خبر الخليل أولاً- معاريف

الساعة 10:04 ص|13 ديسمبر 2010

الخليل أولاً- معاريف

بقلم: نوعام ارنون

 

منذ نحو 200 سنة يعود اليهود الى الاستيطان في بلاد اسرائيل. طلائع الهجرة الاولى، الثانية وحركات الاستيطان اجتازوا الكثير من العقبات والمعانيات، تمسكوا بأرض البلاد في وجه الاعتداءات والحروب، أقاموا منظومة استيطانية، زراعية، اقتصادية وعسكرية يُقتدى بها. "غوش ايمونيم"، التي تعمل منذ منتصف السبعينيات شعرت بأنها تكرر الافكار الطليعية وهي التي تؤمن بأن الاستيطان سيؤدي الى زخم من التجدد الروحي والاجتماعي.

نشأت مئات البلدات، ولكن تحت السطح تجري معركة لنزع شرعية الصهيونية والاستيطان بتحريك من ايديولوجيات مختلفة: اللاسامية، النازية الجديدة، الاسلام، الفوضوية، الشيوعية ومناهضة الصهيونية، والتي تتحد جميعها حول هدف اسقاط دولة اسرائيل. مال كثير يتدفق الى هذه المعركة من السعودية ومن صناديق مختلفة. آلاف المنظمات تنتشر حول مشاريع يهودية وصهيونية بهدف استخدام أدوات قضائية، اعلامية، سياسية واكاديمية ضدها.

محافل مناهضة لاسرائيل تستعين بوسائل الاعلام المسنودة بالمظاهرات، بالاعتقالات وبخلق مواقع مواجهة، باستثمار الكثير من المال، القدرات الاعلامية، إسناد بحثي وسذاجة كبيرة من جانب نشطاء اجتماعيين يعتقدون انهم يعملون من اجل العدل، الاخلاق وحقوق الانسان. يوجد تشويه لصورة المشروع الاستيطاني الصهيوني وبالأساس للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة وغزة. دوائر الاكاديميا، القضاء، الاعلام والاقتصاد في العالم وصفت المشروع الصهيوني كمشروع استعماري، عنصري، فاشي وقومي متطرف. وأصبح الاستيطان اليهودي "منبوذا".

لقد نجحت الضغوط الدولية، كما أثبت "فك الارتباط"، ولم تدر المعركة في رمال غوش قطيف أو بين منتسبي الليكود، الجبهة توجد في الجامعات الرائدة، في المقالات في الصحف الكبرى والمجلات القانونية. وأين شعب اسرائيل؟ يشعر بالخطر ويصوت ضدها. في كل حملة انتخابية اليمين يرتفع؛ ولكن عمليا السياسة التي تُنفذ هي سياسة اليسار.

من اجل خلق تغيير يجب منح المشروع الاستيطاني الشرعية والاسناد الاكاديمي، القضائي والاعلامي. هذا صراع عنيد حيال الحكومات، المال، الاكاديميا، الاعلام العالمي وبالأساس المنظمات الاسرائيلية التي تعمل بتمويل من الصندوق الجديد لاسرائيل، ضد الاستيطان، الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل. من اجل الوقوف في وجههم هناك حاجة للكثير من الذكاء، الخيال، الكفاءة والمال.

الخليل هي المفتاح لتحقيق الاختراق. فلديها معطيات أولية ممتازة: التاريخ، التراث، الجذور، ولأسفنا طائفة يهودية ذُبحت. لهذا السبب يركز اليسار على الخليل ويحاول خلق رسالة قمع وتنكيل على أيدي المستوطنين والجيش الاسرائيلي. منظمة "نحطم الصوت" تُجري جولات شبه يومية، ومنظمة "بتسيلم" أقامت مشروعا دعائيا "يثبت" زعما، مظالم الاحتلال.

منظمات اجنبية تعمل في المدينة وتنشر في العالم رسائل مناهضة للسامية حادة. ويساهم في هذه الرسائل ايضا جزء من المستوطنين الذين يعملون بعدوانية ويرفضون الانصات الى المنطق والعقل. ومن جانب حكومة اسرائيل؟ لا يوجد اعلام، لا توجد دعاية، لا يوجد دعم، لا شيء. المهمة تقع على كاهل الحاضرة اليهودية في الخليل – بضع عشرات العائلات التي بالكاد تتمكن من الصمود. الاعلان عن مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي) كـ "موقع للتراث الوطني" لم يحظ بالاسناد والميزانية. والآن، منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة أعلنت بأن مغارة الماكفيلا هي مسجد اسلامي وأن المنطقة ستُعلن كـ "موقع للتراث الفلسطيني". وحده التجند الجدي والمكثف، المسنود بقوى مهنية وتمويل كبير يمكنه أن يُحدث التغيير. الخليل هي الساحة المناسبة.