فرضتها أوضاع واختلالات تسعينات القرن الماضي.

أن نتوقف أمام السلطة نسأل عن جدواها نتوقف أمام مشروع دولة السلام الاقتصادي التي تحدد حدودها جرافات العدو.

 

العنوان الثاني: الدور العربي والإسلامي

الجميع يعلم أن العالم قد تغير أمريكيا راعية عملية التسوية يفشل مشروعها في العراق وتفشل في لبنان وتعاني في أفغانستان وهناك قوى دولية وإقليميه صاعدة ونحن لا نريد للعرب دوراً سلبياً غطاءاً لكل تنازل لان المفاوضات الجارية ليس مفاوضات تسوية بل مفاوضات تصفية للحق العربي والإسلامي والفلسطيني في فلسطين ونحن نتطلع إلى دوراً عربياً وإسلامياً يحمي القدس وينقذ قضية فلسطين.

 

لأنه إذا نجحت – لا سمح الله مساعي تصفية فلسطين فإن كل الأمة مهددة ولا يظن أحد أنه في مأمن، وما يجري في المنطقة لا يمكن عزله عما يجري في فلسطين.

 

الأخوة والأخوات الكريمات إننا باسم الفصائل الفلسطينية نؤكد على التالي:

 

1-   المقاومة مستمرة لأنها خيار شعبنا الاستراتيجي حتى تفكيك هذه المستوطنة إسرائيل

المقاومة مستمرة لأننا ندافع عن أنفسنا ومستقبل أبنائنا كما ندافع عن شرف الأمة ومقدساتها، المقاومة مستمرة لأنها الجدار الأخير ضد تغول إسرائيل وأمريكيا في الشرق الإسلامي ، المقاومة مستمرة لأن مخططات العدو التي لا تستهدف قتلنا وحصارنا فقط، بل تمتد لتشمل تاريخنا وعقيدتنا وأرضنا ومقدساتنا.

 

2- إننا نحذر من العودة لمتاهة المفاوضات بأي شكل وتحت أي غطاء وبأي مبرر كان ونقول للمفاوضين لا تبحثوا عن غطاء عربي للتفاوض، فالغطاء العربي تحت الطلب، ولكن جربوا أن تذهبوا للعرب بموقف فلسطيني جديد بموقف موحد وطالبوهم بتأييده.

 

3- ندعو إلى التمسك بالثوابت والالتفاف حولها كما ندعو إلى رفع الحصار عن غزة واستمرار تسيير القوافل إليها حتى تبقي ذكرى الرصاص المصبوب وواقع الحصار في وجدان كل أحرار الأمة والعالم.

في ذكرى الانطلاقة المباركة لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومن قلب غزة المحاصرة المظلومة فإننا: 

-   نتوجه بالتحية إلى شعبنا المنزرع في فلسطين المحتلة عام 48 الذين ضاقت عليهم بيوتهم في اللد، نحيي أهلنا هناك وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح ونبارك خروجه من ساحة المواجهة في السجن إلى ساحة المواجهة في باحات المسجد الأقصى.

-   نتوجه بالتحية إلى أهلنا المرابطين في القدس الذين يواجهون بإيمانهم وصلاتهم وقبضاتهم حقد وجبروت الاحتلال الذي يفتح ملف القدس مستغلاً الانشغال العربي والانقسام الفلسطيني

-       ونتوجه بالتحية إلى أهلنا في ضفة العزة والكبرياء وفي غزة الكرامة والبطولة والفداء

-       ونتوجه بالتحية إلى أهلنا في الشتات والمنافي.

-       ونتوجه بالتحية إلى أسرنا الأبطال المرابطين في سجون الاحتلال.

-   ونتوجه بالتحية إلا روح شهدائنا الأبرار وعهداً أن نمضي على نفس الدرب ونحافظ على عهدهم حتى تحرير والعودة إلى كل فلسطين ونقول للجميع أن الشجاعة صبر ساعة .

وأن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

وأن هذا الكيان إلى زوال

 (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)