خبر ما لم تكشفه نيران الكرمل عن حقائق الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني

الساعة 12:52 م|13 ديسمبر 2010

ما لم تكشفه نيران الكرمل عن حقائق الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني

كتب/ ثابت العمور

لم تكشف كشف نيران الكرمل عن كل الحقائق، ولا يتوقف الأمر عند قصور في الأداء بل يتجاوزه بمراحل متقدمة وكثيرة، وهذا ما يدفعنا لطرح السؤال التالي: ماذا لو تعرض الكيان الصهيوني لهزة أرضية بقوة 7.5 درجة على الأقل؟، ما الذي يمكن أن يحدث لمنطقة يوجد بها حتى الآن أكثر من 2000 مبنى عام "حكومي" يحتاج إلى تدعيم، هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 20% من المباني السكنية في الكيان تم بناؤها خلافا للتعليمات وهي معرضة للخطر.

تقول صحيفة "هآرتس" بأن حدوث مثل هذه الهزة سيؤدي إلى 16 ألف قتيل و6 ألاف جريح وإجلاء 400 ألف، وهدم ما يزيد عن 20 ألف مبنى تقريبا، فهل يحتمل هذا الكيان هذه الهزة؟ -والسؤال عندي-: حريق الكرمل كشف بأن 44 قتيلا فقط، أحدثوا أزمة وإرباكا في الكيان أدت لاستعانته بما يزيد عن 15 دولة لمساعدته، وأضيف سطرا لأقول بأنه لا الحريق ولا الهزة وارد أمرهما في ميزانية 2011-2012، وبالمناسبة الكيان الصهيوني يعيش على المنح والمساعدات ولا يملك إيرادات كافية لمصروفاته وإنفاقه، فهو لا يختلف في ذلك عن غالبية دول العالم الثالث رغم أن بعض هذه الدول يتوفر لها موارد طبيعة غير مستغلة وبذلك هي أوفر حظ من هذا الكيان.

حريق الكرمل وقع على حدود حيفا، فماذا لو وقع في منطقة خليج حيفا بالقرب من المصانع الكيماوية؟، وماذا لو قصفت هذه المنطقة بعدد من الصواريخ في حال أي مواجهة.. هل تصمد الجبهة الداخلية الصهيونية؟، أذكر بأنه في حرب صيف 2006 سقط صاروخ أطلقه حزب الله في معامل تكرير النفط بحيفا وهو أحد أكثر المنشآت حساسية، والصدفة فقط هي من حالت دون حصول الكارثة آنذاك.

لا تقتصر الهشاشة عند القصف فقط، ولكن تقول صحيفة "هآرتس" أنه في حال تحطم طائرة في مطار "بن غوريون" أو وقوع حادث اصطدام بين طائرتين, فإن عدد القتلى سيكون كبير بدرجة تفوق ضحايا حريق الكرمل، ورغم ذلك تقول الصحيفة بأن سلطة الطيران طبقت 15 بندا فقط من بين 75 بند وردت في توصيات لجنة التحقيق في الكوارث التي يمكن أن تتعرض لها الكيان.

وتضيف ذات الصحيفة في موضوع آخر ومكان آخر وزمان آخر، بأنه في حال انتشار وباء في الكيان فإن المستشفيات ستسقط ولن تستطيع المواجهة بسبب النقص في الطواقم الطبية، وقالت قبل حوالي ثلاث سنوات انتشرت عدوى الأنفلونزا ولم يكن هناك وباء معدٍ وحينها كان في المشافي أكثر من 1000 شخص يعيشون على التنفس الصناعي, بينما عدد الأسرة في غرفة العناية المركز 300 سرير فقط, وهذا الأمر يشير إلى محدودية في القدرة على الاستعداد والتجهيز لسيناريوهات مرعبة كهذه، وهذا لم تكشفه حرائق الكرمل لأن أحدا لم يصل للمستشفيات. ويقول مدير عام وزارة الصحة في الكيان "ايتان خاي" -في حوار مع إذاعة الجيش الصهيوني-: "نعاني من عجز خطير في الأيدي العاملة, وهذا الأمر لا يتجسد ويبرز فقط في حالة وقوع الكوارث بل في الحياة اليومية, فهناك نقص أطباء وهناك نقص في الممرضات والممرضين، وطالما زاد هذا النقص فإن تخصصات كاملة في مجال الطب تكاد أن تختفي في (إسرائيل)".

لم تكشف نيران الكرمل بأن المعاقين في الكيان يعيشون أوضاع بائسة، وأنهم الشهر الماضي قاموا بمظاهرة لرفع مخصصاتهم وأن 50% منهم اضطروا لترك العناية الطبية بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها، وتقول صحيفة "يديعوت" بأنه يعيش في الكيان 43% من أصحاب العاهات الصعبة، وأن 29% يصنفوا من أصحاب العاهات المعتدلة.

