خبر الفلسطينيون يريدون لنتنياهو أن يعرق- هآرتس

الساعة 09:53 ص|13 ديسمبر 2010

الفلسطينيون يريدون لنتنياهو أن يعرق- هآرتس

بقلم: آفي يسسخروف

 

ما قاله أمس رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في مقابلة مع كريستيان امنفور في شبكة اي.بي.سي يمكنه أن يشكل مرشدا يُعرفنا على التكتيك الفلسطيني في الاشهر القريبة القادمة. ففي أعقاب البيان الامريكي عن وقف المساعي لاستئناف المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة، فان الفلسطينيين يخططون لحمل بنيامين نتنياهو على أن يتصبب عرقا. وأوضح فياض بأن ليس في نية السلطة الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية وقال "هذا سبق أن فعلناه في 1988"، وأضاف بأن السلطة تسعى الى الوصول الى حالة الدولة، STATE HOOD .

يبدو انه في هذه المرحلة فهموا في السلطة بأن البيان الامريكي يخدمهم. فلن يحتاجوا الآن الى التصدي للمحاولات التي لا تكل ولا تمل لاستئناف المحادثات المباشرة، والتي ستقود نحو أشهر من المفاوضات العقيمة.

صحيح أن خطاب كلينتون بعيد عن إرضاء الفلسطينيين – فقد أملوا بأن تعلن الادارة صراحة بأن اسرائيل مذنبة بالفشل – ولكن الاعلان عن اقامة دولة الآن أو التوجه الى مجلس الأمن بطلب للاعتراف بدولة سيجر مواجهة مع الادارة. ولكن في هذه اللحظة على الأقل يبدو أن يد الفلسطينيين هي العليا في الصراع مع اسرائيل على عطف البيت الابيض. والعودة الى المحادثات غير المباشرة ستساعدهم في ذلك أكثر فأكثر.

ميتشيل سيصل اليوم الى المنطقة، وفي السلطة أعربوا عن الرضا من أن الادارة ستطلب قريبا، من نتنياهو ومن عباس، صيغة واضحة لحل النزاع. شعار فياض أمس، ومسؤولين كبار آخرين في السلطة، هو أن عباس سلّم صيغة: اقتراحه للحل يوجد في يد الامريكيين. نتنياهو هو الذي تملص من عرض صيغة.

في السلطة يعتقدون بأنه لن يكون بوسع نتنياهو بعد اليوم التملص من اعداد الدروس التي سيكلفه بها الامريكيون، وحده، دون عباس: أن يعرض "خريطة طريق" تتناول كل المسائل الصعبة – الحدود، المستوطنات، اللاجئين والقدس. وبرأيهم لا يمكن لنتنياهو أن يعرض صيغا مثل "القدس عاصمة اسرائيل الموحدة منذ الأزل وحتى الأبد"، أو "غور الاردن في أيادي اسرائيلية". سيتعين عليه أن يعرض حلا. وإن لم يفعل ذلك أو لم يعرب عن استعداده لحلول وسط تاريخية، فان بانتظاره "صيغة اوباما"، التي سيكون كل طرف فيها مطالبا بأن يرد بالايجاب أو بالسلب. في نهاية العام 2000 كان عرفات هو الذي تملص من الموافقة على "صيغة كلينتون" ودفع لقاء ذلك بضرر لا صلاح فيه في صورته، أما الان فان هذا كفيل بأن يكون نتنياهو.

مسؤول كبير في البيت الابيض وصف ذات المرة الفارق بين اسرائيل والسلطة بأنه: اسرائيل تريد مفاوضات بدون اتفاق، والسلطة تريد اتفاق بدون مفاوضات. لشدة المفارقة، فان الانجاز المزعوم لنتنياهو في تخلي الامريكيين عن تجميد البناء من شأنه أن يظهر كانتصار أشبه بالهزيمة، فهو كفيل بأن يجد نفسه في مواجهة صيغة امريكية للاتفاق، بدون مفاوضات، بالضبط مثلما يريد الفلسطينيون.