خبر إن شئتم: يستخفون بالديمقراطية- إسرائيل اليوم

الساعة 10:49 ص|13 ديسمبر 2010

إن شئتم: يستخفون بالديمقراطية- إسرائيل اليوم

بقلم: زهافا غلئون

 

في السطر الاخير، مطلب "إن شئتم" القاء كلمة في مسيرة حقوق الانسان هو استفزاز يرمي الى "اختطاف" عنوان رئيس على ظهر المنظمات التي تعمل ليل نهار حقا من أجل حقوق الانسان. فاي صراع في سبيل حقوق الانسان خاضته "ان شئتم" في السنة الاخيرة، يمنحهم مكانا على منصة الخطابة؟

يوم الجمعة الماضي سار في تل أبيب، بمبادرة جمعية حقوق المواطن، اكثر من 10 الاف شخص في استعراض مثير للاهتمام لقوة 130 منظمة، احياء ليوم حقوق الانسان الدولية. في اسرائيل 2010 وضع حقوق الانسان يوجد في تراجع. ورغب المشاركون في المسيرة في الاحتجاج على خروقات حقوق الانسان بحق كل انسان بصفته انسانا. واحتج السائرون ضد كنيست عنصرية تسن قوانين مناهضة للديمقراطية وضد حكومة مناهضة للمجتمع تتنكر لواجباتها في توفير الخدمات العامة الثابتة.

" إن شئتم"، التي تحت ستار الوطنية اقاموا نشاطهم في السنتين الاخيرتين في الساحة العامة – السياسية في ظل استخدام المكارثية والقومية المتطرفة طلبوا القاء كلمة في المهرجان تحت عنوان "لليهود ايضا توجد حقوق انسان". أنا اتفق، بالطبع، على أن "لليهود حقوق انسان". بيد أنه ليس فقط لليهود توجد حقوق انسان – بل ولليهوديات، وللعربيات، واللاجئين، ومهاجري العمل... للجميع توجد حقوق انسان.

حسب "إن شئتم" فان كل انتقاد اطلقته منظمات حقوق الانسان فسر كالحاق ضرر في الدولة. وقد استوعبوا روح الشر والقومية المتطرفة العنيفة التي تهب من الحكم الحالي وتهدد بحرية التفكير في اسرائيل. مثل السناتور الامريكي مكارثي في الخمسينيات، الذي اراد تبرير مطاردة اولئك الذين لم تكن اراؤهم مقبولة عليه وادعى بانه يفعل ذلك باسم "مصلحة الامة". هكذا ايضا "إن شئتم". فهم يسعون الى نزع الشرعية عن منظمات حقوق الانسان وعن كل من لا يتفق مع طريقهم الوطني المتطرف. ليس صدفة أنهم ساروا بالتكاتف مع اسرائيل بيتنا. منظمة "إن شئتم" هي ليبرمان المجتمع المدني. وفي السنة الاخيرة وصلوا الى العناوين الرئيسة في اعقاب سلسلة نشاطات تدوس على حرية التعبير وتعبر عن استخفاف تام بمبادىء الديمقراطية.

في الدولة الديمقراطية يعتبر نشاط منظمات حقوق الانسان حرجا. فمحاولات التخويف والاسكات التي يقوم بها قادة "إن شئتم"، حملة التحريض الزعرة ضد الصندوق الجديد لاسرائيل والهجوم غير مكبوح الجماح على البروفيسورة نوعام حزان، التي تقف على رأس الصندوق ترمي الى المس بمنظمات حقوق الانسان التي يمولها الصندوق الجديد لاسرائيل.

هذه المنظمات سارت في المسيرة في اليوم الذي احتفل فيه في كل ارجاء العالم بيوم حقوق الانسان الدولي. لا توجد منظمة اكثر مناهضة لحقوق الانسان من "ان شئتم". وحتى الى المسيرة وصلوا بهدف الاعتراض على حقوق الانسان. والدليل هو اليافطات التي حملوها: "للمزارعين ايضا توجد حقوق انسان" بمعنى: اسمحوا للمزارعين بان يشغلوا عمالا اجانب تحت الحد الادنى للاجور، بدون شروط اجتماعية وفي شروط العبودية. "لجنود الجيش الاسرائيلي توجد حقوق انسان ايضا"، أي: "نظام الجار" صغير علينا. مسموح لجنود الجيش الاسرائيلي بان ينفذوا كل شيء حتى لو كان مناقضا للقانون الاسرائيلي والقانون الدولي.

اذا كنتم تريدون أن تعرفوا اذا كان كفاحا ما هو كفاح في سبيل حقوق الانسان، فان عليكم دوما أن تفحصوا اذا كنتم تقفون الى جانب اولئك الذين يحتاجون الى الحقوق والحماية ام الى جانب القوي. "إن شئتم" تلقائيا، دوما، تقف الى جانب القوي. حقوق الانسان لا تعنيهم. تعنيهم قيم القومية المتطرفة التي تتعارض بطبيعتها مع التجربة العالمية لحقوق الانسان، ولهذا فلا يوجد لهذه منظمة الحق في الوقوف في منصة الخطابة في يوم حقوق الانسان.