ولم تكشف النيران أيضا عن ارتفاع ظاهرة الفقر في الكيان بنسبة0.6 %،وهو ما كشفته معطيات رسمية لمؤسسة التأمين الوطني الصهيونية، والتي كشفت أن نحو 15 ألف عائلة انضمت إلى دائرة الفقر، وأن 25% من عامة السكان في الكيان هم من الطبقة الفقيرة. وقد بينت معطيات جديدة نشرتها دائرة البحث الاقتصادي في وزارة الصناعة والتجارة أن 56% من المتدينين اليهود يقبعون تحت خط الفقر, وأن المتدينين يمثلون نحو 20% من إجمالي الفقراء في الكيان.

لم تكشف نيران الكرمل بأن 45%من الصهاينة يسكنون بالإيجار، وهو ما كشفته صحيفة "يديعوت" أول الشهر الماضي، كما لم تكشف النيران بأن واحدا من كل ثلاثة أطفال في الكيان سيصاب بمرض السكري في حياته، وأن عدد مرضى السكري في الكيان بلغ نحو نصف مليون حالة حتى عام 2010، وأنه يكتشف في الكيان سنويا حوالي 30 ألف حالة مرض بالسكري، تلك عينة من الجبهة الداخلية الصهيونية ومناعتها والبقية تأتي.

لم تكشف نيران الكرمل بأن "الكنيست" الصهيوني قد صادق الشهر الماضي على قانون الزواج المدني "لمن لا دين لهم"، علما بأن هذا القانون الجديد سيحل مشكلة حوالي60 ألف إسرائيلي، أين معالم الدولة اليهودية التي يريد "نتنياهو" من الفلسطينيين الاعتراف بها؟.

ولم تكشف النيران عن تزايد حجم العنف الأسري.. فقبل أسبوع من الحريق أقرت الحكومة الصهيونية 7 ملايين شيكل لحماية النساء المُعتدى عليهن من أزواجهن؛ من أجل إجراء ترميمات في ملاجئ تأوي تلك النساء، وتشير صحيفة "معاريف" إلى أن معظم هذا المبلغ سيخصص في إطار برامج إصلاحية وعملية لهؤلاء النسوة واللواتي يعشن تحت خط الفقر.

من حقائق الجبهة الداخلية الصهيونية أيضا ومن معالمها: تظاهرة الشهر الماضي في "تل أبيب" ضد ظاهرة العنصرية التي تجتاح "إسرائيل"، وقد تظاهر عديد من الإسرائيليين والأكاديميين في شارع "أشديروت روتشلد" احتجاجا على ظاهرة العنصرية، والتي تمثّلت مؤخرا في تلك القوانين الأخيرة التي أقرتها الحكومة و"الكنيست"، وقد صرّحت الوزيرة السابقة "شلوميت ألوني" بأنها تشعر وكأنها غريبة في بلادها، بينما حذّر البروفيسور "مردخاي كرمينتسر" بأن "إسرائيل" في طريقها لكي تتحول إلى دولة عنصرية.

الجبهة الداخلية التي أوجعتنا حكومة "نتنياهو" بالحديث عن جهوزيتها ومناعتها لم تستطيع الصمود الشهر الماضي لساعات بعد انفجار "خط مياه"، فقد ذكرت صحيفة "معاريف" أن سكان "تل أبيب" استيقظوا على نقص حاد في مياه الشرب واكتظاظ في حركة سير وازدحام شديد. وأوضحت الصحيفة أن هذا "الانفجار" تسبب في قطع الطريق أمام المركبات في الخط الرئيسي الواصل بين مركز المدينة و شارع "افيد عفيرول". ماذا لو انفجر الشارع ولم ينفجر خط المياه الذي شوش حياة السكان؟، كيف ستتعاطى الجبهة الداخلية مع سقوط صاروخ بالصدفة في الشارع، هل يمكن أن تصل سيارات الإسعاف في الوقت المحدد أم ستنتظر انتهاء الزحام؟.

اختتم بأن أول أيام هذا الشهر تعرضت إحدى شركات الاتصال الخلوي" سيلكوم" لخلل فني  خطير شل عملها في كل أنحاء الكيان وقلب أنظمتها، ولم تتعرض الشركة لقصف ولا لحريق ولا لعملية تخريب أو استهداف، وكان الوضع طبيعي ورغم ذلك عجزت الشركة وتعطلت خدماتها عن ما يزيد عن ثلاثة ملايين و300 ألف مشترك انقطع الاتصال والتواصل بهم.

والخلاصة بأن ما سبق هو فقط عينة لبعض حقائق الجبهة الداخلية الصهيونية، وما أشارت إليه هو إحصائية لشهر نوفمبر الماضي فقط، وهي حقائق لم تكشفها نيران بعد.